انعقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة، أمس الثلاثاء بعد أن كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطة تهدف إلى تهجير سكان القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، أعلن عبد الفتاح السيسي الممثل عن مصر، عن مبادرة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات حول النوايا الحقيقية وراءها.
 

السيسي والمناورة السياسية.. خطة الإعمار أم شراء الوقت؟
   على الرغم من أن خطة السيسي تبدو للوهلة الأولى إنسانية وتراعي مصالح الفلسطينيين، إلا أن المتابعين للشأن السياسي يرون أنها لا تعدو كونها محاولة للهروب من الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، التي تسعى إلى فرض أمر واقع جديد في غزة،قائم على تهجير السكان تحت غطاء إعادة الإعمار في مناطق بديلة.

ويبدو أن السيسي، الذي تربطه علاقات وثيقة بإدارة ترامب سابقًا، بات يخشى من تداعيات الانخراط المباشر في هذا المخطط، لا سيما في ظل الاحتقان الشعبي داخل مصر، الذي لا يزال يرى في القضية الفلسطينية خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وبالتالي، فإن طرح هذه الخطة قد يكون محاولة لاسترضاء الشارع المصري، وفي الوقت ذاته تجنب الضغوط الأمريكية المتزايدة.
 

غياب ابن سلمان.. مؤشر على انقسامات عربية عميقة
   من بين أبرز الملاحظات التي رافقت القمة، كان الغياب الواضح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أوفد وزير خارجيته فيصل بن فرحان لتمثيل المملكة.
وقد أثار هذا الغياب تساؤلات حول مدى جدية التنسيق العربي في مواجهة التحديات التي تهدد القضية الفلسطينية.

ويرى محللون أن غياب ابن سلمان يعكس حالة التباعد في المواقف العربية، حيث تبنت بعض الدول مواقف حذرة من المخطط الأمريكي – الإسرائيلي، في حين تمضي السعودية نحو تقارب متزايد مع إسرائيل، في إطار مساعيها للتطبيع الكامل، الذي يجري التفاوض حوله بوساطة أمريكية.

ويشير غياب ابن سلمان أيضًا إلى أن هناك خلافات داخلية بين القادة العرب حول طريقة التعامل مع الوضع في غزة، إذ يبدو أن بعض الأنظمة العربية تسعى لإبرام تفاهمات سرية مع إسرائيل بعيدًا عن أي موقف عربي موحد.
 

السيسي يستقبل أحمد الشرع.. تغير المواقف بين البراغماتية والنفاق السياسي
   في تطور آخر يعكس التناقضات السياسية في القمة، استقبل عبد الفتاح السيسي، الرئيس السوري أحمد الشرع، في مشهد مثير للجدل، خاصة أن سلطة السيسي كانت قد صنّف النظام السوري سابقًا ضمن دائرة الإرهاب.

ومع ذلك، فإن عودة سوريا إلى المشهد العربي من بوابة القمة تعكس براغماتية سياسية واضحة، حيث تسعى القاهرة إلى إعادة رسم علاقاتها الإقليمية بما يتماشى مع التطورات الجيوسياسية.
من جانبه، شدد الشرع في كلمته على ضرورة دعم الفلسطينيين ورفض أي مخطط تهجير، وهو خطاب يتماهى مع السياسة الإيرانية التي تسعى إلى تعزيز موقف سوريا كجزء من محور المقاومة.