استشهد الطبيب المصري محمود أبو عمشة، طبيب الطوارئ، الذى كان يتنقل بين مستشفيات غزة وكان جنديًا متطوعًا يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان، وعلى هذا نشر الغزيون نعيهم للطبيب المصري محمود أبو عمشة، 27 عامًا خريج طب الأزهر في السودان فضلاً عن نعي زملائه له.
وقال زميل الطبيب أحمد النجدي "بقلوبٍ مُنكسرة حزينة ننعي استـــ شـهاد زميلنا الدكتور الخلوق المتفاني الحافظ لكتاب الله. د/محمود أبو عمشة 27 عامًا خريج كلية الطب جامعة الزعيم الأزهري في السودان، عاد إلى عْـزة قبيل الأحداث الجارية ليسطر أسمى معاني العز والفخر في الرباط على الثْغور ".
وعبر (We Pretend We AREN'T Medical Students) أضاف ".. على مدار أشهر وهو يتنقل من مشفى لآخر في شمال عْزة حتى وصل الحال أنه اضطر لعمل عمليات جِراحية وحده قائما بكل ثبات في غرفة العمليات وبين أسرّة المرضى وغرف الطوارئ والعناية المركزة، رغم ما عانى من الحـ ـصار والجوع وفراق الأحبة وكل ذلك دون أن يتقاضى أي أجر، متطوعا لخدمة دينه ووطنه حتى لقي حَتفه شهــ ـيدا أثناء ذهابه إلى عمله، نشهد ولا نزكيه على الله أنه أدى الأمانة فهنيئاً وسام الشــ ـهادة لمثله فلترفع القبعات ولتدمع المقل نحسبه كذلك والله حسيبه ولا حول ولا قوة إلا بالله.".
أما أخصائي النساء والتوليد د.محمد الدروبي، وزميله في مستشفى كمال عدوان الدكتور علي عمر، فتشاركا هذه الشهادة فقال ali omar : "الشهيد الدكتور محمود أبو عمشة، الطبيب العام، كان خط الدفاع الجراحي الأخير في مستشفى كمال عدوان بينما كانت طائرات الاحتلال تحلّق فوق رأسه، والمستشفى محاصر من كل الجهات، يُجري العمليات تلو الأخرى، وحيدًا، تحت القصف، بلا موارد، بلا كهرباء، وبلا دعم، فقط هو ومشرطه وإيمانه العميق بقدسية الإنسان…".
وأضاف أن أبو عمشة "لم ينتظر شهرة، ولا شهادة تقدير، بل كان أيقونة في زمن الانهيار، وبطلاً في زمن التخلي. في صباح 7 إبريل 2025، ارتقى الطبيب البطل، وارتقى معه ضميرٌ نادر في هذا العالم...صديقي الطبيب العظيم، مشرطك أنقى من سيوف الملوك، ويدك أطهر من بيانات الأمم، رحلتَ جسدًا، لكنك زرعت فينا شيئًا لا يموت... سلامٌ لروحك ولجبينك النقي، ورحمة لدمك، وخلود لاسمك... ستبقى يا صديقي، حكايتنا الأجمل، وألمنا الأعمق، ومشرطك سيظل يجرح في وجه الظلم حتى بعد رحيلك...".
وقالت تقارير عن "أبو عمشة" إنه لم يكن طبيبًا مخضرمًا ولا خبيرًا في سنوات طويلة من العمل الطبي، بل كان لا يزال في بداياته، حديث عهد بالحياة العملية. لكنّ الحرب الصهيونية الوحشية على غزة لم تترك له خيارًا سوى أن يتحول إلى بطل ميداني، يقف وحده في خطوط النار، داخل مستشفى يعجّ بالجرحى والمصابين، ويفتقر لأبسط الإمكانيات.
وأضافت أنه في خضم العدوان، وجد محمود نفسه وحيدًا في قسم الجراحة، لا يملك من الخبرة إلا القليل، لكنّ روحه كانت ممتلئة بالإصرار والإنسانية. دخل غرفة العمليات مرارًا وتكرارًا، متحديًا القصف ونقص الأدوات، من أجل إنقاذ أرواح لا ذنب لها سوى أنها وُجدت في غزة. وعلى الرغم من ظروف الحرب القاسية وخبرته المحدودة، نجح محمود في إجراء عشرات العمليات الجراحية المعقدة، وتعافى عدد كبير من المصابين بفضل جهوده .
ولفت حساب المرابطون @morabetoooon إلى أن محمود أبو عمشة شهيد مصري على أرض غزة، ولم تنعه الجهات الرسمية ونعته النقابة العامة للأطباء فقط رغم أنه استشهد على يد الاحتلال أثناء قيامه بعلاج المرضى والمصابين في قطاع غزة".
النقابة العامة لأطباء مصر
ونعت نقابة الأطباء الشهيد المصري د. محمود أبو عمشة: وقالت "كان يُنقذ الأرواح فاختطف الاحتلال روحه" وأنه استشهد "..في غزة، على يد الاحتلال الإسرائيلي الغادر.".
وأضافت أنه "على مدار أشهر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، راح يتنقل الدكتور محمود أبو عمشة بين مستشفيات غزة من الشمال إلى الجنوب، يُجري العمليات الجراحية، ويُضمد الجراح في ممرات تعجّ بالمصابين، وبقلب أثقله الحصار والجوع وفقد الأحبة، لكنه لم يتراجع يومًا، ولم يتقاضَ أجرًا، بل كان جنديًا متطوعًا، يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان، ورسالة إنسانية لا تعرف التراجع.".
وتابعت "استشهد الدكتور محمود أبو عمشة وترك وراءه سيرة عطرة ترويها جدران المستشفيات ودموع زملائه، مضى وقد ترك معاناة الأرض خلفه، وما فيها من وجعٍ وقهرٍ وعجزٍ وصمتٍ دولي مريع.".
وأكدت أنه "لم يكن يحمل سلاحًا... كان يحمل سماعته، وابتسامته، ويدًا ممدودة بالرحمة، كان صوتًا للحياة وسط الركام، ونبضًا من نور في ظلمة القصف، استُهدف لأنه طبيب، لأنه إنسان، استُشهد وهو يؤدي أنبل ما يمكن للإنسان أن يفعله: أن يحاول إنقاذ حياة.".
وتقدمت النقابة العامة للأطباء "بأحر التعازي لعائلة الشهيد وزملائه في الميدان، ونعاهد روحه الطاهرة بأن تبقى ذكراه منارةً في طريق الشرف والمروءة، ولعل عزاؤنا.. أنه ترك معاناة الأرض، ليصبح نجمة في سماء الشهداء."؟.
وأعادت نقابة أطباء مصر، التشديد على أن ما يَجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة ضد الإنسانية تُرتكب أمام أنظار العالم. استهداف الأطباء والطواقم الطبية ليس إلا جزءًا من جريمة أوسع تُمارس تحت غطاء صمت المجتمع الدولي.
وحذرت من ترقب العام متفرجًا، تاركًا فلسطين وأهلها تحت وطأة القتل والدمار، في وقت كان من الواجب على المؤسسات الدولية أن تتخذ موقفًا حازمًا لوقف هذا الإجرام.
وأدانت النقابة "..هذا الصمت المُخجل الذي يضفي شرعية على جرائم الاحتلال، ونطالب بتحرك فوري لرفع الحصار، وحماية المدنيين، وتقديم المجرمين إلى العدالة. إن دماء الشهيد د. محمود أبو عمشة وكل شهداء الإنسانية ستكون شاهدة على هذا الصمت المخزي.".