بعد مقالات وهتافات لعشرات السنين طعنت بالاتفاقية واعتبرتها "معاهدة خيانية"، أكد رئيس المخابرات المصرية الأسبق عباس كامل أثناء حديثه في إحدى القنوات التابعة لنظام السيسي ذلك، بالقول: "مصر مسؤولة عن أمن إسرائيل علشان في بيننا معاهدة كامب ديفيد"! ليكرر ما قاله السيسي بالأمم المتحدة (أمن المواطن الإسرائيلي جنبًا إلى جنب مع أمن المواطن الإسرائيلي!)

https://x.com/AlshoubBreaking/status/1913914902260900065

إلا أنه إن كنتَ كذوبًا فكن ذكورًا؛ فقبل نحو أسبوعين خرج أيضًا مدير سلاح الاستطلاع الأسبق اللواء نصر سالم وقال: "مصر قادرة على مواجهة إسرائيل عسكريًا ولكن الظروف الاقتصادية الحالية تمنعها من خوض حرب ضد واشنطن".

وأضاف، "مصر وحدها لا تستطيع وقف العدوان وتحتاج لدعم عربي قوي، ويجب استخدام أوراق ضغط مثل النفط والاستثمارات للتأثير على أمريكا".

وتزامن تصريح نصر سالم مع هوجة اقتصاد الحرب التي أعلنها رئيس حكومة السيسي مصطفى مدبول،ي وعلق حساب المرابطون @morabetoooon، "بعد أن تغنى السيسي بحكمته وأنه جعل #مصر تعيش في أمان ونعيم تحت ظل ما يسمى اتفاقية كامب ديفيد.. التي في ظلها لم يطلق الجيش المصري رصاصة واحدة لتأمين حدوده، أويدافع عن شرف المصريين عندما احتل العدو#معبر_رفح ودمره ثم احتلال العدوالصهـ يوني لمحور #فلاديليفيا ".

وأضاف "الآن بعد قضاء السيسي والحكومة صيفهم في الساحل الشمالي والعلمين الجديدة.. يصرح مدبولي رئيس وزراء السيسي أننا داخلين على اقتصاد حرب!!!.. هتبيعوا إيه جديد وبتمهدوا له؟

https://x.com/morabetoooon/status/1844085294074601704

 

تهديدات خطيرة

وعلى الجانب الآخر، قال الكاتب “الإسرائيلي”  نيفيل تيلر: "السيسي لديه مصلحة مباشرة في إصرار نتنياهو على الاحتفاظ بـ وجود إسرائيلي في فيلادلفيا." مضيفًا أن "الصفقات التي ينهمك السيسي في إبرامها تساعد على تجاهل سوء إدارته وانتهاكاته لحقوق الإنسان. منها تنازل واشنطن عن شروط حقوق الإنسان المرتبطة بالتمويل العسكري الأميركي لمصر.".

كما كشفت رسالة مسربة لصحيفة (إسرائيل هيوم) بأن الكيان الإجرامي وجه رسالة لكل من السلطة المصرية والإدارة الأمريكية بوقف التحصينات وبناء الدشم التي يقيمها الجيش المصري في سيناء فورًا وخفض عدد القوات!

وقالت الرسالة بأن الكيان يرغب في استدامة الهدوء والسلام مع مصر.. لكن بناء الأنفاق والتحصينات وزيادة عدد القوات يعد خرقًا للاتفاقيات، وأنها قد تتخذ إجراءات صارمة، وذكرت الصحيفة أن الإنذار الموجه للمصريين لم يصل حتى الآن إلى التهديد باجتياح منطقة محدودة في سيناء لعمل سياج آمن على غرار سوريا.

ويبدو أن تصريحات رئيس المخابرات الأسبق تأتي انصياعًا لهذه التخوفات أو بالأحرى الغطرسة على مصر!

المحلل السياسي ياسر الزعاترة @YZaatreh علق على التقرير ذاته لـ"إسرائيل هيوم" التي كتبت: "طلبت إسرائيل من مصر والولايات المتحدة البدء في عملية تفكيك البنية التحتية العسكرية التي بناها الجيش المصري في سيناء، في انتهاك لاتفاقية السلام مع الدولتين. ووصف مسؤول أمني كبير في تصريح للصحفيين الإجراءات المصرية بأنها "انتهاك كبير" للملحق الأمني".

وعلق الزعاترة ".. بعد 46 عامًا على معاهدة "كامب ديفيد"، ما زال الصهاينة يرون في مصر عدوّا يراقبون كل ما يتعلق بقدراته العسكرية، وحراكه على هذا الصعيد.. ".

وأضاف ""الكيان" في الجوهر كان استهدافًا لمصر ودورها، ولأجل فصلها عن المشرق العربي، ولذلك لا تتغيّر نظرته لها، وإن استفاد من إخراجها من الصراع بعد "المعاهدة".

وأكد أن المشروع الصهيوني يستهدف المزيد من التوسّع، بجانب الهيْمنة على كل المنطقة، لكن "الصغار" ما زلوا يتحدّثون عن "حماس" وما فعلته كسبب لما يجري، فيما يدرك الأحرار أنها رأس حربة الأمّة في مواجهة ذلك المشروع العدواني.".

 

احتقار وإذلال

الكاتب شيرين عرفة @shirinarafah تساءلت "..ألهذه الدرجة يصل الاحتقار والإذلال والتسفيه؟!!" وأضافت "ننتظر ردًا من الجيش المصري على تلك الصفعة المدوية والإهانة المخجلة التي وجهها إليه رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية  الأسبق، وصديق السيسي المقرب عاموس يادلين".

وتابعت "نريد ردًا شافيًا من رئيس أركان جيش مصر أو وزير دفاعها،  في بيان رسمي، وليس تصريحات تافهة من مصدر رقيع مجهول، فهذه العبارات المهينة خرجت على شاشات الإعلام “الإسرائيلي”، ومن سياسي إسرائيلي حالي، وكان من قبل في منصب كبير".

https://x.com/shirinarafah/status/1844017262975483966

إلا أن تصريح رئيس المخابرات عباس كامل كشف أن السيسي لا يستطيع مواجهة الاحتلال. إلا أن استدعاء رئيس مخابرات سابق لتهدئة الأوضاع على الساحة الشرقية يشي أنه كان مجبرًا، حيث سبق أن كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز في 2019 عن دور محمود السيسي في الإطاحة برئيس جهاز المخابرات الأسبق اللواء خالد فوزي، بعد أن قدم لوالده تقريرًا زعم فيه وجود خطة محكمة يعمل عليها فوزي للانقلاب عليه، والوصول إلى حكم مصر .

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية أن نجل السيسي زار واشنطن مرة واحدة على الأقل إبان إدارة باراك أوباما، برفقة مدير المخابرات العامة وقتها خالد فوزي، للتباحث مع الإدارة في الشأن المصري والعلاقات بين البلدين، ثم عاد بعدها وقرر إزاحة اللواء فوزي عن رئاسة المخابرات العامة والسيطرة على الجهاز، وإدارة الملف الفلسطيني وسد النهضة بناء على نصائح جهات نافذة في واشنطن تحدثت معه أثناء الزيارة.

وتذكر الصحيفة أن نجل السيسي قفز بعدها من رتبة رائد إلى رتبة عميد، لتتم ترقيته إلى منصب رئيس المكتب الفني لرئيس جهاز المخابرات، ثم إلى وكيل الجهاز، ليصبح - بحسب اعتقاد الكثيرين-  الرجل الثاني في الجهاز والذي يديره فعليًا ويتحكم في جميع المؤسسات المصرية في الداخل والخارج.