تحوّل امتحان مادة "ألعاب القوى" في كلية التربية الرياضية بجامعة طنطا إلى كارثة صحية، بعدما أُصيب 46 طالبًا على الأقل بحالات إغماء واختناق، خلال أدائهم للاختبار العملي صباح أمس السبت، وسط موجة حر شديدة ضربت البلاد، وصلت فيها درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة.

ووثّق طلاب عبر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لحظات انهيار زملائهم داخل ساحة الكلية، بينما يتدخل أفراد الأمن والإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى الجامعي، في مشهد أثار غضبًا واسعًا وتساؤلات حادة حول المسؤولية الإدارية والأكاديمية في الجامعة.
 

تحقيق فوري وقرارات متأخرة
   على خلفية الحادث، أعلن الدكتور محمود زكي، رئيس جامعة طنطا، فتح تحقيق عاجل في الواقعة، وتشكيل لجنة قانونية لمحاسبة المسؤولين عن إقامة الامتحان في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس المباشرة، رغم التحذيرات المتكررة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن خطورة موجة الحر الحالية.

وقال بيان رسمي صادر عن الجامعة إن التحقيق سيشمل كافة المعنيين بتنظيم الامتحان، وأنه لن يتم التهاون في اتخاذ إجراءات رادعة ضد من يثبت تورطه في تعريض حياة الطلاب للخطر.
 

مصادر تكشف: تجاهل للتحذيرات.. وتأجيل الامتحان لاحقًا
   مصادر من داخل الكلية كشفت أن التحذيرات من موجة الحر كانت معروفة مسبقًا، وأن العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب طالبوا بتأجيل الامتحان أو نقله إلى مكان مظلل، إلا أن إدارة الكلية أصرت على إقامته في الموعد والمكان المحددين سلفًا، في ساحة مفتوحة تحت الشمس الحارقة.

وأضافت المصادر أن الكلية قررت بعد الواقعة تأجيل امتحان "ألعاب القوى" إلى يوم 19 مايو الجاري، حفاظًا على حياة الطلاب، خاصة بعد نقل العديد منهم لتلقي العلاج من حالات الإجهاد الحراري والهبوط الحاد في الدورة الدموية.
 

مطالبات بالمحاسبة والتغيير
   وتحولت الحادثة إلى قضية رأي عام محلي، مع تصاعد الدعوات من الطلاب وأولياء الأمور لمحاسبة المسؤولين، وإعادة النظر في آليات تنظيم الامتحانات العملية التي تتجاهل عوامل الطقس والسلامة البدنية للطلاب، لا سيما في كليات تتطلب جهداً بدنياً عالياً.
 

شاهد:
https://www.facebook.com/share/r/18npuKJ3Q9

https://www.facebook.com/ahmed.farghal.920971/videos/1233299298463121