تشهد الأسواق موجة جديدة من ارتفاع أسعار الفاكهة، إذ وصلت الزيادة إلى ما بين 25 و30% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، في وقت تتسارع فيه معدلات التضخم وتُثقل كاهل الأسر محدودة ومتوسطة الدخل التي باتت تعجز عن تأمين احتياجاتها الأساسية.
وأرجع حاتم النجيب، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، الزيادة إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها أن معظم أنواع الفاكهة المعروضة حاليًا لا تزال في مرحلة "البشاير"، أي أولى المحاصيل التي تكون أسعارها عادةً مرتفعة، إلا أن الزيادة هذا العام تفوق نظيرتها في المواسم السابقة.
وأوضح النجيب أن تغير المناخ لعب دورًا كبيرًا في اضطراب مواعيد الزراعة والحصاد، ما أدى إلى اختلال توقيتات طرح المحاصيل في السوق وتراجع المعروض، بالتزامن مع زيادة الطلب، وهو ما خلق بيئة خصبة لارتفاع الأسعار.
وأضاف أن تصاعد وتيرة التصدير لبعض أنواع الفاكهة أيضًا ساهم في تقليص المعروض محليًا، ما رفع الأسعار.
من جانبه، أكد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن ارتفاع أسعار الفاكهة لا ينفصل عن الزيادات المتكررة في أسعار المحروقات، والتي تنعكس مباشرة على تكلفة النقل ومدخلات الإنتاج الزراعي، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على المشتقات النفطية في تشغيل المعدات الزراعية ونقل المحاصيل إلى الأسواق.
وكانت وزارة البترول قد أعلنت عن أربع زيادات في أسعار الوقود خلال العام ونصف الماضي، إحداها في أبريل الماضي، تنفيذًا لخطة الحكومة لخفض دعم المحروقات استجابة لشروط صندوق النقد الدولي.
وقد ساهمت هذه الزيادات بشكل مباشر في ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي والنقل والتخزين.
وتُظهر جولة في الأسواق مستويات أسعار صادمة: حيث يتراوح سعر كيلو المشمش بين 100 و120 جنيهًا، والعنب بين 100 و140 جنيهًا حسب النوع، بينما يُباع التفاح بـ80 إلى 100 جنيهًا، والموز بـ35 إلى 45 جنيهًا، والبرقوق بين 50 و120 جنيهًا، وفقًا لتصريحات نقيب الفلاحين.
وتُظهر بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية ارتفع خلال أبريل الماضي إلى 13.5%، للشهر الثاني على التوالي، مدفوعًا بزيادة أسعار الوقود والغذاء، ما يجعلها في صدارة السلع التي باتت خارج متناول ملايين المصريين.
معاناة يومية وأطباق خالية
يقول محمود حسين، موظف أربعيني وأب لثلاثة أبناء: "زمان كنا بنشتري فاكهة يوميًا، دلوقتي بقيت حاجة رفاهية، بندي العيال موزة أو تفاحة في الأسبوع بالعافية"، مضيفًا: "الأسعار وصلت لمرحلة غير منطقية، كيلو فاكهة بقى أغلى من نص المرتب".
من ناحيتها، تعتبر منى عبد العال، وهي أرملة تعمل في التنظيف، أن الفاكهة "اختفت من البيت من شهور، وتضيف أن المعيشة في مصر أصبحت لا تُطاق، والمواطن يدفع ثمن كل إخفاق اقتصادي من صحته وطعامه.