رغم الدعم الرسمي الذي تعلنه الدول العربية للقضية الفلسطينية، إلا أن التوترات الأمنية والإقليمية والطائفية أثّرت على علاقاتها بالفلسطينيين المنتشرين في أنحاء الشرق الأوسط، مما أدى إلى أزمات سياسية وعسكرية متكررة.
 

الأردن
   استقبل الأردن أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948.
وبعد حرب 1967، انتقلت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات إلى الأردن وبدأت تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، مما اعتُبر تهديدًا لحكم الملك حسين.
وقع صدام دموي عام 1970 فيما عُرف بـ"أيلول الأسود"، قُتل فيه آلاف الفلسطينيين وتم ترحيل المنظمة إلى بيروت.
وفي 1994، وقّعت الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل، لتصبح ثاني دولة عربية تطبع العلاقات معها بعد مصر.
 

لبنان
   شهد لبنان حربًا أهلية دموية بدأت عام 1975 بعد انتقال منظمة التحرير الفلسطينية إليه.
أصبحت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هدفًا للميليشيات اللبنانية والسورية والإسرائيلية.
في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، قتل مليشيات مسيحية لبنانية بدعم إسرائيلي مئات المدنيين الفلسطينيين.
ورغم أن الحكومة اللبنانية تدعم حقوق اللاجئين علنًا، إلا أن سياساتها تحد من حقوقهم المدنية، بهدف منع توطينهم الدائم.
 

مصر
   لطالما اعتبرت مصر نفسها نصيرًا للفلسطينيين، ولعبت دور الوسيط في النزاعات بين إسرائيل وحماس.
لكن علاقاتها مع الحركة تأثرت بعد الإطاحة بمحمد مرسي في 2013، باعتبار حماس امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين.
حرصت مصر على ضبط الأمن في سيناء وشاركت في حصار غزة بعد سيطرة حماس عليها.
كما أن الفلسطينيين في مصر واجهوا صعوبات إدارية وأمنية متزايدة، خاصة منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979.
 

الإمارات العربية المتحدة
   
أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل عام 2020 ضمن اتفاقات أبراهام، متجاوزة الموقف العربي التقليدي القائم على ضرورة إقامة دولة فلسطينية أولًا.
أقامت أبوظبي علاقات اقتصادية وأمنية وثيقة مع إسرائيل، وتضمنت استثمارات في شركات عسكرية إسرائيلية حتى في ظل الحرب على غزة.
تُعرف الإمارات بمعاداتها الشديدة للإسلاميين في مختلف أنحاء المنطقة.
 

السودان
   في عام 2020، أعلن السودان تطبيع علاقاته مع إسرائيل مقابل وعود برفع العقوبات الأمريكية والانفتاح الاقتصادي.
قاد الجيش السوداني هذه الخطوة، بينما عارضتها جهات مدنية. كان السودان تاريخيًا معاديًا لإسرائيل، خاصة بعد "لاءات الخرطوم الثلاث" عام 1967.
 

الكويت
   توترت العلاقات بين الكويت ومنظمة التحرير بسبب تأييد عرفات الضمني لغزو العراق للكويت عام 1990.
أدى ذلك إلى طرد أو إجبار مئات آلاف الفلسطينيين على مغادرة الكويت بعد انتهاء الاحتلال العراقي، وسط اتهامات بالخيانة.
 

العراق
   في عهد صدام حسين، تمتع الفلسطينيون بامتيازات استثنائية مثل التعليم المجاني والسكن المدعوم.
لكن بعد سقوط نظامه عام 2003، تعرضوا للعنف والاضطهاد من الميليشيات الشيعية، ما أدى إلى تهجيرهم القسري.

العلاقات الفلسطينية العربية تميزها التناقضات بين الخطاب الرسمي والممارسات الفعلية، حيث اختلطت المصالح الإقليمية بالتحديات السياسية، ما أدى إلى علاقات مضطربة لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

https://www.middleeastmonitor.com/20250407-the-uneasy-ties-between-palestinians-and-arab-states/