اندلع حريق كبير فجر اليوم الجمعة داخل أحد المباني المجاورة للمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة والسكان في شارع الشيخ ريحان بوسط البلد في القاهرة، ووصل مداه إلى أبنية أخرى، وسط شكوك حول اندلاعها تمهيدا لبيعها للإمارات.

تصاعدت ألسنة اللهب ما استدعى تدخل قوات الحماية المدنية التي دفعت بأكثر من 20 سيارات إطفاء، وسيارات إسعاف إلى المكان.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة والسكان، في تقرير أولي، عن إصابة واحدة جراء صعوبة في التنفس نتيجة التعرض للدخان الكثيف.

ولفتت إلى أن الحريق اشتعل بأكشاك خشبية غير تابعة لوزارة الصحة والسكان، خلف المبنى الإداري لإدارة التراخيص الطبية، بمنطقة وسط البلد.

كما أوضحت أن النيران انتقلت للمقر الإداري للتراخيص الطبية وغرفة إدارية ملحقة بمبنى المعامل المركزية.

من جهته، أوضح مركز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة أن الحريق بدأ في بئر المصعد، قبل أن يمتد إلى أجزاء أخرى من المبنى، لكن بفضل الاستجابة السريعة من قوات الإطفاء، تم احتواء الحريق قبل انتشاره إلى المباني المجاورة، مع اتخاذ إجراءات وقائية لضمان عدم تجدد الاشتعال.
 

يمهدون لبيعها للإمارات
   من جهته نشر اليوتيوبر تامر جمال "الجوكر المصري"  فيديو ساخر يبين أن سبب الحريق يرجع إلى أن الحريق بفعل فاعل وهو يمهد لقرب الأمارات من السيطرة على القطاع الصحي المصري، معلقا "حريق مبنى المعامل المركزيه لوزارة الصحة بوسط البلد
لو عاوز تفهم اسمع ايزاك".حريق مبنى المعامل المركزيه لوزارة الصحة بوسط البلدلو عاوز تفهم اسمع ايزاك 👇#رمضان #سامح_حسين #فلسطين pic.twitter.com/bZ8xgrlTCU

بينما تساءلت موها سمسم: "حريق هائل يلتهم مبنى المعامل المركزية وامتداد حريق المعامل المركزية إلى مبنى إدارة المترو و إلى مبنى التراخيص الطبية ما السبب ؟! وماذا يخفي الحريق ؟؟".

وأشارت مها الجندي : "لا حول ولا قوة إلا بالله
انتم عارفين يعنى ايه المعامل المركزية. انتم عارفين يعنى ايه يبدا حريق ومينطفيش وقتى
الريحة زى الزفت مش ريحة الدخان دى ريحة اللى عمال يمحو تاريخنا حته حته عشان الروس تتساوى فننزل إلى القاع  محتاجين نتحرك قبل منصحى منلاقيش البلد".
https://x.com/el_gendy86739/status/1900509567898833303

ونوه أحمد : "حتى المعامل المركزية ماسلمتيش من شركم".
https://x.com/Ahmad72587905/status/1900474036267692224

وغرد أسامة : "أحرق ودمر واخرب ياعرررة الرؤساء بلحة.طالما إن إبن زايد جاهز لشراء أي مكان تحرقة..خلصت على العتبة ودلوقتي المعامل المركزية..بكرة تحرق الاهرامات علشان تبيعها ربنا يخلصنا منك ومن عصابتك النجسة ياانجس رئيس على كوكب الأرض. العيب مش عليك العيب على شعب  ساكت على قزم قزعة يهودي".
https://x.com/osamabakry73812/status/1900466981687415237

وأشار خالد الحسيني: "المعامل المركزيه التابعه لوزارة الصحه بشارع الشيخ ريحان هى المسؤوله عن تحاليل كل المسافرين إلى الخارج، يعنى دى مصيبه كبيره قوى وخايف تكون بفعل فاعل".
https://x.com/khosseni/status/1900445009813340176

وأوضحت جوسي يسري: ""طيب مش انا قلت حرايق وحوادث غير مبررة..!!!" هو ليه مبتصدقوش إلا بعد الحدث؟!!
اشتعال النيران في مبنى المعامل المركزية التابع للصحة بوسط القاهرة وسط جهود لرجال الإطفاء هل دي صدفة؟!!
سنري ماستؤل له التحقيقات ولكن رأيي الشخصي هناك أصابع تلعب من أجل خطط معينة وأقولها صراحة هو التخلص من عبق مصر والمصريين القديم وإستبداله بعلب الكبريت الإستثمارية أو هناك إحتمال ضعيف وهو التخلص من ملفات فساد وقصد حرقها والله أعلي وأعلم.."."طيب مش انا قلت حرايق وحوادث غير مبررة..!!!"هو ليه مبتصدقوش إلا بعد الحدث؟!!اشتعال النيران في مبنى المعامل المركزية التابع للصحة بوسط القاهرة وسط جهود لرجال الإطفاء هل دي صدفة؟!!سنري ماستؤل له التحقيقات ولكن رأيي الشخصي هناك أصابع تلعب من أجل خطط معينة وأقولها صراحة هو… pic.twitter.com/UJxuKy5nsR
— jessy yusry (@JessyYusry) March 14, 2025
 

الإمارات والسيطرة على القطاع الصحي المصري
   
وتمكنت الإمارات من الاستحواذ على عدد من المستشفيات الاستثمارية ومعامل التحليل والأشعة داخل مصر؛ كما تحاول التوسع والتوغل بشكل أكبر فى القطاع الصحي المصري ،من خلال شركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية.

وبحسب تقرير شركة بيكر آند ماكنزي فإن الإمارات هي المستحوذ الأكبر في السوق المصري خلال الأعوام الماضية عبر 201 صفقة أُبرمت في تلك الأعوام.

وأصبحت المستشفيات محاصرة بين الاستثمارات الإماراتية والسعودية، حيث تستحوذ الإمارات وحدها على 12 مستشفى من أبرزها مجموعة كليوباترا والسلام الدولي ودار الفؤاد، إلى جانب "شركة التشخيص المتكاملة القابضة"، وهي تجسد اندماج لمعملي "البرج" و"المختبر"، والتي تستحوذ 10% من سوق التحاليل الطبية. 

وبحسب البيانات، فإن عدد الأسرَّة في القطاع الطبي الخاص تجاوز 35 ألف سرير، وتعد مستشفيات مجموعة كليوباترا صاحبة أكبر حصة سوقية منفردة تصل إلى 8%، تليها مستشفيات ألاميدا بنسبة 7% من الأسرّة العلاجية للقطاع الخاص في القاهرة، وهما المجموعتان تساهم فيهما الأموال الإماراتية بقوة. 

"تتسابق الكيانات الإماراتية على الاستثمار في القطاع الصحي، لأنه قطاع مضمون المكسب في بلد تجاوز تعداده السكاني المائة مليون نسمة، بالإضافة الى تدهور الخدمات الصحية في القطاع الحكومي، كما أن الرعاية الصحية من الاحتياجات غير المرنة بطبيعتها"، بحسب منى مينا، عضوة مجلس نقابة الأطباء السابقة.

واستحوذت "ألاميدا" الإماراتية، على مستشفيات دار الفؤاد والسلام الدولي، والتي تتبعهما عددًا من المستشفيات في مناطق مختلفة، وكذلك امتلكت"أبراج كابيتال" حصة أغلبية في مجموعة مستشفيات كليوبترا، و52% من أسهم مستشفى القاهرة التخصصي و100% من مستشفى النيل بدراوي.

وبدورها، توسعت مجموعة كليوبترا في السوق المصري بضم مستشفى كوينز للولادة، والاستحواذ على مستشفى الكاتب ومستشفى الشروق، ثم وقّعت الشركة اتفاقية مع مستشفى بداية العامل في مجال التخصيب والإنجاب، لنقل أصولها إلى شركة مشتركة.

 لكن المساهمة الإماراتية في مجموعة كليوبترا تراجعت في الوقت الراهن، بسبب انهيار مجموعة أبراج في 2018، بحيث أصبحت تقتصر على 29%.

واستطاع بنك أبو ظبي التجاري الاستحواذ على أكثر من 50% من أسهم المركز الطبي، وهو أكبر كيان طبي خاص في الإسكندرية، ضمن عملية تسوية ديون شركة "إن إم سي" للرعاية الصحية، وهي شركة إماراتية مملوكة للملياردير الهندي بى آر شيتى، الذي اتهم في 2019 بتقليل الديون في الميزانية العامة للشركة. 

أما في مجال معامل التحاليل، بدأت أبراج نشاطها في مصر عن طريق الاستحواذ على معامل البرج في 2009، ثم قامت في 2012 بالاستحواذ على معامل المختبر مؤمنة كامل قبل أن تقوم بدمج الكيانين في كيان جديد باسم شركة "التشخيص المتكاملة القابضة"، في العام نفسه. 

ولم يغض الإماراتيون بصرهم عن قطاع الأدوية أيضًا، ففي 2021 اتمت "ADQ" القابضة صفقة الاستحواذ على شركة "آمون فارما" للصناعات الدوائية. وهي ليست أول سابقة للإماراتيين في هذا القطاع، فمن استثماراتهم البارزة أيضًا تجربة شركة "فارميد" التي تأسست في 2011 بشراكة هندية إماراتية.

وترى منى مينا أن الحضور الإماراتي في قطاع المستشفيات ليس مقلقًا بقدر المخاوف بشأن قطاع التحاليل "الإمارات استحوذت على عدد كبير من مستشفيات القطاع الخاص (الدرجة الأولى) في القاهرة الكبرى غير أن هناك العديد من المستشفيات الأخرى التي لا تقع تحت سيطرة الكيانات الإماراتية. ما يثير القلق حقًا هو سيطرة الشركات الإماراتية على جانب كبير من معامل التحاليل في القاهرة والجيزة". 

ومع إعلان مجموعتي كليوبترا وألاميدا التفكير في الاندماج، بدا أن مخاوف السيطرة الإماراتية لها ما يبررها، قبل أن يقوم جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في ديسمبر 2020 بإصدار قراره المبدئي بمنع هذا الاندماج، معللًا ذلك بأن الصفقة ستؤدي إلى خلق كيان احتكاري في سوق الرعاية الصحية. 

في النهاية، لا تقتصر المخاوف على الإمارات وحدها، في السيطرة على القطاع الصحي وغيره في مصر ولكن تشمل أي بلد يتوسع بقوة في الاستثمار بمصر، حيث يطرح أسئلة حول كون تلك الاستثمارات مدخلًا للنفوذ السياسي والثقافي، فضلًا عن الاقتصادي.