لليوم الخامس على التوالي، توقفت مصانع شركة "الأمراء" لصناعة السيراميك بمدينة العاشر من رمضان عن العمل، بعد قرار شركة الغاز بقطع الإمدادات بسبب ديون تتجاوز 100 مليون جنيه.
الأزمة تهدد بتشريد قرابة 3000 عامل من مصنعي "لابوتيه" و"ماچستيك"، وسط غياب تام للإدارة وقلق بالغ بين العمال على مصدر رزقهم الوحيد، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.

يقول أحد العمال، طالبًا عدم الكشف عن اسمه: "فجأة لقينا موظفين من شركة الغاز بيقفلوا المحابس، وقالوا إن الشركة عليها ديون. توسلنا ليهم يأجلوا الموضوع شوية لحد ما الإدارة تتفاوض، بس مفيش فايدة، ومن وقتها المصنع واقف".

وأضاف أن الإدارة لم تكتفِ بالصمت حيال قطع الغاز، بل امتنعت عن إرسال سيارات نقل العمال منذ اليوم التالي، واكتفت بإبلاغهم بأن "يقعدوا في بيوتهم لحد ما الغاز يرجع"، دون أي توضيح إذا كانت هذه الأيام ستُحسب كإجازة مدفوعة الأجر أم لا، أو متى ستُحل الأزمة.

مصدر مقرب من إدارة الشركة، تحدّث بشرط عدم نشر اسمه، أكد أن المديونية المستحقة لشركة الغاز تتجاوز 100 مليون جنيه، فضلًا عن مديونيات أخرى لشركة الكهرباء، وأضاف أن الإدارة لا تملك خطة لسداد الديون حتى بالتقسيط، ما يعمّق من تعقيد الأزمة.

وحسب المصدر ذاته، طلبت الإدارة من بعض العمال نشر استغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجيه مناشدات إلى رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيري البترول والتجارة والصناعة للتدخل السريع لإعادة ضخ الغاز للمصانع، مُشددة على أن هذه المبادرات يجب أن تبدو وكأنها صادرة من العمال أنفسهم.

يقول عامل آخر: "مافيش مشكلة نناشد المسؤولين، في الآخر دي لقمة عيشنا، لكن ماينفعش نحاسب على ديون أصحاب المصانع اللي جمعوا مليارات في السنين اللي فاتت. إحنا بنشتغل، مش مسؤولين عن ديونهم".

ويزيد من حدة القلق لدى العمال قرب حلول عيد الأضحى، في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن صرف راتب شهر مايو.
يقول أحدهم: "الناس مش عارفة تقول إيه لولادها، العيد قرب، ولو المرتب منزلش.. نشتري هدوم العيد ولا ناكل؟".

ويخشى العمال من أن تكون الأزمة الحالية مقدمة لخطط تصفية جزئية أو كلية، أو لتسريح عمال، خاصة وأن مصانع "لابوتيه" و"ماچستيك" شهدت في السابق محاولات من هذا النوع، واجهها العمال بالاحتجاجات.

وكان العمال قد نجحوا مؤخرًا في انتزاع زيادة على الراتب بقيمة 1000 جنيه، صُرفت على دفعتين، بعد احتجاجات متكررة كان آخرها في يناير الماضي.
وفي 2018، نظم عمال "لابوتيه" إضرابًا عن العمل استمر 3 أسابيع للمطالبة بتحسين الأجور، وانتهى بعد اعتقال عدد منهم من منازلهم للضغط عليهم لفض الإضراب.

وسط هذه الأزمة، تغيب الحلول وتغيب الإدارة، ويواجه آلاف العمال وعائلاتهم خطرًا حقيقيًا بفقدان مصدر رزقهم الوحيد، بينما تتراكم الديون على الشركة وتتعقد فرص الإنقاذ.