في ظل تحديات جسام ومتغيرات دولية متسارعة، تحل الذكرى السنوية لتأسيس جماعة "الإخوان المسلمون" هذا العام وسط صراعات متفاقمة تهدد استقرار الأمة الإسلامية.
وفي هذا السياق، أصدر الدكتور محمود حسين، القائم بأعمال فضيلة المرشد العام للجماعة، بيانًا أكد فيه تجديد الجماعة لعهدها مع الله والأمة بمواصلة المسيرة في الدفاع عن حقوق الشعوب الإسلامية ودعم قضاياها العادلة.
تحديات العصر..مؤامرات دولية ومخاطر متزايدة
وأشار البيان إلى أن الأمة الإسلامية تواجه حاليًا تحالفات عدائية غير مسبوقة، حيث اجتمع خصومها على هدف واحد يتمثل في إضعاف قوتها والسيطرة على مواردها وفرض أنظمة مستبدة تتعارض مع إرادة شعوبها.
القضية الفلسطينية.. محور الصراع والمقاومة
وأكد البيان أن القضية الفلسطينية لا تزال القضية المركزية للأمة، مشددًا على أن "الإخوان المسلمون" تبنت منذ تأسيسها نهجًا داعمًا للمقاومة، معارضةً أي محاولات للتطبيع مع الاحتلال أو التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي من قتل وتدمير للبنية التحتية هي انعكاس لحالة الظلم العالمي المفروض على الأمة.
مناهضة الاستبداد ودعم الحريات
على مدار قرن هجري، وقفت جماعة "الإخوان المسلمون" ضد الاستبداد السياسي الذي رسخه الاستعمار في المنطقة، وسعت إلى توعية الشعوب بحقوقها في الحرية والاستقلال.
وشدد البيان على أن الجماعة لم تنخرط في صراعات أهلية، بل عملت على توحيد الصفوف لمواجهة الأنظمة القمعية بطرق سلمية وحضارية.
رؤية الجماعة للمستقبل.. الوحدة والوعي والنهضة
وأكد الدكتور محمود حسين أن الجماعة ترى أن السبيل للخروج من الأزمات الراهنة يكمن في تعزيز وحدة الأمة الإسلامية، وصناعة الوعي الجمعي تجاه المخاطر التي تواجهها، والعمل المشترك بين القوى الفاعلة في المجتمع لتحقيق الحرية والكرامة.
كما دعا إلى تعزيز التكامل والتعاون بين أبناء الأمة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗا} (سورة البقرة: 143).
الإخوان المسلمون.. ماضون على العهد
وختم البيان بتجديد الجماعة لبيعتها مع الله ومع الأمة، مؤكدة استمرارها في الدفاع عن قيم الحرية والعدالة، ومواصلة جهودها لنصرة المستضعفين في العالم الإسلامي. وأعرب عن الأمل في أن تستعيد الأمة مجدها وريادتها في العالم.
وأكد البيان أن الجماعة ستظل ثابتة على مبادئها، وفية لعهدها، متشبثةً بطريقها القائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، داعيًا الله أن يثبت الأمة على الحق ويحقق لها النصر والعزة.