شهد مجمع مواقف نجع حمادي الجديد بمحافظة قنا انهيارًا جزئيًا، إثر سقوط مظلات حديدية مخصصة لتغطية السيارات، ما أسفر عن إصابة أربعة عمال كانوا يعملون في تركيب الهياكل المعدنية، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

الواقعة أعادت الجدل حول كفاءة تنفيذ المشروعات الحكومية، ومدى جدوى السياسات القائمة على "النية والإرادة" بدلًا من العلم ودراسات الجدوى، في ضربة موجعة لمشروع كان يُفترض أن يكون ضمن إنجازات البنية التحتية الحديثة بالمحافظة.

 

تفاصيل الحادث

وقع الانهيار في الجزء المخصص لسيارات الأجرة داخل المجمع، حيث انهارت المظلات الحديدية أثناء أعمال تركيبها، ما أدى إلى سقوط العمال من على السقالات، وتوقّف العمل تمامًا في الموقع.

وكان من المقرر تسليم المشروع رسميًا نهاية يوليو الجاري، لكن الحادث ألقى بظلال من الشك حول مدى صلاحية المشروع فنيًا وهندسيًا، وقدرته على خدمة المواطنين بأمان.

 

مشروع طموح يتحول إلى مصدر قلق

المجمع يُقام على مساحة 8000 متر مربع، ويضم:

  • مبنى إداريًا من طابقين بمساحة 700 متر
  • مظلات للمركبات بمساحة 4500 متر
  • شبكة طرق داخلية وأرصفة بمساحة 2800 متر
  • أسوار وبوابات لتنظيم حركة المركبات

وقد وصف مسؤولو محافظة قنا المشروع سابقًا بأنه "نقلة نوعية" في ملف النقل الجماعي، لكن الحادث حوّله إلى مشهد فوضوي يهدد سلامة المواطنين والعاملين.

 

غياب العلم ودراسات الجدوى.. السبب الأعمق؟

رغم أن الحادث قد يُعزى إلى خطأ فني أو ضعف في الإشراف الهندسي، إلا أن مهندسين ومراقبين محليين أكدوا أن ما حدث يُعبّر عن أزمة أعمق تتعلق بمنهجية تنفيذ المشاريع في مصر خلال السنوات الأخيرة.

فبحسب هؤلاء، تُطلَق مشروعات بمليارات الجنيهات دون الاستناد إلى دراسات جدوى علمية دقيقة، بل يُسرَّع العمل فيها غالبًا لأغراض دعائية أو سياسية، على حساب معايير الجودة والسلامة والتخطيط.

 

نهاية مقلقة لمشروع واعد

كان يُؤمل أن يكون مجمع مواقف نجع حمادي بوابة لتحديث خدمات النقل في المحافظة، لكن الانهيار المفاجئ للمظلات كشف هشاشة هذه الآمال، وأعاد التذكير بأن التنمية الحقيقية لا تُبنى على الشعارات ولا تُدار بالنيات، بل تستند إلى:

  • العلم
  • الرقابة
  • المحاسبة
  • ودراسات الجدوى المسبقة، لا المبررات المتأخرة بعد وقوع الكوارث

شاهد الفيديو من موقع الحادث