أفادت وسائل إعلام فلسطينية، الإثنين، بأن 300 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، وأدوا رقصات استفزازية عند باب الأسباط، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوسًا تلمودية، بحمايةقوات الاحتلال.

وأمس الأحد ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مئات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى بحماية من الشرطة الإسرائيلية.

وفرضت شرطة الاحتلال تشديدات أمنية كبيرة في محيط المسجد الأقصى وحولت البلدة القديمة لثكنة عسكرية.

وأكد الإعلام الفلسطيني أن المستوطنين يستعدون لاقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى بدءا من الغد تزامنا مع عيد الفصح اليهودي. 

من جانبها، أدانت رابطة علماء فلسطين تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية، ودعت العالم الإسلامي إلى نصرته.

وقالت الرابطة في بيان “نتابع بكل غضب وأسى إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية المتصاعدة تجاه قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.

وأضافت “تزداد وتيرة الاستفزازات والاستهدافات الممنهجة من المستوطنين للمسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه بشكل يومي وملحوظ”.

وأوضحت أن إسرائيل منعت المصلين من الاعتكاف داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، في حين فتحت المسجد الآن للمستوطنين كي يقيمواطقوسهم التلمودية في باحاته.
 

ماذا ينتظر الأقصى في "عيد الفصح اليهودي"؟
   تتزايد المخاوف في الأوساط الفلسطينية مع اقتراب ما يُعرف بعيد الفصح اليهودي، من إجراءات إسرائيلية تصعيدية قد تُقدم عليها سلطات الاحتلال، لا سيما في مدينة القدس المحتلة، حيث تشهد هذه الفترة عادة ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى العنف من جانب جيش الاحتلال والمستوطنين.

ويعزو الفلسطينيون هذا التصعيد المتكرر خلال العيد إلى الغطاء الذي تمنحه حكومة الاحتلال للمستوطنين، ما يسمح بزيادة حدة الجرائم التي تستهدف الفلسطينيين، لا سيما في مناطق الاحتكاك، وعلى وجه الخصوص في القدس المحتلة.

وفي إطار التحضيرات الأمنية المرتبطة بهذه المناسبة، أعلن جيش الاحتلال عن تعزيز قواته في الضفة الغربية والقدس، عبر نشر ست سرايا إضافية، في خطوة تُظهر نوايا الاحتلال بفرض مزيد من التضييق العسكري على الفلسطينيين.
 

ما هو الفصح اليهودي؟
  عيد الفصح، المعروف لدى اليهود باسم"بيساح"، يُعد من أهم ثلاثة أعياد دينية يحتفل بها اليهود سنويًا، إلى جانب "شافوعوت" (عيد الأسابيع)، و"سوكوت" (عيد المظلات أو العرائش) ويقع هذا العيد ما بين العاشر والعشرين من شهر إبريل الميلادي، وهو ما يُوافق الشهر الأول من السنة العبرية التي تبدأ ليلة الخامس عشر من الشهر ذاته.

ويُحتفل بالفصح لمدة سبعة أيام تخليدًا لما تعتبره الرواية التوراتية "خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة النبي موسى"، قبل نحو 1300 عام قبل الميلاد. 

وتشير تلك الروايات إلى أن بني إسرائيل صنعوا خلال رحلةالخروج فطيرًا بلا خميرة بأمر إلهي، وهو ما يجعل أكل الخبز والمعجنات المختمرة محرمًا على اليهود خلال فترة العيد.

ويُعتبر التخلص من الخميرة من أبرز الطقوس المرتبطة بالفصح، فيما يُعرف بطقس "التنظيف الربيعي"، أو "لاعاسوت بيساح".

ويتم خلاله تغطية المنتجات المصنوعة من الخميرة في المتاجر، ويُستبدل بها خبز غير مختمر يُعرف بـ"ماتسوت"، يكون على شكل مربعات أو دوائر.
 

القرابين كطقس ديني في العيد
   من الطقوس الأساسية التي يحرص عليها اليهود في هذا العيد، تقديم القرابين كنوع من الشكر والامتنان لله، بحسب معتقداتهم.
ويُطلب من كل بيت، وفقًا لكتبهم المقدسة، إعداد شاة عمرها عام من الأغنام أو الماعز، تُحضر في العاشر من نيسان ليُذبح في اليوم الرابع عشر، أي قبل بدء العيد بيوم.

وفي السنوات الأخيرة، صعّدت منظمات يهودية متطرفة مثل "عائدون إلى جبل الهيكل" و"كهنة المعبد" من دعواتها العلنية لتقديم هذه القرابين داخل المسجد الأقصى، غير آبهة بمكانته الدينية عند المسلمين.
بل تجاوزت هذه الجماعات ذلك بالسعي لفرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى، من خلال استغلال الأعياد الدينية وبدعم مباشر من شرطة الاحتلال، التي تُؤمّن الاقتحامات اليومية للمستوطنين،وتسمح لهم بأداء طقوس تلمودية كالسجود الملحمي ورفع شعارات تدعو لهدم المسجد وبناء الهيكل على أنقاضه.
 

مؤشرات خطيرة
   في الآونة الأخيرة، نشرت جماعات "كهنةالهيكل" المتطرفة صورًا ومجسمات متخيلة لمذبح القربان داخل المسجد الأقصى، وتحديدًا في موقع قبة السلسلة شرق قبة الصخرة، وذلك في إطار استعداداتها السنوية لتقديم ما تسميه"قربان الفصح".

وتُظهر إحدى الصور المتداولة مذبحًا توراتيًا محاطًا بطقوس إشعال النار وخروف صغير معدّ للذبح، في محاكاة مباشرة لما يسمى بسردية"الهيكل".

وتروّج هذه الجماعات لفكرة مزعومة بأن قبة السلسلة أُنشئت خصيصًا لطمس آثار المذبح التوراتي، وكانت قد حاولت بين عامي 2010 و2013 تعطيل مشروع ترميم القاشاني الذي يغطي القبة، بذريعة أنه يُخفي معالم "أثرية توراتية".

وتسعى هذه الجماعات المتطرفة لفرض طقس ذبح القربان داخل المسجد الأقصى كخطوة رمزية نحو إقامة "الهيكل"، وتعتبر هذا الطقس ذروة شعائرها الدينية، وتربطه بما تسميه "الخلاص الإلهي" وعودة المخلّص الذي يُخضع بقية الأمم لشعب "إسرائيل"،وفقًا لمعتقداتها.