انهارت العديد من أسواق الأسهم العالمية، منذ الخميس الماضي، بعد أن أكد البيت الأبيض رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 125%، مما قلص آمال التوصل إلى تسوية في الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن قبل، انهارت أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا الاثنين الماضي، بعدما ردت الصين على الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة، أعاد إلى الأذهان اضطرابات مماثلة في البورصات بعد جائحة كوفيد والأزمة المالية العالمية الأخيرة.
واعتبر محللون الانهيار "تاريخيًا"، بل إن بعضهم وصفه بأنه مثل "حمام دم"، مستذكرين انهيارات أسواق سابقة منذ مطلع القرن الماضي.
وفتحت البورصات الأوروبية على انهيار على غرار البورصات الآسيوية، وسجلت بورصة فرانكفورت تراجعا بنسبة 7.86% بعدما تراجعت بأكثر من 10% لوقت وجيز، في حين خسرت بورصة باريس 6.19%، وبورصة لندن 5.83%، وبورصة ميلانو 2.32%، والبورصة السويسرية 6.82%، والبلجيكية 5%.
وفي آسيا، تراجعت الأسهم وسندات الشركات الصينية، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة إلى أقل مستوياته على الإطلاق.
وتراجع مؤشر "شنغهاي المجمع 300" للأسهم الصينية بنسبة 7.6% وهو أكبر تراجع يومي منذ 5 سنوات، في حين سجل مؤشر هانغ سينغ الرئيسي في بورصة هونج كونج ومؤشر الأسهم الصينية المسجلة في البورصة أكبر تراجع لهما منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت خريف 2008.
وتراجع المؤشر نيكي الياباني إلى أدنى مستوى له في عام ونصف العام، وسط انخفاض مؤشر أسهم البنوك بأكثر من 17% خلال الجلسة.
وانخفض المؤشر نيكي بما يصل إلى 8.8% إلى 307 آلاف و92.74 نقطة للمرة الأولى منذ أكتوبر 2023، قبل أن ينهي اليوم منخفضا 7.8 % عند 311 ألفا و36.58 نقطة. وأغلقت على انخفاض جميع الأسهم المدرجة على المؤشر البالغ عددها 225 سهما.
2020: وباء كورونا
انهارت أسواق الأسهم العالمية في مارس 2020 بعد إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 جائحة، مما أدى إلى فرض تدابير إغلاق في معظم أنحاء العالم.
ويوم 12 مارس 2020 أي في اليوم التالي للإعلان، انخفضت بورصات باريس بنسبة 12%، ومدريد بنسبة 14%، وميلانو بنسبة 17%.
كما انخفضت بورصة لندن بنسبة 11%، ونيويورك بنسبة 10%، في تراجع هو الأسوأ منذ عام 1987.
وتوالت الانخفاضات خلال الأيام التالية، وهوت مؤشرات الأسهم الأميركية بأكثر من 12%.
وساعدت الاستجابة السريعة من الحكومات الوطنية التي بذلت جهودا حثيثة للحفاظ على اقتصاداتها، على انتعاش معظم الأسواق في غضون أشهر.
2008: أزمة الرهون العقارية
اندلعت الأزمة المالية العالمية عام 2008 نتيجة قيام المصرفيين في الولايات المتحدة بمنح قروض عقارية عالية المخاطر لأشخاص ذوي أوضاع مالية متعثرة، ثم بيعها كاستثمارات، مما أدى إلى طفرة عقارية.
وعندما عجز المقترضون عن سداد قروضهم العقارية خسر الملايين منازلهم وانهارت البورصات وتدهور النظام المصرفي، وبلغت الذروة بإفلاس بنك ليمان براذرز الاستثماري.
ومن يناير إلى أكتوبر من ذلك العام، انخفضت أسواق الأسهم الرئيسية في العالم بنسب تراوحت بين 30% و50%.
2000: فقاعة دوت.كوم
شهدت بداية الألفية انكماش فقاعة التكنولوجيا نتيجة ضخ مستثمرين مغامرين أموالهم في شركات لم تثبت جدارتها.
ومن مستوى قياسي بلغ 5048.62 نقطة يوم 10 مارس 2000، خسر مؤشر ناسداك الأميركي لشركات التكنولوجيا 39.3% من قيمته خلال العام.
وأفلست عديد من شركات الإنترنت الناشئة.
1987: الاثنين الأسود
انهارت بورصة وول ستريت يوم 19 أكتوبر 1987 على خلفية عجز كبير في الميزان التجاري الأميركي وفي الميزانية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
وخسر مؤشر داو جونز 22.6% مما أثار حالة من الذعر في الأسواق العالمية.
1929: انهيار وول ستريت
عُرف يوم 24 أكتوبر 1929 بـ"الخميس الأسود" في وول ستريت بعد انهيار سوق صاعدة، مما تسبب في خسارة مؤشر داو جونز أكثر من 22% من قيمته في بداية التداول.
واستعادت الأسهم معظم خسائرها خلال اليوم، لكن التراجع بدأ يتفاقم، فقد سُجلت في 28 و29 أكتوبر أيضًا خسائر فادحة في أزمة مثّلت بداية "الكساد الكبير" في الولايات المتحدة وأزمة اقتصادية عالمية.