كثيراً ما أعلنت الحكومة عن مشاريع تنموية في سيناء وتحسين البنى التحتية فيها، وخصوصاً بعد زعمها القضاء على الإرهاب، مصدرة المشاريع الكبرى كقطاعا الكهرباء والمياه، إلا أن العمل في القطاع الأخير اقتصر لاستصلاح أراضي الجيش التي بدأ في زراعتها أخيراً، في حين ترك سكان سيناء للشرب من مياه البحر.

وتستمر معاناة أهالي مدن الشيخ زويد والعريش ورفح، الذين يخرجون بـ "الجراكن"، بحثًا عن المياه، بعد أزمة انقطاع المياه منذ أكثر من 4 أشهر، رغم الوعود الحكومية بحل المشكلة، ليستمر مسلسل الإهمال الحكومى.

ويشكو مواطنو شمال سيناء من أن المياه انقطعت عن منازلهم ما يضطرهم إلى شراء مياه للشرب، وبالتالي دفع مبالغ مالية إضافية في ظل الغلاء وعدم توفر فرص عمل في محافظة شمال سيناء. 

وكانت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بشمال سيناء، قد أعلنت في بيان رسمي وجود تسريب مياه في الخط الناقل بمدينة القنطرة شرق، ووقف الضخ لتنفيذ أعمال الصيانة والإصلاح، في شهر فبراير الماضي ومنذ ذلك الوقت لم يتم إصلاحه، أو حتى وجود بديل، ما ينزر بكارثة إنسانية.
 

التنمية للجيش فقط
  
ويقول الأهالي إن مياه النيل التي تصل إلى سيناء من خلال ترعة السلام والمشاريع الأخرى التي جرى إنشاؤها خلال السنوات الأخيرة، ليست مخصصة لاستخدام المواطنين، وإنما جاءت لري المشاريع الزراعية في الأراضي التي جرى استصلاحها بمعرفة الهيئات الاقتصادية الحكومية التابعة لوزارة الدفاع على مساحات واسعة من سيناء، وخصوصاً المناطق الممتدة من قناة السويس وحتى بئر العبد.

ويضيفوا أن "مصادر توريد المياه إلى المواطنين في سيناء حال وصولها تتلخص في محطات تحلية مياه البحر، والآبار الجوفية، إلا أن المواطنين يضطرون إلى البحث عن بدائل أخرى بشراء المياه المحلاة، في ظل عدم رضاهم عن نوعية المياه الواردة إلى المنازل".

ودائما ما تعجز الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف في شمال سيناء عن توفير مياه الشرب النقية للسكان.
ولطالما سجلت سيناء انقطاعاً للمياه لأشهر طويلة، أو ضرر يصيب خطوط المياه من دون أن تستجيب الشركة القابضة للمياه لمناشدات المواطنين وطلباتهم بضرورة إصلاح الأعطال وصيانة الخطوط بشكل دوري، الأمر الذي يزيد من معاناتهم في القطاعات الحيوية، كالمياه والكهرباء والاتصالات، على الرغم من الحديث الدائم عن تطوير وتحسين الوضع المعيشي في سيناء، بعدما عاشت سنوات من الحرب على الإرهاب، تضمنت معاناة وخسائر في أرواح وأعمار المواطنين في سيناء.