في خطوة تعكس التوسع السريع لنفوذ مجموعة العرجاني في قطاعات الاقتصاد المصري، قفز سهم شركة "مصر الوطنية للصلب/عتاقة" في البورصة المصرية، بنسبة 13% ليصل إلى 7.46 جنيه، بعد إعلان شركة "أو دي آي" التابعة لمجموعة العرجاني عن عرض للاستحواذ على 26.25% من الشركة التابعة لمجموعة الجارحي، بقيمة تقدر بحوالي 1.9 مليار جنيه.
 

استحواذ يعيد فتح ملفات الماضي
   لكن بعيدًا عن الجوانب الاستثمارية، أثار دخول العرجاني في هذه الصفقة جدلًا واسعًا، نظرًا لتاريخه المثير للجدل.
فقد كان إبراهيم العرجاني، وهو أحد شيوخ قبيلة الترابين، مطلوبًا أمنيًا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بتهم تتعلق بقتل وخطف عناصر من الشرطة، على خلفية مقتل شقيقه وصديقيه في 2008، وهي الأحداث التي دفعته حينها إلى احتجاز عناصر أمنية انتقامًا.

ورغم اعتقاله في 2008 وسجنه لعامين، عاد العرجاني إلى الواجهة بقوة بعد 2013، حيث تحول من شخص كان في صراع مع الدولة إلى أحد أبرز رجال الأعمال المدعومين من السلطة، مستفيدًا من دوره في تأسيس "اتحاد قبائل سيناء" الذي دعم الجيش في حملاته الأمنية ضد الجماعات المسلحة في شمال سيناء.
 

استراتيجية توسعية بمباركة الدولة؟
   منذ تأسيس أولى شركاته في 2010، توسعت مجموعة العرجاني بسرعة لتصبح أحد أكبر الكيانات الاقتصادية في البلاد، حيث تعمل في مجالات متعددة، تشمل الاستيراد والتصدير، والخدمات اللوجستية، والتطوير العقاري، والبنية التحتية، والتنمية الزراعية، والسياحة، والصناعات الثقيلة.

وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت المجموعة عن ضخ استثمارات بقيمة مليار دولار في قطاعي السيارات والسياحة خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى شراكتها في مشروعات كبرى، مثل إعادة إعمار ليبيا، وتوسعة مطار العريش، ومشروعات تطويرية في رأس الحكمة بالتعاون مع شركة "مدن القابضة" الإماراتية.
 

شراكة رياضية أم تعزيز للنفوذ؟
   لم يقتصر نفوذ العرجاني على القطاعات الاقتصادية التقليدية، بل امتد إلى المجال الرياضي، حيث أصبح أحد أكبر المستثمرين في الرياضة المصرية.
ففي 2 فبراير، أعلن النادي الأهلي عن احتفالية للإعلان عن التصميم النهائي لاستاده الجديد بالشراكة مع مجموعة العرجاني، بعد سلسلة من المشاريع التي نفذها لصالح النادي، مثل جراج مدينة نصر. كما ارتبط اسمه برعاية سباقات الهجن في سيناء والإسماعيلية، بالإضافة إلى شراكته السابقة مع النادي المصري البورسعيدي.

هذا التمدد السريع في المجال الرياضي، وخاصة شراكته مع الأهلي، دفع البعض للتساؤل عما إذا كانت هذه الخطوات تأتي ضمن خطة لتعزيز نفوذه الاجتماعي والسياسي، مستفيدًا من قربه من دوائر صنع القرار.
 

النفوذ السياسي والطموح المستقبلي
   بجانب توسعاته الاقتصادية والرياضية، بدأ العرجاني في اتخاذ خطوات جادة نحو تعزيز نفوذه السياسي، حيث أسس اتحاد القبائل العربية، وشرع في تشكيل حزب سياسي جديد، مستعينًا بشخصيات بارزة ووزراء سابقين ضمن دائرته المقربة.

ومع تزايد الحديث عن دوره في إدارة معبر رفح وتحصيله لرسوم عبور بمبالغ ضخمة، بالإضافة إلى شراكاته الدولية في ليبيا وقطر، تصاعدت التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين العرجاني والسلطة، وما إذا كان يمثل نموذجًا جديدًا لرجل الأعمال المتنفذ الذي يجمع بين الاقتصاد والسياسة.