وسط تراجع القوة الشرائية للمواطنين، أعلنت الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين عن طرح "أجزاء الدواجن المجمدة" بمنافذها بعد عيد الأضحى، وتشمل طرح "نصف دجاجة مجمدة ومبردة" لأول مرة.
ويشهد موسم الأضاحي هذا العام تراجعًا واضحًا في الطلب بسبب ارتفاع الأسعار وضعف القوة الشرائية، مما أدى إلى اتجاه المواطنين إلى شراء صكوك الأضاحي لانخفاض قيمة الصك، وإمكانية تقسيطه من خلال الجمعيات الخيرية، وفقًا لتجار.
وتستهلك مصر أكثر من 900 ألف طن سنويًا من اللحوم الحمراء، يتم إنتاج حوالي 470 ألف طن محليًا، فيما يتم استيراد باقي احتياجاتها من اللحوم الحية والمجمدة من أسواق عدة أبرزها البرازيل، والهند، والسودان، ومناشئ أخرى من أفريقيا.
ويقول اقتصاديون أن هناك عجز في حجم الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء يصل إلى 40% مقارنة بحجم الاستهلاك، وستتزايد هذه النسبة في ظل اتجاه المربين إلى ذبح الإناث، خلال فترة ارتفاع أسعار اللحوم، كما أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر سلبًا على فقد صغار المواشي.
ويؤكد اقتصاديون أن زيادة التضخم دفعت ارتفاع أسعار السلع الأساسية للأطعمة وخاصة اللحوم، التي تأثرت بقلة الطلب مع ارتفاع الأسعار، مشددين على أن معدل التضخم أصبح مؤهلاً لارتفاعات جديدة خلال الفترة المقبلة، متأثراً بتراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار، والتطورات الاقتصادية العالمية، التي تتعمق أزمتها على مدار الساعة جراء حرب الرسوم الجمركية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تدفع إلى زيادة تكلفة الواردات وتضع صعوبات أمام زيادة حجم الصادرات المحلية، خلال الفترة المقبلة.
ويتوقع الخبير الاقتصادي أحمد خزيم، أن يدفع تراجع الجنيه المستمر أمام الدولار إلى موجات غلاء جديدة، مؤكداً أنه في ظل عدم وضوح الرؤية أمام الحكومة وبحثها عن حلول وقتية لمواجهة الأزمة الاقتصادية دون إعادة هيكلة شاملة للاقتصاد ووحدة الموازنة العامة وضبط الإيرادات السيادية وربطها بالمصروفات، فإن التضخم لن يتراجع مرة أخرى.