أعربت نقابة أطباء مصر عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ لعرقلة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الطبية والإنسانية إلى القطاع، مؤكدة أن هذه الممارسات تفاقم من معاناة آلاف المرضى والجرحى الذين يواجهون ظروفًا غير إنسانية تنذر بكارثة غير مسبوقة.
وفي بيان رسمي صدر أمس الثلاثاء، وصفت النقابة منع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية بأنه جريمة إنسانية مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية المدنيين خلال الحروب والنزاعات.
حكم بالإعدام على المرضى في غزة
شددت النقابة على أن استمرار الحصار الجائر وعدم السماح بإدخال المساعدات يمثل حكمًا بالإعدام على آلاف المرضى، لا سيما الأطفال وكبار السن ومرضى الحالات الحرجة، الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي والعلاج الدوائي المستمر.
وأكدت النقابة أن الوضع الصحي في غزة قد بلغ مرحلة الانهيار التام، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية، فضلًا عن انقطاع الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمولدات الكهربائية، مما يعرض حياة المرضى للخطر، ويهدد بوقوع كارثة إنسانية تفوق كل التوقعات.
نداء عاجل للمجتمع الدولي
في مواجهة هذه الأزمة المتصاعدة، دعت نقابة أطباء مصر المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات الطبية العالمية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التدخل الفوري والعاجل لإنهاء هذا الوضع الكارثي، وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية والطبية دون قيود أو شروط.
دعوة للتضامن مع الطواقم الطبية في غزة
كما وجهت النقابة نداءً إلى جميع الهيئات الطبية والنقابات المهنية حول العالم، لحشد الجهود ورفع الصوت في وجه هذه الانتهاكات، والتضامن مع الطواقم الطبية في غزة، التي تعمل في ظروف قاسية وخطيرة لإنقاذ الأرواح، رغم النقص الحاد في الموارد والإمكانيات.
وأكدت النقابة أن الأطباء والعاملين في المجال الصحي في غزة يخوضون معركة بقاء حقيقية، حيث يعملون على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير، والتعامل مع الإصابات البالغة في ظل غياب أبسط الأدوات الطبية، محذرة من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى انهيار القطاع الصحي بالكامل، ويجعل من المستحيل إنقاذ الأرواح.
الاحتلال يواصل استهداف القطاع الصحي
لم يقتصر الأمر على منع دخول المساعدات الطبية، بل وثقت التقارير الحقوقية استهداف المستشفيات والمرافق الطبية في غزة بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، ما أدى إلى تدمير العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، وإجبار الطواقم الطبية على إخلاء المستشفيات تحت تهديد القصف والاعتداءات العسكرية.
وفي هذا السياق، أكدت نقابة أطباء مصر أن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية جريمة حرب موثقة، مطالبة بتحرك دولي لمحاكمة المسؤولين عن هذه الانتهاكات أمام المحاكم الدولية.
