غادر وفد من حركة "حماس" العاصمة القاهرة صباح أمس الإثنين، بعد سلسلة من الاجتماعات المعقدة والمغلقة امتدت لأيام، بمشاركة مسؤولين من جهاز المخابرات العامة المصري، يتقدمهم اللواء حسن رشاد، رئيس الجهاز، ووسط حضور دبلوماسي قطري فاعل، ومشاركة غير مباشرة من ممثلين أميركيين.
ورغم الحراك الدبلوماسي المكثف، إلا أن اللقاءات انتهت دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وسط توافق على "مواصلة التشاور"، بحسب ما أكده مصدر مصري رفيع المستوى.
 

تعثر في المسار رغم كثافة الوساطات
   الاجتماعات التي وُصفت بأنها الأعمق منذ أشهر، شهدت نقاشات معمقة حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 17 يناير الماضي، والتي يفترض أن تشمل إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

غير أن المفاوضات، بحسب المصادر، اصطدمت بعقبات جوهرية تتعلق بمطالب إسرائيلية وأميركية، ورفض فلسطيني قاطع لتقديم تنازلات تتصل بسلاح المقاومة أو قادة الصف الأول في الفصائل المسلحة.
 

حماس: سلاح المقاومة ليس مطروحاً للتفاوض
   مصدر قيادي في حركة "حماس" نفى بشدة أن تكون الحركة قد أبدت استعداداً للتنازل عن سلاح المقاومة، مؤكداً أن هذا السلاح "ملك للشعب الفلسطيني"، ولا يمكن التفريط به تحت أي ظرف.

وأضاف المصدر أن "مقترحات عدة طُرحت مؤخراً لتفكيك البنية العسكرية للمقاومة أو تحجيمها ضمن تفاهمات التهدئة، لكنها قوبلت برفض جماعي من كافة فصائل المقاومة وليس من حماس فقط"، مشدداً على أن إسرائيل تحاول فرض وقائع استسلام سياسي وأمني، بينما تسعى الحركة لوقف العدوان بضمانات حقيقية.
 

الوسيط الأميركي يضغط... والمقترحات تُرفض
   من جهته، كشف مصدر مصري مطلع على فحوى الاجتماعات أن المباحثات شملت اتصالات مباشرة مع ممثلين عن الإدارة الأميركية، التي سعت لزيادة عدد الأسرى الذين قد تطلقهم حماس كبادرة حسن نية.

ووفقاً للمصدر، أبدت الحركة استعداداً مبدئياً لإطلاق سراح تسعة أسرى، لكن المبعوثين الأميركيين طالبوا برفع العدد، مقابل تقديم تعهد غير ملزم بالضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة.

إلا أن وفد "حماس" رفض المقترح الأميركي واعتبره "مراوغة سياسية"، إذ لم يتضمن أي التزام واضح من تل أبيب بوقف الحرب أو الانسحاب الكامل من غزة، بل اكتفى بإشارات غامضة إلى "مفاوضات لاحقة بشأن إنهاء الحرب"، وهو ما اعتبرته الحركة "فخاً سياسياً" هدفه فقط استنزاف المقاومة شعبياً وعسكرياً.
 

مرحلة معقدة من المساومة... وطرح لـ "هدنة طويلة"
   وبحسب المصدر المصري، فإن المقترح الأميركي الجديد تضمن إطلاق سراح 11 أسيراً على قيد الحياة، يجري تسليمهم على مرحلتين، مع تقديم "استحقاقات متبادلة" من الطرفين بعد كل دفعة.
لكن اللافت أن المقترح لم يأتِ بأي تعهد رسمي بوقف الحرب، بل أحال ذلك إلى مفاوضات لاحقة. وهو ما يثير مخاوف فلسطينية من أن إسرائيل قد تتنصل من أي التزام حقيقي في المستقبل.

المصدر ذاته أشار إلى أن العقبة المركزية ما تزال في صيغة "إنهاء الحرب"، حيث تصر حماس على تضمينها كشرط مسبق لأي تسوية، في حين يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم أي التزام علني بوقف العمليات العسكرية.
ولفت إلى أن هناك طرحاً "قيد التبلور" داخل الغرف المغلقة يتحدث عن هدنة طويلة المدى قد تكون مدخلاً لتقليص مساحة الاشتباك دون الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.