شهدت المنطقة تصعيدًا خطيرًا بين إيران وإسرائيل خلال الليل، مما أدى إلى تحويل مسارات عشرات الرحلات الجوية وإلغاء أخرى، بعدما شنت إسرائيل ضربات جوية استهدفت منشآت نووية في طهران وقتلت قادة عسكريين بارزين، وردّت إيران بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل.
أكدت إسرائيل مشاركة 200 طائرة حربية في ضرب أكثر من 100 هدف داخل إيران، في تصعيد ينذر باتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط. وبينما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الدفاعات الجوية اعترضت عددًا كبيرًا من المسيّرات الإيرانية، لم تُسجَّل حتى الآن إصابات بين المدنيين.
رغم التصعيد، تواصل شركات الطيران والسياحة عملها في مصر، مع بقاء الوجهات السياحية الكبرى مثل شرم الشيخ والغردقة والقاهرة خارج نطاق الخطر، بحسب تقييم وزارة الخارجية البريطانية التي أوصت بتجنب السفر فقط إلى بعض المناطق الحدودية.
المسافة بين مصر وفلسطين المحتلة
تجاور مصر فلسطين المحتلة، لكن الوجهات السياحية الرئيسية تبعد مسافات كبيرة عن الحدود. تبعد شرم الشيخ – الأقرب إلى إسرائيل – أكثر من ساعتين ونصف بالسيارة من أقرب نقطة حدودية، وخمس ساعات عن غزة. بينما تقع القاهرة والإسكندرية والغردقة والأقصر على مسافات أبعد، مما يجعلها بعيدة عن مناطق التوتر.
هل تتأثر الرحلات الجوية إلى مصر؟
أدى إغلاق مفاجئ في المجال الجوي بعد الضربات إلى تحويل مسارات طائرات عديدة، واضطر آلاف المسافرين إلى الهبوط في مطارات غير متوقعة. شركات مثل طيران الهند والإمارات وقطر حولت رحلاتها بعيدًا عن الأجواء الإيرانية.
رصد موقع FlightRadar مغادرة الطائرات للمجال الجوي الإيراني بشكل جماعي عند اندلاع الضربات. أُلغيت بعض الرحلات خلال التحليق، بينما اتجهت أخرى إلى مطارات بديلة. رحلات قطر من مانشستر ولندن حوّلت مسارها إلى القاهرة حيث توقفت للتزود بالوقود قبل المتابعة.
شهد مطار القاهرة تأخيرات وإلغاءات محدودة، بينما ظهرت بعض التأخيرات في رحلات مطار شرم الشيخ صباح الجمعة، دون تأثيرات كبيرة.
حقوق المسافرين
وفق قوانين حقوق المسافرين في بريطانيا والاتحاد الأوروبي، يحق للمسافر الوصول إلى وجهته في أقرب وقت ممكن. إذا أُلغيَت الرحلة، يمكن للراكب المطالبة برحلة بديلة أو استرداد قيمة التذكرة. وإذا أُلغيَت الرحلة دون إنذار مسبق قبل 14 يومًا، قد يستحق الراكب تعويضًا، باستثناء الحالات الخارجة عن إرادة شركة الطيران.
ماذا عن الرحلات السياحية إلى مصر؟
تستمر الرحلات السياحية وفق الجدول المعتاد. وإذا أراد المسافر تأجيل رحلته، يُنصح بالتواصل مع شركة السفر لاحتمال الحصول على بعض المرونة. لكن في الوقت الحالي، لا توجد مبررات لاسترجاع المبالغ أو تفعيل تأمين السفر، نظرًا لعدم صدور تحذير رسمي بوقف السفر إلى مصر من وزارة الخارجية البريطانية.
إذا غيّرت الوزارة تقييمها وأوصت بتجنب السفر إلى مصر، يحق للمسافر إلغاء الرحلة واسترداد التكاليف كاملة.
تحذيرات السفر الرسمية إلى مصر
حدثت وزارة الخارجية البريطانية تحذيراتها في 13 يونيو بشأن الوضع الإقليمي. أكدت أن التوتر بين إيران وإسرائيل قد يتصاعد بسرعة، وأن حطامًا عسكريًا سقط في أماكن متفرقة. كما نبّهت لاحتمال حدوث إرباك في الرحلات الجوية والتظاهرات المحلية.
طالبت الخارجية البريطانية المسافرين بمتابعة الأخبار واتباع تعليمات السلطات المحلية، وأشارت إلى قرار هيئة الطيران المدني المصرية بفرض شرط وجود تذكرة عودة مؤكدة على أي مسافر يصل بين 12 و16 يونيو، وإلا قد يُمنع من الدخول.
أوصت الخارجية بتجنب السفر إلى مسافة 20 كيلومترًا من الحدود مع ليبيا، وشمال محافظة سيناء، وأجزاء من جنوب سيناء باستثناء الساحل، ومناطق شرق قناة السويس، ومناطق غرب وادي النيل ودلتا النيل باستثناء مناطق محددة. كما حذّرت من السفر إلى مثلث حلايب ومنطقة بير طويل.
لكن لم تُصدر الوزارة أي تحذير بخصوص الوجهات السياحية الرئيسية مثل القاهرة وشرم الشيخ والغردقة والأقصر.
أشارت أيضًا إلى احتمال إغلاق المعابر الدولية، بما فيها معبر طابا بين مصر وإسرائيل. كما ذكرت أن معبر رفح مغلق حاليًا، وأن السلطات المصرية لن تسمح بالدخول إلى غزة أو الخروج منها دون تنسيق مُسبق، وأن نقل المساعدات يمر فقط عبر الهلال الأحمر المصري.
https://www.independent.co.uk/travel/news-and-advice/egypt-travel-advice-israel-iran-b2769471.html