منذ أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرد سكان غزة، تسارعت الدول العربية وغيرها لطرح خيارات حول مستقبل القطاع بعد الحرب. لكن كل خيار يواجه رفضًا من طرف ما، سواء إسرائيل أو حماس، أو حتى الدول العربية التي يُتوقع أن تموّل وتدير غزة جزئيًا، مثل مصر والسعودية.

ووفقًا لخطة ترامب، ستتولى الولايات المتحدة إدارة غزة وستقوم بترحيل سكانها. أما الخطة العربية فتقترح إدارة فلسطينية بقيادة تكنوقراط ضمن دولة فلسطينية أوسع. من ناحية أخرى، تقترح إحدى الخطط الإسرائيلية منح الفلسطينيين بعض السيطرة دون منحهم دولة مستقلة، بينما تطرح خطة إسرائيلية أخرى احتلال القطاع بالكامل.

يقول توماس نيدس، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "تكمن العبرة في التفاصيل، ولا شيء في هذه الخطط منطقي". ويضيف أن إسرائيل وحماس تتبنيان مواقف متناقضة تمامًا، بينما تتضمن الخطة العربية عناصر غير مقبولة لإسرائيل، والعكس صحيح. ويرى أن إيجاد أرضية مشتركة سيكون مستحيلًا ما لم تتغير المعادلة جذريًا.

 

العقبات الرئيسية أمام أي حل

المشكلة الأساسية أن إسرائيل تريد غزة بلا حماس، بينما لا تزال الحركة مصرة على الاحتفاظ بجناحها العسكري، الذي قاد الهجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023 وأشعل الحرب. هذا التعارض الجوهري يجعل من الصعب التوصل إلى أي اتفاق قابل للتنفيذ.

تنامت الحاجة إلى خطط واضحة بعد وقف إطلاق النار في يناير 2025، حيث تصاعدت الضغوط لإيجاد حلول واقعية لإدارة القطاع. لكن المشكلة أن أي خطة تتطلب دعمًا عربيًا، في حين أن الدول العربية ترفض أن تكون مجرد ممول لإعادة إعمار غزة دون رؤية سياسية واضحة.

 

خيارات مطروحة لكن مستبعدة

الخيار الأمريكي: يتمثل في إشراف أمريكي مباشر على غزة، لكن هذا غير مقبول للفلسطينيين ومعظم الدول العربية.

الخيار العربي: تشكيل حكومة فلسطينية مدنية، لكن إسرائيل تعارض هذا المقترح ما لم يكن مصحوبًا بضمانات أمنية صارمة.

الخيار الإسرائيلي الجزئي: منح السلطة الفلسطينية بعض السيطرة مع بقاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وهو خيار مرفوض فلسطينيًا وعربيًا.

الخيار الإسرائيلي المتشدد: احتلال غزة بالكامل، وهو خيار يواجه معارضة دولية واسعة.

 

غياب الحلول الواقعية

مع استمرار الانقسامات، يظل مستقبل غزة مجهولًا. فكل طرف يتمسك بشروطه، ما يجعل الوصول إلى اتفاق قابل للتطبيق أمرًا بالغ الصعوبة، إلا إذا حدث تغيير جوهري في مواقف الأطراف المختلفة.

https://www.nytimes.com/2025/03/10/world/middleeast/gaza-plan-israel-hamas-ceasefire.html