تشهد صناعة المشروبات الغازية أزمة غير مسبوقة، بعد توقف للإنتاج لدى عدد من الشركات الكبرى العاملة في السوق، نتيجة الانخفاض المفاجئ في توريد الغاز الطبيعي من الاحتلال الاسرائيلي، وهو ما انعكس بشكل مباشر على مصانع الأسمدة التي تعد المورد الرئيسي لثاني أكسيد الكربون المستخدم في صناعة المشروبات الغازية.
الغاز.. شريان الإنتاج المقطوع
بدأت الأزمة في منتصف يونيو الجاري، عندما تراجعت واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر بشكل حاد، وهو ما أدى إلى توقف توريد الغاز لمصانع الأسمدة المحلية.
وتشكل هذه المصانع الحلقة الأهم في سلسلة التوريد الخاصة بشركات المشروبات الغازية، نظراً لاعتمادها الكامل على ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات تصنيع الأسمدة.
ويُستخدم ثاني أكسيد الكربون كمكوّن أساسي في صناعة المشروبات الغازية، حيث يدخل في عملية الكربنة التي تمنح المشروبات طابعها الفوار، ومع تعثر إنتاج الغاز من المصدر الرئيسي، اضطرت الشركات إلى خفض معدلات الإنتاج، في ظل نقص حاد في الإمدادات.
تصريحات رسمية ووعود بالحل
وفي هذا السياق، قال خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن مصانع الأسمدة ستبدأ في العودة إلى العمل تدريجيًا خلال الأسبوع الثاني من شهر يوليو المقبل، بعد التأكد من استئناف ضخ الغاز إليها.
وأضاف أبو المكارم أن الأزمة لم تؤدِ إلى توقف كامل للمصانع، إذ تم استغلال فترة الخفض في الإمدادات لإجراء أعمال الصيانة الدورية، في خطوة احترازية لتقليل الخسائر.
وأكد أن القطاع واجه تحديات حقيقية خلال شهري أبريل ومايو 2025، مع تكرار مشكلات نقص الغاز، إلا أن صادرات مصر من الأسمدة واصلت النمو رغم ذلك.