الأحد 1 ديسمبر 2024 04:15 م

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } (سورة إبراهيم: 42).

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..

        لقد كانت نُصرةُ المظلومِ ونجدةُ المكلومِ ومدُّ يدِ العونِ للضعيفِ من أوجبِ الواجباتِ وأحقِّ الحقوقِ التي أمرَ اللهُ بها عبادَهُ، بل وارتكزتْ في أصحابِ الفطرةِ الصحيحةِ والسجيّةِ السليمةِ، وكان الانصرافُ عنها موجبًا لمقتِ اللهِ وغضبِهِ، فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ -رضيَ اللهُ عنهما- قال: لما رجعتْ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مهاجرةُ البحرِ قال: “ألا تُحدِّثونِي بأعاجيبِ ما رأيتمْ بأرضِ الحبشةِ؟” قال فتيةٌ منهم: بلى يا رسولَ اللهِ، بينا نحنُ جلوسٌ مرّتْ بنا عجوزٌ من عجائزِ رُهّابِينهمْ تحملُ على رأسِها قُلّةً من ماءٍ، فمرّتْ بفتًى منهمْ، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها، فخرّتْ على ركبتيها، فانكسرتْ قُلّتُها، فلمّا ارتفعتِ التفتتْ إليه، فقالت: سوف تعلمُ يا غُدَرُ إذا وضعَ اللهُ الكرسيَّ، وجمعَ الأولينَ والآخرينَ، وتكلّمتِ الأيدي والأرجلُ بما كانوا يكسبونَ، فسوف تعلمُ كيف أمري وأمرُكَ عندهُ غدًا، قال: يقولُ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “صدقتْ صدقتْ، كيف يُقدّسُ اللهُ أُمّةً لا يُؤخذُ لضعيفِهم من شديدِهم؟” (رواه ابن ماجه).

        إن هذه العجوز التي رفعت رأسها فنطقت بكلماتٍ ترتجف منها القلوب الحية، تناديه “يا غُدر” مبالغةً في وصفه بالغدر، وتذكّره بأنه سيعلم وينال جزاء فعلته هذه، وتصف ذلك المشهد العظيم المهيب، عندما يضع الله الكرسي ويجمع الأولين والآخرين. إنها ذات المشاهد التي جاءت في القرآن الكريم: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا …}، (سورة الزمر: 71)، وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا …}، (سورة الزمر: 73)، وقوله سبحانه: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الزمر: 75). إنها لم تكتفِ بالتذكرة العابرة والعتاب الهادئ، ولكنها نطقت بكلمات قوية وصفت فيها مزيدًا من مشاهد ذلك اليوم، فتقول: “وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”، وهذا ما أخبرنا الله عز وجل به في قوله: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (سورة يس: 65).

        ثم يعلِّق الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هذا المشهد، وعلى هذه الكلمات العظيمة، فيقول: “صَدَقَتْ، صَدَقَتْ”. ويسأل -عليه الصلاة والسلام- سؤال استخبارٍ فيه إنكار وتعجُّب: “كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟” أي: أخبروني كيف يُطهِّر اللهُ قومًا لا ينصرون العاجزَ الضعيفَ على الظالم القويِّ مع تمكُّنهم من ذلك. واليوم، وفي ظل ما نرى ونسمع، هل تستحقُّ الأمةُ التقديسَ وقد سادت فيها المظالمُ وانتشر الاستقواءُ على الضعفاء؟ فكم من المظالم خفيت علينا أخبارُها أو أُخفيت، وإن المظالم تعظمُ إنْ صدرت ممن وُلِّي أمرًا للعامة، لكون ضررِها يعم.

        ثم ها هو رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يرفع المظالم عن شهيدٍ وأسيرةٍ عدا عليها بنو غطفان في مثل هذا الشهر الكريم (جمادى الآخرة) من السنة السادسة للهجرة في غزوة ذي قَرَد (الغابة)، تبدأ فصول هذه الغزوة عندما أغار عيينة بن حصن الفزاري، وهو الملقب بـ”الأحمق المطاع” (وكم في العالم الآن من أحمق مطاع!)، في خيلٍ من غطفان على حدود المدينة، في منطقة يقال لها الغابة، ترعى فيها إبل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فوجدوا بها ابنًا لأبي ذر الغفاري وامرأته وراعي الإبل، فقتلوا الغفاري وأخذوا امرأته، فرأى ذلك غلامٌ لعبد الرحمن بن عوف، فدخل المدينة مسرعًا ليخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان ذلك في وقت الغلس، قبل أذان الفجر، فكان أول من صادفه الصحابي سلمة بن الأكوع، فأخبره بالأمر، فقام سلمة -رضي الله عنه- على جبلٍ تجاه المدينة، ونادى بأعلى صوته: “يا صباحاه!” ثلاث مرات، فأسمع أهل المدينة كلهم، ثم انطلق مسرعًا خلف العدو ومعه سيفه ونبله، وظل بمفرده يطارد المغيرين، وكان -رضي الله عنه- أسرع الناس عدوًا، حتى أدركهم على رجليه، وجعل يرميهم بالنبل، ثم توالت سهامه عليهم وهو يطاردهم وحده، حتى ألقوا بالكثير من متاعهم الذي أثقلهم عن الهروب، وكانوا كلما ألقوا شيئًا وضع عليه علامة كي يعرفها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، واستمر على ذلك حتى استنقذ منهم بعض الإبل، وثلاثين بُرْدةً (كساءً)، وثلاثين رمحًا، لحق الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة بسلمة بن الأكوع بذي قَرَد، واستعادوا الإبل كلها بعدما قتلوا من المشركين الكثير، ثم عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وقد أردف خلفه على ناقته سلمة -رضي الله عنه-، وأعطاه سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل، وأثنى عليه قائلًا: “خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة” (رواه مسلم).

        لقد كانت غزوة الغابة (ذي قرد) من أكبر الغزوات التأديبية التي قادها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه ضد المعتدين، وفي مطاردتهم وإيقافهم عند حدهم؛ لنشر الأمن والسلام في الدولة الإسلامية وما حولها من مضارب البدو والحضر، وهذه الغزوة -رغم صغرها عسكريًّا- إلا أن فيها من الفوائد الكثير، منها: شجاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومبادرة الصحابة عند النداء للجهاد وشجاعتهم، خاصة سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- الذي قاوم بمفرده جمعًا من مجرمي المشركين وأرهبهم، واستنقذ منهم ما سرقوه من الإبل، بل وأخذ منهم بعض الغنائم، ومن ثم كرَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- معنويًّا وماديًّا، فأثنى عليه، وأعطاه سهمين من الغنائم، وحمله خلفه على ناقته حتى عاد إلى المدينة، وفي ذلك فائدة هامة وإشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم- لتكريم أصحاب الهمم العالية.

 

غزة: بين التخاذل والتفاؤل

        وفي غزة اليوم، وأمام مشهدٍ من العار لم يعرف له التاريخ مثيلًا، تتكشف الغرف المظلمة عن مؤامراتٍ يُحاك خيطها بأيدٍ عربية، تُطالب العدو الجائر بإخماد شعلة المقاومة وتدمير حركات النضال وعلى رأسها حماس، وكأن صوت غزة الحر بات يؤرق عروشهم الواهية، حكامٌ خذلوا أمانة الأمة، تركوا أهلها يواجهون العدوان وحدهم، بل صار بعضهم سيفًا في يد الطغيان، هؤلاء الذين يُفترض أن يكونوا درع الأمة باتوا خناجر في خاصرتها، متناسين أن التاريخ لا ينسى، وأن الأمة التي تصبر على جراحها لن تسامح من خذلها، فماذا يفعل هؤلاء أمام قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ (سورة المائدة: 51-52).

        إن هذه المقاومة -وأمام الغطرسة الصهيونية التي أعادت إلى الأذهان تجبر الأمم الغابرة مرددة بلسان حالها: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} (سورة فصلت: 15)- تبقى عصيَّة على الانكسار، تمامًا كما وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله” (رواه مسلم).

         وفي هذا السياق، نستدعي بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وهم محاصرون في المدينة، بفتح فارس والروم رغم قلة ذات اليد وشدة البلاء، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر بنقطة تحول في حياة الدعوة، وهكذا سيكون -بإذن الله تعالى- مع الكيان الصهيوني الغاصب، إن أمل النصر هو سلاح المؤمنين، واليقين بوعد الله هو ما يحرك الأمة نحو الفعل الإيجابي؛ لأن الأمة التي تستمد قوتها من إيمانها بالله لا تنكسر مهما طال ليل الظلم: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (سورة فاطر: 43).

        وأمام هذا المشهد العصيب، لا بد أن تستشعر شعوب الأمة دورها ومسؤوليتها؛ إذ إن نصرة غزة ليست خيارًا، بل واجبًا شرعيًّا وأخلاقيًّا؛ فالتغيير يبدأ من إرادة الشعوب قبل أن يتجسد في قرارات الحكام، إن الواجب اليوم على شعوبنا العربية والإسلامية -بعدما تبين لها حالة الخذلان والتخلي عن المقاومة من قبل حكام العرب والمسلمين- أن تتجاوز حالة السكون، فتتحول إلى قوة فاعلة تضغط على الحكام وتناصر الحق، إن النصر لا يتحقق بالدعاء وحده، مع أهميته، بل يحتاج إلى عمل مستمر ودعم لا ينقطع للمقاومة الصامدة ماديًّا ومعنويًّا، ونشر الوعي بالقضية في كل محفل، والضغط على الحكومات لوقف هرولة التطبيع، وتعزيز المقاطعة الاقتصادية لكل من يدعم الكيان المحتل، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (سورة الحج: 40)، وعد رباني لا ينقطع، وبشارة تبث الأمل في أمتنا بأن الليل مهما طال فإن الفجر آتٍ لا محالة، بإذن الله.

 

‏المشهد العالمي وعجز المنظمات الدولية

        إن البشرية اليوم، بكل أممها التي لا تمد يدها للضعيف ولا تنصر المظلوم، لن يكون لها مكانة عند الله، بعد أن عجزت كل المنظمات العربية والإسلامية والعالمية عن إيقاف طغيان الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وغالبية دول أوروبا، بسلاحها وأجهزة استخباراتها وإعلامها واقتصادها.

        إن العالم الذي يقف اليوم عاجزًا أمام غطرسة هذا الكيان المحتل وممارسته للإبادة الجماعية في غزة والدمار الشامل للمدن والطرق والخدمات في فلسطين ولبنان، يعد شريكًا في المسؤولية ومساهِمًا في جريمة التجويع، وفي قتل أكثر من خمسين ألفًا وجرح أكثر من مائة ألف؛ أغلبهم من النساء والأطفال، وفي تجاوزه لكل المعايير الدولية والخطوط الحمراء؛ بتدمير المستشفيات، ومنع الدواء والغذاء، واستهداف الأطقم الطبية والصحفيين وعناصر المنظمات الدولية، وممارسة التهجير القسري، ورغم ذلك كله فإننا على يقين بأن الحق منصور على الباطل، وأن الله العلي القدير، القاهر فوق عباده، مطّلع على طغيان المتجبرين بالقوة، وخيانة الخائنين، وجُبن المتخاذلين عن مساندة الحق، وهو سبحانه على نصر المظلومين وإهلاك المتجبرين وأعوانهم لقدير.

 

مصرنا الحبيبة إلى أين؟

        وفي مصرنا الحبيبة مازال النزيف مستمرًا، نزيف مصادر الثروة بالبيوع المشبوهة للأراضي والمصانع ومؤسسات البنية التحتية أو رهنها للشركات متعددة الجنسيات، ونزيف دماء المواطنين بالآلاف على الأسفلت ما بين 5-6 آلاف ضحية سنويًّا، وأربعة أمثال ذلك من المصابين والمعاقين وخسائر مادية تقدر بالمليارات؛ لغياب الإدارة والعدالة وسقوط النظم المرورية في مستنقع الفساد والجباية وافتقاد الكفاءة أو نية الإصلاح بل ومطاردة المصلحين، ونزيف مدخرات المصريين بذباب السلطة من سُرَّاق ودجالين ومشعوذين ونصابين ومحتالين.

        وحالة التردي الاقتصادية مستمرة في انحدار لا يتوقف، وكأن الإفساد وتخريب الحياة الاقتصادية أحد الشرايين التي يتغذى عليها قادة الانقلاب وأعوانهم، غير عابئين بما أصاب المواطن البسيط من ضيق في العيش وقلة في الموارد لصالح طغمة من الفاسدين الذين تولوا مقاليد الأمور وتسلطوا على العباد بعد أن استحوذ الجيش على ما يقرب من 45% من حجم الاقتصاد المصري، في تجاوز لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة، وعدم الخضوع للرقابة المالية أو الإدارية من مؤسسات الدولة، واختلال مبدأ الشفافية.

        لقد صار الفساد حقيقة غير خافية على أحد، وثقتها الأجهزة الرقابية والمؤسسات الدولية التي أكدت التلاعب بالمنح والقروض وتضخم الثروات في البنوك الأجنبية، حيث كشفت جريدة “فورين بوليسي” من خلال تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات ضياع ما يقرب من 76 مليار دولار بسبب الفساد خلال عام واحد في 2016.

         ثم جاء تقرير مؤشر مدركات الفساد الصادر عن المنظمة الدولية للشفافية في يناير 2024 ليضع مصر في المرتبة رقم 108 من بين 180 دولة حول العالم في مؤشرات الفساد، مما ينذر بوضع كارثي، حيث لم تحصل الدولة المصرية على أكثر من 35 نقطة من مجموع 100 نقطة للتقييم، وهو ما دفع مديرة صندوق النقد الدولي في زيارتها الأخيرة إلى مطالبة الانقلاب بضبط النفقات والتقليل من الإهدار في المشاريع غير ذات الأولوية، مع التوصية الدائمة برفع الدعم وتقليل قيمة العملة المصرية، مما يعني مزيدًا من الديون والتراجع الاقتصادي، بالرغم من محاولات هذه المؤسسات دعم الانقلابيين بكل ما استطاعوا من أدوات اقتصادية، إلا أن منظومة الفساد التي يديرها رؤوس السلطة الانقلابية في مصر باتت خنجرًا في خاصرة الاقتصاد المصري، ولا عزاء للمواطنين البسطاء الذين باتوا يعانون تحت وطأة سوء الإدارة من جهة، والفساد المتجذر من جهة أخرى.

 

من أخبار الجماعة

        شاركت ”جمعية رابعة" بتركيا في المعرض العالمي الذي نظمه اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، والذي حضر فيه ممثلون للهيئات الخيرية من أكثر من 60 دولة وشارك فيه آلاف الزوار، وذلك في الفترة من 21 إلى 23 نوفمبر 2024م.

        وقامت الجمعية خلال المعرض بالتعريف بجهود جماعة الإخوان المسلمين من خلال كتيب “الإخوان المسلمون.. رحلة عطاء”، والذي تضمن شرحًا لأهداف الجماعة وظروف تأسيسها ودورها في المشروع الإسلامي، وعرضًا لإسهامات الجماعة على كافة المستويات الدعوية والسياسية والخيرية والخدمية، كما تضمن تعريفًا بأبرز قيادات الجماعة ورموزها الفكرية، وتناول الكتاب عرضًا للقضية المصرية وما آلت إليه الأمور في مصر بعد الانقلاب العسكري.

 

واللهُ أكبرُ  وللهِ الحمد

 

أ. د. محمود حسين

القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة " الإخوان المسلمون "

الأحد: 29 جمادى اﻷولى 1446 هجرية - الموافق 01 ديسمبر 2024م