كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تنفيذ سلسلة من الكمائن المركّبة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال وشرق مدينة غزة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، بينهم عناصر من وحدات النخبة.

وفي بيان عسكري نُشر على منصة تيليجرام، تبنّت كتائب القسام تنفيذ "كمين كسر السيف" شرق بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، والذي استهدف قوة إسرائيلية تابعة لوحدة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة.

ووفق بيان القسام، فقد بدأ الكمين باستهداف مركبة قيادة تابعة للجيش بقذيفة مضادة للدروع، تبعها تفجير عبوة ناسفة لحظة وصول قوة إنقاذ إسرائيلية للموقع، مما أدى إلى سقوط أفراد القوة ما بين قتيل وجريح.

واعترف الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي الليلة الماضية، بمقتل جندي واحد على الأقل وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة، جراء هذا الهجوم المركب.

تفاصيل الهجوم من بيت حانون إلى حي التفاح
إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أوضحت تفاصيل إضافية، مشيرة إلى أن مقاتلي القسام خرجوا من أحد الأنفاق في بيت حانون، وأطلقوا قذيفة "RPG" نحو آلية عسكرية، مما أسفر عن إصابة ثلاث مجندات، قبل أن تنفجر عبوة ناسفة مع وصول تعزيزات إضافية، أسفرت عن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين.

وفي كمين آخر منفصل، قالت كتائب القسام إنها نصبت فخًا لقوة إسرائيلية متوغلة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، مؤكدة أن الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.

وأوضحت أن الهجوم شمل استهداف دبابة "ميركافا 4" وجرافة عسكرية من نوع "دي 9" بقذيفتي "الياسين 105"، مما أدى إلى اشتعال النيران فيهما بمنطقة جبل الصوراني شرقي الحي.

وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أن مروحيات الجيش اضطرت للتدخل لنقل المصابين من موقع الهجوم في حي التفاح، وسط تكتم رسمي حول حجم الخسائر الحقيقية، رغم الحديث عن "حدث أمني كبير" وقع خلال العملية.

مقتل قائد وحدة استطلاع وكتم المعلومات
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل الرقيب أول غالب النصاصرة (35 عامًا)، وهو قائد فرقة كشافة، من مدينة رهط بالنقب، وإصابة ضابطة وجنديين بجروح خطرة، في واحدة من هذه الاشتباكات دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت أن الحدث وقع على الأرجح في شمال القطاع، بينما رفضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية السماح بنشر كامل تفاصيل الحادث حتى اللحظة.

الإعلام الإسرائيلي: كمائن نوعية وتكتيكات مرهقة
وسائل إعلام إسرائيلية غير خاضعة للرقابة العسكرية وصفت ما جرى بأنه "أحد أخطر الكمائن" منذ إعادة التوغل في شمال غزة، مشيرة إلى أن "قوة إنقاذ كاملة تعرّضت لانفجار عبوة شديدة الانفجار"، وسط ذهول على منصات التواصل الإسرائيلية التي قالت إحداها: "يبدو الحدث كبيرًا جدًا".

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من الكشف عن كمين سابق مميت نفذته القسام في يناير الماضي في بيت حانون، أودى بحياة 5 جنود من لواء النخبة "ناحال"، وأصاب 8 آخرين بجراح خطيرة، من أصل فريق مكوّن من 17 عسكريًا تم تجهيزه بمهام "تطهير المباني" في شمال القطاع.