آنا فيدر، التي كانت مسؤولة عن سلسلة سينما "برايت لايتس" في كلية إيمرسون في بوسطن، رفعت دعوى قضائية ضد الكلية بعد فصلها في عام 2024. الفصل جاء بعد تنظيمها عرضًا للفيلم الوثائقي إسرائيلزم الذي ينتقد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. فيدر، التي عملت في الكلية لمدة 17 عامًا، أسست هذه السلسلة التي كانت تقدم أفلامًا مبتكرة تتناول قضايا اجتماعية هامة. لكن عندما اختارت عرض إسرائيلزم في نوفمبر 2023، واجهت معارضة من بعض أعضاء الهيئة التدريسية والمجلس.
الفيلم، الذي يتبع شابين يهوديين أمريكيين يسافران إلى الضفة الغربية المحتلة، يسلط الضوء على الانقسام والتهميش الذي يعاني منه الفلسطينيون، ويثير تساؤلات حول الهوية الصهيونية. رغم أن الفيلم أُنتج في وقت مبكر، إلا أن توزيعه واجه صعوبات كبيرة، فلم تُقبل عروضه في أي مهرجان سينمائي كبير.
بعد الإعلان عن عرض الفيلم، بدأت الضغوطات تظهر، حيث تلقّت فيدر رسائل تحذير من زملائها في الكلية الذين وصفوا الفيلم بالمنحاز. وفي سبتمبر، بدأ أحد أعضاء مجلس إدارة الكلية بالتواصل معها بنفس الشكاوى. ردّت فيدر على هذه المخاوف مشيرة إلى أنها يهودية وأن الفيلم من إنتاج مخرجين يهوديين، مشددة على أن العرض سيُنفّذ بحذر واحترام للمجتمع.
في أكتوبر، طلبت الكلية أن تُنظم الشرطة المسلحة لحماية العرض، وأكدت أنه إذا تم عرض الفيلم، ستصدر الكلية بيانًا لتتبرأ منه. ورغم الضغوط، تم تأجيل العرض إلى فبراير 2024، ولكن بحلول ذلك الوقت كان الفيلم قد حقق انتشارًا واسعًا بفضل دعم حركة التضامن مع فلسطين.
في 2024، أعلنت الكلية إلغاء سلسلة الأفلام بسبب ضائقة مالية، لكن فيدر ترى أن هذا كان بمثابة تنفيذ للوعد الذي قطعته الكلية بمراجعة برنامجها بعد عرض إسرائيلزم. كما أكدت فيدر أن تكلفة البرنامج كانت ضئيلة ولا تتجاوز 20 ألف دولار.
المخرجون المشاركون في الفيلم، إيرين أكسلمان وسام إيليرتسن، عبّروا عن صدمتهم من فصل فيدر، معتبرين أن فصل أستاذة يهودية لعرض فيلم من إنتاج يهود أمريكيين عن تجربة اليهود الأمريكيين هو أمر غير معقول. كما أشاروا إلى أن الأصوات اليهودية المناهضة للصهيونية تُقمع بشكل متزايد من قبل المؤسسات المؤيدة لإسرائيل.
وفي إطار معركتها القانونية، تجمع فيدر التبرعات لتغطية نفقات قضيتها ضد الكلية، حيث تطالب بتعويضات تزيد عن 280 ألف دولار بالإضافة إلى تكاليف المحاماة.