كشفت وزارة الزراعة الأميركية انخفاض صادرات مصر من القطن منذ بداية الموسم الحالي في أغسطس الماضي وحتى 9 مارس الماضي، بنحو 35%، وانخفاض مساحة زراعة القطن بنسبه 40%، بسبب عدم جدواه الاقتصادية!
 

وفقًا لبيانات نقلتها عن اتحاد مصدري الأقطان المصرية ـ ALCOTEXAبلغ إجمالي التعاقدات التصديرية حوالي 23.3 ألف طن أي 106.7 ألف بالة، في موسم 2024/2025، وما زالت الهند تحتل المرتبة الأولى كمستورد رئيس للقطن المصري، تليها باكستان، الصين، سويسرا، فيتنام، بنجلاديش، ودول أخرى.


ويشير حجم الصادرات الفعلي للقطن إلى ارتفاع لنحو 27 ألف طن (ما يعادل 538 ألف قنطار شعر) منذ بداية الموسم في سبتمبر الماضي وحتى 10 إبريل الجاري، وهو رقم أعلى من التقرير السابق الذي أشار إلى تراجع الصادرات إلى 20 ألف طن في فبراير، إلا أنه في كل الأحوال منخفض عن أرقام أكبر قدمتها الأراضي المصرية.

وحددت حكومة السيسي سعر ضمان القطن عند 10 آلاف جنيه للقنطار متوسط التيلة، و12 ألف جنيه للقنطار طويل التيلة، ولكن انخفاض الأسعار العالمية، أدى إلى عزوف التجار عن الشراء، وتأخر مستحقات الفلاحين المالية منذ الزرعة الماضية.


وأهم الدول المستوردة: من بين 16 دولة مستوردة، تحتل الهند المركز الأول (58.77%)، تليها باكستان (15.65%)، ثم الصين (10.40%).

وقال مراقبون إن تراجع الفلاحون عن الزراعة له عدة عوامل ومنها المشكلات المالية التي يواجهونها وتأخر الحصول على مستحقاتهم في الموسم الماضي والظروف المناخية المتغيرة والمخزون المحلي، حيث إن مصر لديها مخزون كبير من القطن يتجاوز المليون قنطار، مما يعني أن السوق المحلية ليست بحاجة لزيادة الإنتاج حاليًا وهناك تحدي الواردات حيث تراجع إنتاج القطن المصري لن يؤثر على الواردات، حيث تستورد مصر أنواعًا أخرى (قصير ومتوسط التيلة) من دول مثل اليونان والسودان والبرازيل.

ويفضل المراقبون التركيز على تصنيع القطن محليًا وتصديره كمنتجات جاهزة لتعظيم القيمة المضافة بدلاً من تصدير القطن الخام، مشيرين إلى أن تكلفة صناعة الغزل والنسيج قد ترتفع تكلفة الإنتاج نتيجة زيادة أسعار المدخلات ورسوم الجمارك.

 

المحاسب سامي عطية وعبر  Samy Atya قال "..لم تجعل العولمة أمريكا تشتري القطن من الصين أو من البلد الي بتصنع عندها البراندات (من دول العالم الثالث) ولكن أمريكا بتزرع القطن عندها (في هذه الدول) وتشحنه يتصنع خيوط ونسيج وتيشيرتات وملابس وترجع تستورده تاني، مع إن القطن هناك أرخص من تكلفة زراعته في أمريكا .. طيب الشركات العالمية كدة هتشتري القطن من برة؟ لأ لأن الدولة بتدي دعم سخي للمزارع الأمريكي الي بيزرع قطن وقمح وذرة ومحاصيل أساسية أخرى بحيث يبيع أرخص ويكسب ".

وأضاف "..زمان كانت مصر سلة غذاء أوربا وكان القطن المصري أفضل قطن في العالم وبورصة القطن عندنا كانت عالمية وملك القطن كان فرغلي باشا ( قصره في جناكليس الإسكندرية ) لكن تحولت السياسات الزراعية وبطلنا زراعة قمح وقطن والكلام الفارغ ده عشان رخيص وزرعنا فراولة وكنتالوب عشان غاليين ونصدرهم ونشتري قمح عشان ناكل.. طبعا مش بنستورد قطن عشان احنا مش بلد صناعي ولسة بنصدر شوية من انتاجنا الي كفاءته اتغيرت وكميته قلت.".!


وقال الباحث المهندس الزراعي طارق عبدالرحمن Tarek Abd Elrahman عبر فيسبوك إن انخفاض أسعار القطن عالميًا سببه تكاليف الزراعة العالية بسبب السياسات المالية التى تتبعها "الحكومة" معتبرًا أنها مشكلة مصر الحقيقية بتركيز النظام على (هدم  وبناء فقط).

 

واعتبر أن خفض زراعة القطن تهديد كبير يواجه الزارعين للقطن من جانب تزايد التحديات؛ ومنها: ارتفاع حجم المعروض الذي أسهم في الضغط على الأسعار، ما تظهره البيانات من تراجع  أسعار التصدير، حيث تراجع أسعار التصدير: فانخفضت أسعار تصدير القطن المصري عالميًا بنسبة 23.5% خلال الموسم التصديري 2024-2025، مسجلة 130 سنت للبرة مقابل 170 سنت في بداية الموسم.

وأضاف أن الفلاحين واجهوا صعوبات كبيرة بسبب انخفاض الأسعار العالمية وتأخر مستحقاتهم لبيع المحصول بأسعار الضمان المحددة من الحكومة.

يشار إلى أن تقدير وزارة الزراعة الأمريكية عن حجم سوق المنتجات الغذائية في مصر خلال عام 2024 بنحو 21.2 مليار دولار، منها واردات بقيمة 3.4 مليار دولار، مدفوعة بتوسع المنتجين المصريين في أنشطة التصدير، والحاجة المستمرة لاستيراد المواد الخام لدعم سلاسل الإنتاج المحلية.