حذّرت 21 منظمة حقوقية مصرية وعربية من خطورة المخططات الصهيونية الهادفة إلى ترسيخ الاحتلال وتهجير الفلسطينيين، داعيةً إلى تحرك دولي فوري لوقف هذه الممارسات.
إدانة واسعة لخطط التهجير
أعربت المنظمات في بيان مشترك، صدر الأربعاء الماضي، عن إدانتها الشديدة لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي دعت إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ووصفت هذه التصريحات بأنها امتداد لخطاب يميني تبنّته حكومات الاحتلال المتعاقبة، مشيرةً إلى أن هذا النهج يأتي ضمن استراتيجية صهيونية أوسع تهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية وفرض واقع جديد على الأرض.
وأشارت المنظمات إلى أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قدّم خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023 خريطة تضم جميع الأراضي الفلسطينية على أنها جزء من دولة الاحتلال، في خطوة أثارت استنكارًا واسعًا، كونها تعكس طموحات الاحتلال الصهيونية لضم المزيد من الأراضي العربية.
تصعيد توسعي يتجاوز الأراضي الفلسطينية
لم يقتصر التوسع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، حيث نشرت وزارة خارجية الاحتلال، في يناير الماضي، صورة لخريطة مزعومة تضم أجزاءً من الأردن ولبنان وسوريا.
واعتبرت المنظمات الحقوقية هذا التحرك بمثابة تصعيد خطير، إذ يتماشى مع تصريحات سابقة لوزراء وأعضاء في الكنيست الصهيوني بشأن توسع الدولة العبرية إلى ما هو أبعد من حدودها الحالية.
وأكدت المنظمات أن جيش الاحتلال لم يكتفِ بضم الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، بل استغل الحرب الأهلية في سوريا ليحتل مناطق جديدة عقب انهيار نظام بشار الأسد، وشرع في بناء مواقع عسكرية بهدف تحويلها إلى نقاط تمركز دائمة.
خرق الاتفاقيات الدولية وتجاهل الالتزامات
وفي لبنان، تطرّق البيان إلى مماطلة الاحتلال الصهيوني في الانسحاب من بعض المواقع في الجنوب اللبناني، رغم اتفاقية وقف إطلاق النار التي حددت 26 يناير الماضي موعدًا نهائيًا لهذا الانسحاب.
إلا أن جيش الاحتلال الصهيوني لم يستكمل انسحابه حتى فبراير، ما يؤكد نوايا الاحتلال في الحفاظ على سيطرته على بعض المواقع الاستراتيجية في المنطقة.
وأوضحت المنظمات أن استمرار الاحتلال لمزارع شبعا ومناطق لبنانية أخرى يُعد انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، ويشير إلى أن سلطات الاحتلال لا تلتزم بتعهداتها فيما يتعلق بانسحابها من الأراضي العربية المحتلة.
دعوة إلى تحرك دولي عاجل
حذّرت المنظمات الحقوقية من أن هذه السياسات ليست مجرد شعارات تروّج لها أقلية متطرفة داخل الكيان الصهيوني، بل تمثل توجّهًا استراتيجيًا واضحًا لحكومة الاحتلال الصهيوني.
كما شددت على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في التصدي لمخططات الاحتلال، التي تسعى إلى تهجير الفلسطينيين بدلاً من إعادة إعمار أراضيهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وأعادت المنظمات التأكيد على أن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين تتماشى مع النهج الصهيوني اليميني الذي يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب تدخلاً دوليًا فاعلًا للضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي.
إعادة الإعمار بدلاً من التهجير
في ختام بيانها، طالبت المنظمات بتوجيه الجهود الدولية نحو إعمار غزة، التي تعاني من حصار خانق منذ ما يقارب العقدين، بدلاً من تبني سياسات تهجير قسرية تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن دعم نضال الفلسطينيين يجب أن يتم عبر إعادة بناء قطاع غزة، وضمان حياة كريمة لسكانه، بدلاً من دفعهم نحو التهجير الإجباري الذي يتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
الموقعون على البيان
ومن بين أبرز المنظمات الموقعة على البيان: "مركز النديم"، "منصة اللاجئين في مصر"، "المنبر المصري لحقوق الإنسان"، "مؤسسة قضايا المرأة المصرية"، "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، و"مؤسسة حرية الفكر والتعبير".