أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طاهر النونو أن الحركة دخلت جولة المفاوضات غير المباشرة الجديدة مع إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة دون فرض أي شروط مسبقة، في خطوة قال إنها تؤكد استعداد الحركة لبحث كافة القضايا العالقة، وفي مقدمتها وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، وتبادل الأسرى.
وشدد النونو على أن ما سماه "مرحلة الصفقات الجزئية" قد انتهت، في إشارة إلى سياسة التبادل المحدود للأسرى التي كانت تتم في فترات سابقة، موضحًا أن حماس تخوض هذه الجولة الجديدة من التفاوض بمرونة سياسية لكنها في الوقت نفسه لا تتوهم نوايا الاحتلال.
لا ندم على إطلاق عيدان ألكسندر.. رسالة سياسية مزدوجة
في معرض رده على سؤال بشأن قرار حماس إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، قال النونو إن الحركة "ليست نادمة" على هذه الخطوة، موضحًا أنها جاءت في سياق تأكيد أن حماس ليست الطرف المعطل للاتفاق، وأنها تتصرف بمسؤولية سياسية وإنسانية أمام العالم.
واعتبر النونو أن الخطوة تعكس حسن نية الحركة ورغبتها في كسر حالة الجمود في مسار التفاوض، مؤكدًا أن الرسالة وصلت للعالم بأن "من يعرقل أي اتفاق حقيقي هو الاحتلال، لا المقاومة".
تعنت إسرائيلي وغياب أمريكي
رغم دخول وفد الحركة في مفاوضات مباشرة مع الوسيطين المصري والقطري، عبر قنوات غير مباشرة مع الإسرائيليين، قال النونو إن حماس "لم تلمس حتى الآن أي جدية" من الجانب الإسرائيلي في مفاوضات الدوحة، متهما تل أبيب بالمماطلة وعدم إظهار إرادة حقيقية لإنهاء الحرب.
وفي السياق ذاته، عبّر النونو عن استغراب الحركة الشديد من عدم قيام الإدارة الأمريكية بممارسة أي ضغوط ملموسة على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم حجم الكارثة المتفاقمة.
وقال: "نستغرب بشدة موقف واشنطن، فهذا التراخي غير مبرر، ويطرح تساؤلات حول حقيقة التزام الولايات المتحدة بالقيم التي تدّعيها"، لافتًا إلى أن الحركة تعاملت بـ"مسؤولية" مع الجانب الأمريكي فيما يتعلق بإيصال الإغاثة.
المساعدات الإنسانية.. حق لا تفاوض عليه
في موقف واضح، جدد النونو تأكيده أن إدخال المساعدات إلى غزة "حق أصيل غير مرتبط بأي مفاوضات أو مساومات"، داعيًا إلى تحرك عربي ودولي عاجل للضغط على إسرائيل لوقف حربها المستمرة منذ شهور، وتوفير ممرات إنسانية آمنة ومستدامة.
القمة العربية.. بين البيان والتفعيل
تعليقًا على البيان الصادر عن القمة العربية الأخيرة، قال النونو إنه "جيد في مجمله" لكنه شدد على أن البيانات وحدها لا تكفي، داعيًا إلى ترجمتها إلى خطوات عملية ملموسة يمكن أن تساهم في التخفيف من معاناة الفلسطينيين في القطاع.
نجاح المفاوضات مرهون بالإرادة السياسية
أشار النونو إلى أن نجاح هذه الجولة من المفاوضات يعتمد بشكل أساسي على توفر إرادة سياسية لدى إسرائيل، إلى جانب وجود ضغط حقيقي من الولايات المتحدة والوسيطين المصري والقطري، مؤكدًا أن الحركة ستواصل الطرق على كل الأبواب الممكنة في سبيل وقف العدوان.