نقلت مجلة تايمز إيروسبيس في تقرير بتاريخ مايو 2025 أن القوات الجوية المصرية تقترب من الحصول على طائرات J-10CE الصينية، وهو تطور قد يعيد تشكيل ميزان القوة الجوية في المنطقة ويهدد مستقبل طائرات F-16 الأمريكية في الخدمة المصرية.

في سبتمبر الماضي، وخلال معرض مصر الدولي للطيران، ظهرت تقارير تُشير إلى قرب توقيع اتفاق لشراء هذه الطائرات المتقدمة، رغم امتناع كل من الشركة الصينية CATIC والقوات الجوية المصرية عن تأكيد الصفقة. لاحقاً، عرضت الصين نموذجاً ثابتاً لطائرة J-10CE في معرض "تشوهاي" الجوي، ورجّحت مصادر أن الطائرة المعروضة قد تكون تابعة لمصر.

يُصنف الطراز J-10CE كمقاتلة من الجيل الرابع وتُجهّز برادار KLJ-10 من نوع AESA وصواريخ PL-12 (النموذج التصديري SD-10) بمدى يصل إلى 70 كيلومتراً، بالإضافة إلى صاروخ PL-15 المزوّد بمحرك صاروخي مزدوج النبض ويصل مداه إلى أكثر من 160 كيلومتراً. هذا التسليح يعزز قدرات القوات الجوية المصرية ويمنحها تفوقاً محتملاً أمام دول عدة في المنطقة.

يبقى عدد الطائرات التي ستشتريها مصر غير واضح، إلا أن الطائرات القديمة من طراز F-16A/B البالغ عددها 42، إضافة إلى 16 طائرة ميراج 2000، قد تخرج من الخدمة تدريجياً بعد إدخال المقاتلة الصينية.

القوات الجوية المصرية تملك خبرة طويلة مع الطائرات الصينية، إذ استخدمت في الماضي مقاتلات Shenyang F-6 وChengdu F-7 ومدربات K-8 Karakoram، مما يجعل أنظمة الصيانة واللوجستيات الصينية مألوفة للمصريين.

حالياً، تشغّل القوات الجوية المصرية 220 طائرة F-16 أمريكية الصنع، و53 طائرة رافال فرنسية من طراز F3-R، و50 طائرة ميج- 29 روسية، و16 طائرة ميراج 2000. هذا التنوع الكبير في الأسطول الجوي يُمثّل تحدياً لوجستياً، لكن يبدو أن قرارات التسلّح تُدار من رئاسة الجمهورية، وتحديداً من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

نظراً لمحدودية الموازنة، تعتمد مصر على القروض والمنح العسكرية. ففي 2024، حصلت على 1.3 مليار دولار من الولايات المتحدة ضمن اتفاقية كامب ديفيد، ويُرجّح أن تقدم الصين دعماً مشابهاً في إطار تعزيز نفوذها في أفريقيا.

تسريع تحديث الأسطول الجوي المصري بات ضرورة، خصوصاً في ظل ضعف قدرات طائرات F-16 وميراج 2000. ورغم تسلّم مصر منذ عام 1982 وحتى 2015 لنحو 220 طائرة F-16، لم تُزوّد هذه الطائرات بأي أسلحة ذكية حديثة، ما أثار استياء القوات الجوية المصرية. لا يمكن استخدام صواريخ AIM-9X أو AIM-120 أو قنابل JDAM أو حواضن قناصات بسبب ضعف أنظمة الرادار الموجودة (AN/APG-66 ونسخ متأخرة من AN/APG-68)، ولم تُسجل أي ترقية فعلية رغم وجود عروض سابقة.

مصر سعت سابقاً لشراء 30 طائرة سوخوي Su-35 بموجب عقد قيمته 2 مليار دولار وُقّع عام 2018. وظهرت بعض الطائرات بالفعل في مصنع "كومسومولسك"، لكن الصفقة توقفت بعد تهديد أمريكي بفرض عقوبات وفق قانون CAATSA، مما دفع روسيا لاحقاً لتوجيه هذه الطائرات إلى إيران.

في يونيو 2022، ظهرت تقارير عن نية مصر شراء 24 طائرة يوروفايتر ضمن صفقة كبرى بوساطة شركة "ليوناردو" الإيطالية بلغت قيمتها بين 10 و12 مليار دولار، وشملت أيضاً 24 طائرة تدريب من طراز M-346. لكن الصفقة لم تُوقّع، وتشير مصادر صناعية إلى أنها لم تقترب من الإغلاق أصلاً.

التحليق بطائرات رافال الفرنسية وJ-10CE الصينية المتطورة، وبعيداً عن قيود التصدير الأمريكية (ITAR)، يبدو خياراً مثالياً لدولة تعتبر أن لديها خصوماً مباشرين. تركيا وقطر دعمتا جماعة الإخوان المسلمين التي أُزيحت عن الحكم في 2013. كما تتوجس مصر من إيران، وكانت لها مواجهات سياسية في الماضي مع إسرائيل.

وختاماً، يخلص تقرير تايمز إيروسبيس إلى أن الطائرات الصينية المتقدمة تمثل بديلاً عملياً وفعالاً للطائرات الأمريكية المتقادمة، خاصة في ظل الشروط السياسية والمالية التي تقيد مصر، وهو ما يعزز احتمالات الاعتماد على التكنولوجيا الصينية كجزء من سياسة تنويع مصادر التسليح.

https://www.timesaerospace.aero/features/defence/egypts-chinese-j-10ces-threaten-f-16s-future