تصاعد دعوات مقاطعة البضائع الأميركية في مصر في مواجهة ترامب
الأربعاء 12 فبراير 2025 12:00 م
تتزايد دعوات مقاطعة السلع الأميركية في مصر، كرد فعل على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أعرب فيها عن رغبته في احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن، مع تحويل القطاع إلى "منتجع سياحي" مملوك للولايات المتحدة، كما أثارت قراراته المتعلقة بوقف تمويل وكالات المعونة الأميركية، التي تضخ مليارات الدولارات سنويًا في مشاريع حكومية وخاصة بمصر، غضبًا واسعًا.
تعيد اقتصادي وضغوط متزايدة
منذ توليه منصبه في 20 يناير الماضي، يواصل ترامب فرض سياسات تجارية عدائية، مستهدفًا دول مجموعة "بريكس" التي تضم الصين، روسيا، جنوب إفريقيا، البرازيل، والهند، وانضمت إليها مصر عام 2024، وقد لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على هذه الدول، محذّرًا إياها من استبدال الدولار بعملات احتياطية بديلة.
تعكس هذه التطورات رفضًا مصريًا للقيود التي يفرضها ترامب على توجه مصر نحو تقليل الاعتماد على الدولار، في ظل تدهور مستمر لقيمة الجنيه المصري، ومن جهة أخرى، تترافق الدعوات الشعبية لمقاطعة المنتجات الأميركية مع موجة غضب، التي ترى في تصريحات ترامب تهديداً للسيادة المصرية والحقوق الفلسطينية.
تحذيرات رجال الأعمال والقطاع الاقتصادي
فيما تحذر مؤسسات الأعمال من تداعيات تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة، يرى بعض الاقتصاديين أن مقاطعة المنتجات الأميركية قد تؤثر سلبًا على المستهلك المصري نفسه، عبر ارتفاع أسعار الواردات وتكاليف الإنتاج، خاصة أن مصر تستفيد من دخول منتجاتها إلى السوق الأميركية دون جمارك أو قيود عبر اتفاقية "الكويز"، التي تشترط مكونًا إسرائيليًا بنسبة 10.5% في الإنتاج.
دعوات لتصعيد المواجهة الاقتصادية
في المقابل، يدعو خبراء الاقتصاد إلى استغلال هذه الأزمة لتخفيف الهيمنة الأميركية، من خلال رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية، وفرض رسوم إضافية على السفن الأميركية العابرة لقناة السويس، كما يشيرون إلى أهمية تنسيق الجهود مع الدول المتضررة من سياسات ترامب، مثل الصين وكندا والبرازيل، للضغط على واشنطن.
موقف الدولة والخيارات المطروحة
يرى خبير التمويل والاستثمار رشاد عبده أن دعوات المقاطعة ليست فقط تعبيرًا عن الغضب الشعبي، بل يجب أن تتحول إلى أداة ضغط سياسي واقتصادي مدعومة من الحكومة السيسي، لإجبار الإدارة الأميركية على التراجع عن سياساتها العدوانية تجاه المنطقة.
من ناحية أخرى، يفضل بعض رجال الأعمال، مثل أحمد خطاب، نهج الحياد في التعامل مع الأزمة، محذرين من الدخول في مواجهة مفتوحة مع ترامب، المعروف بسياساته المتقلبة، ويشيرون إلى أن الحرب التجارية التي أشعلها تؤثر سلبًا على التجارة العالمية، وهو ما قد ينعكس على الاقتصاد المصري بطرق غير متوقعة.