ترددت الآونة الأخيرة وخاصة بعد انسحاب أمريكا وإسرائيل من مباحثات وقف إطلاق النار تسليم حماس المخطوفين الاسرائيلين الى إسرائيل وتسليم الجثث لفض حصار غزه بذريعة أنه لن يكون هناك حجه لنتنياهو لضرب سكان غزه ولن يكون امامه سوى قرار واحد وهو فض الحصار ووقف المعركة، وهو كلام مضلل، يصطدم بحقائق تاريخية تجعل منه طرحًا فارغ المضمون، بل وكارثيًّا على القضية الفلسطينية برُمّتها وليس فقط حركات المقاومة. ويعود رفض حركة حماس الاستجابة لتلك الدعوات إلى قراءة تاريخية لوقائع مماثلة خلال العقود الماضية؛ حيث وقع الكثيرون في خدعة نزع الذريعة عن المحتل في مقابل وقف عدوانه، وقاموا بتلبية مطالبه، لكن كانت النتائج أكثر كارثية مما كانوا يتوقعون، ولم تُسفر هذه الخطوات إلا عن مزيد من تراجع القضية الفلسطينية وتوسع نفوذ الاحتلال فضلا عن القضاء على الرموز الوطنية في عمليات اغتيال حتى بعد أن تركوا أسلحتهم وغادروا أوطانهم. وهذا ما سرده الناشط محمود هنية بقوله: ليش الأخضر ما يسلم؟! لأصحاب الذاكرة السمكية إليكم بعض الحقائق التاريخية: -الحدث عام 1936: دعوة لوقف أكبر انتفاضة شعبية شهدها التاريخ الفلسطيني واستمرت لـ6 أشهر؛ وتم تشكيل أذرع عسكرية مسلحة محلية تابعة لعوائل من أجل إيقافها. =النتيجة: نكبة فلسطين عام 1948 -الحدث 1948: وقف المقاومة المحلية وترك الأمر طرف الدول العربية لمحاربة العصابات اليهودية. =النتيجة: احتلال فلسطين والتخلي عن 78% من أرضها للاحتلال. -الحدث: عام 2002: تم الطلب من السلطة اعتقال أحمد سعدات وقتلة الوزير المجرم رحبعام زئيفي واعتقال مسؤول الإدارة المالية العسكرية بالسلطة فؤاد الشوبكي؛ مقابل رفع الحصار عن الرئيس عرفات. =النتيجة: إعدام الرئيس عرفات واغتياله. -الحدث عام 82: وبعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 520 انسحبت منظمة التحرير من لبنان. =النتيجة: بعد 16 يوما بالضبط ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة صبرا وشاتيلا واستشهد على إثره 4 آلاف شهيد؛ بقروا بطون الرجال وذبحوا النساء والأطفال. -الحدث من 2005-2015: سحبت السلطة أسلحة الأجنحة العسكرية وحلتها؛ لقاء دولة فلسطينية مستقرة اقتصاديا؛ وإنهاء معاناة المواطنين. =النتيجة: الاستيطان التهم 60% من الضفة؛ بلغة الأرقام. -قبل 2005: كان هناك حوالي 244,000 مستوطن في الضفة الغربية، وفقًا لإحصائيات 2004. =بعد 2005: ارتفع عدد المستوطنين بشكل كبير، ليصل إلى حوالي 700,000 مستوطن في 2024، موزعين على أكثر من 200 مستوطنة وبؤرة استيطانية. ومن جهته نشر المحلل السياسي ياسر الزعاترة "وزير نتنياهو يُعلن: "سنُبيدُ غزة".. ونتنياهو يتبرّأ (بالإنجليزية فقط)! وزير التراث عميحاي إلياهو قال بالأمس: "الحكومة تسابق الزمن لإبادة غزة. الحمد لله أننا نقضي على هذا الشر. ستكون غزة كلها يهودية". صحيفة اليمين (إسرائيل اليوم) لفتت الانتباه إلى أن براءة نتنياهو من التصريح جاءت عبر تغريدة بالإنجليزية في الحساب الذي يتابعه عدد أقل بكثير من العبري! والدلالة واضحة بالطبع، فمجتمعه المسعور تنحاز غالبيته الساحقة إلى "الإبادة". لا حاجة إلى القول إن البراءة جاءت بسبب استخدام مصطلح "الإبادة". "الإبادة" التي لم يعد العالم يشكّ فيها، لأنها يشاهدها بأمّ عينيه، وهذا الانقلاب العالمي على "الكيان" جزء من تداعياتها. https://x.com/YZaatreh/status/1948654474735522206 أستاذ العلوم السياسية مأمون فندي "أستاذ العلوم السياسية مأمون فندي: وكأن العرب اكتشفوا نتنياهو أمس! أتظنون لو المـ ـقاومـ ـة سلّمت الرهائن ورفعت الراية، سترحمهم إسرائيل؟ لا والله، سيلقي بهم نتنياهو على حدود سيناء غصبا، وسيدفع بأهل الضفة إلى الأردن. جرّب نتنياهو الجوار سنتين وكانوا جثث ميتة. فبلاش تنظير، الفلسطيني مش طالب شهادة وفاة، طالب يموت واقف على ترابه. نتنياهو لا يفهم إلا الردع ولغة المـ ـقاومـ ـة." https://x.com/mamoun1234/status/1948437546142498999 الاقتصادي د. مراد علي : "في الوقت الذي أعلن فيه ويتكوف وقف المفاوضات لعدم رضوخ حماس لشروط نتنياهو، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتحدة لن تشارك في مؤتمر حلّ الدولتين الأسبوع القادم. قادتنا يعلمون أن ما يُطرح من شعارات عن “السلام” و”حلّ الدولتين” ليس سوى وسيلة لكسب الوقت وشرعنة الوقائع التي تفرضها إسرائيل على الأرض بالقوة. فالمطلوب ليس التعايش ولا إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل إخضاع الفلسطينيين وإجبارهم على الاستسلام، تمهيدًا لإزاحتهم عن أرضهم عبر سياسات القهر والحصار والتجويع.. غزة_تموت_جوعًا". https://x.com/mouradaly/status/1948466790021169620
الكاتب الصحفي عبدالباري عطوان " نجزم بأنه ليست أيام بنيامين نتنياهو هي التي باتت معدودة فقط، وإنما دولة الكيان الصهيوني أيضا، وعندما يقول نتنياهو “ان الأمريكيين الذين لا يريدون دعم إسرائيل، لا يدعمون أمريكا”، ويصف مايك هاكابي سفير أمريكا الأكثر صهينة واجراما من بن غفير وتابعه سموتريتش البيان الذي أصدرته 25 دولة أوروبية برئاسة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا، وطالب بوقف فوري لحربي التجويع والابادة بأنه مثير للاشمئزاز، فهذا يؤكد هزيمة الثنائي نتنياهو وترامب ورهطهما النازي، وانتصار الكف على المخرز. وأضاف حركة “حماس” عندما نفذت عملية “طوفان الأقصى” الإعجازية التاريخية في السابع من (اكتوبر) 2023 لم يزد عدد مقاتليها عن 24 ألف مجاهد، حسب التقديرات الإسرائيلية، الآن وصل العدد الى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا الرقم، والأهم من ذلك ان الرهان الإسرائيلي على نفاذ الذخائر ثبت فشله، فقنابل الياسين تتكاثر مثل الارانب بإعداد هائلة، والصواريخ ما زالت تنطلق من الشمال والوسط والجنوب، وصافرات الإنذار لم تتوقف في مستوطنات ومدن غلاف غزة. واختتم مقاله نتمنى ان يقرأ نتنياهو الجزء المتعلق بالقطاع في مذكرات شارون قبل ان يهدد بالاحتلال الكامل للقطاع مجددا لعله يتعظ، ويتراجع قبل فوات الأوان، لانه سيخرج مهزوما ومهانا بالطريقة التي خرج بها معلمه شارون.. والايام بيننا. “هل تعلم الآن لماذا لا تستسلم حماس؟.. لأنها ترى المستقبل بعين التاريخ.. ترى تطهيرًا عرقيًّا سيبدأ على نحو لم يسبق له مثيل.. ترى موجات تهجير إجبارية لأهالي القطاع.. ترى سلطة عميلة للاحتلال تنتقم من ألوف العوائل الفلسطينية بحجة دعم المقاومة، والأهم.. ترى أرضًا فلسطينية أُخرست فيها صوت البندقية للأبد، وحلّ محلها تطبيع، يعيش فيه الفلسطينيون عبيدًا ما تبقّى من أعمارهم للإسرائيليين.. هل تعلم الآن لماذا لا تستسلم حماس؟، وهل تعلم أن الإسرائيلي لا يؤمن وعده والأمريكي لا يُضمن عهده؟، هل تعلم أن المُلام الوحيد هو الصهاينة، وأن من عليه إيقاف الحرب هم الصهاينة.. وحدهم لا غير.. هل تعلم؟.. هل تتعلّم؟.