أثار وزير الصحة ونائب رئيس الوزراء، خالد عبد الغفار، جدلاً واسعاً بعد تصريحاته المثيرة للجدل خلال زيارته لمستشفى العدوة بمحافظة المنيا، حيث طالب مريضاً يعاني من القصور الكلوي ويعالج على نفقة الدولة بشكر الحكومة على علاجه بدلاً من الشكوى من التأخير في تلقي الخدمات الصحية.
وانتشر مقطع فيديو يوثق الحوار بين الوزير وأحد المرضى، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
تصريحات الوزير تثير الجدل
وأثناء تفقده قسم الغسيل الكلوي بالمستشفى، اشتكى أحد المرضى من سوء المعاملة وطول فترة الانتظار، قائلاً: "نريد أن تكون المعاملة أفضل من ذلك، وألا نعامل من إدارة مستشفى العدوة على أننا طلبة في المرحلة الابتدائية"، ورد الوزير بلهجة ساخرة: "لا، سنعاملكم على أنكم طلبة في الثانوية. الآن أصبح هناك نظام لتلقي العلاج، وعلى الجميع أن يلتزم به".
وحين تدخل مريض آخر قائلاً: "أنا منتظر منذ العاشرة صباحاً، ويقولون لي انتظر ساعتين أو ثلاث ساعات أخرى، وأنا لا أستطيع حتى التنفس"، رد الوزير مستنكراً: "الحقيقة أنا مستغرب جداً، أليست الدولة هي من أنشأت لكم هذا المستشفى الجميل وتعالجكم على حسابها؟ حتى الآن لم أسمع كلمة شكراً منكم للدولة على ما فعلته".
https://www.facebook.com/watch/?v=3790518757865826
انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي
تصريحات الوزير قوبلت بانتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الصحفي محمد نابليون تعليقاً على الفيديو المنتشر قائلاً: "الرجل الكريم الذي ظهر مع نائب رئيس الوزراء وزير الصحة، وهو يشتكي من سوء المعاملة وطول مدة الانتظار في مستشفى العدوة، يدعى محمد فؤاد القطاوي، بلدياتي من قرية برطباط التابعة لمركز مغاغة بالمنيا، فلماذا مواطن من قرية تتبع مغاغة يذهب إلى مستشفى تتبع مركز العدوة؟!".
وأضاف نابليون أن معاناة المرضى في القرى البعيدة تتفاقم بسبب غياب مراكز الغسيل الكلوي في محيطهم السكني، مما يضطرهم إلى التنقل لساعات طويلة ثلاث مرات أسبوعياً لإجراء جلسات الغسيل الكلوي، وسط أوضاع صعبة وطرق وعرة، ليتحملوا مشقة الانتظار لساعات في طوابير مزدحمة.
https://www.facebook.com/mohamed.napolion/posts/10237198273277100?ref=embed_post
زيادة تكلفة جلسات الغسيل الكلوي وازدحام المستشفيات الحكومية
وكان خالد عبد الغفار قد أصدر قراراً بزيادة تكلفة جلسات الغسيل الكلوي من 325 جنيهاً إلى 500 جنيه، سواء في وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات الحكومية أو الخاصة المتعاقدة مع الوزارة، مع تحديد ثلاث جلسات كحد أقصى أسبوعياً، بشرط أن يكون المريض مؤمناً عليه أو حاصلاً على قرار رسمي بالعلاج على نفقة الدولة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد مرضى الغسيل الكلوي في مصر تجاوز 70 ألف مريض، منهم الثلث فقط يتلقون العلاج في المستشفيات الحكومية، بينما يتوزع البقية على المستشفيات الجامعية ومستشفيات الجيش والشرطة والمراكز الخاصة، وتعاني وحدات الغسيل الكلوي في المستشفيات العامة من ازدحام شديد، حيث يسعى المرضى للحصول على الجلسات بالمجان أو بأسعار مخفضة نظراً لضعف إمكانياتهم المادية.
مخاطر تهالك الأجهزة وتكرار الكوارث الصحية
ويواجه مرضى القصور الكلوي في المستشفيات الحكومية مخاطر إضافية تتعلق بإعادة استخدام الفلاتر دون تعقيم، ما يزيد من احتمالات إصابتهم بأمراض أخرى مثل التهاب الكبد الفيروسي.
وقد شهدت مصر مأساة مماثلة في سبتمبر 2018 عندما توفي عشرات المرضى خلال تلقيهم جلسات الغسيل الكلوي في مستشفى ديرب نجم المركزي بمحافظة الشرقية، نتيجة عطل في شبكة تشغيل الأجهزة، ما أدى إلى نقص حاد في الدم لديهم خلال دقائق قليلة.