أكد مؤتمر ولاية الجزيرة السوداني، أن مجازر مليشيا الدعم السريع المدعم من الإمارات تسببت في وفاة 69 شخصًا جراء اجتياح قوات الدعم السريع لقرية "ود عشيب" بمحلية شرق ولاية الجزيرة، بينهم 42 شخصًا قتلوا رميًا بالرصاص، و27 آخرين ماتوا بسبب الحصار وانعدام العلاج.

وانتقلت العمليات خلال الـ24 ساعة الأخيرة إلى الفاشر، وكانت محور عمليات المليشيا قبل نحو 4 شهور، وقال مراسل قناة "الجزيرة" إن  قوات الدعم السريع قصفت مناطق شرق ووسط الفاشر، والطيران الحربي استهدف آليات عسكرية للدعم السريع بمنطقة "جقو جقو" شرق المدينة.

مجلس الأمن

وكان قرار مجلس الأمن بشأن السودان - الذي عرقله الفيتو الروسي - حمل إدانة مغلظة لانتهاكات قوات الدعم السريع في مناطق متعددة بالسودان، ويطلب إنهاء الحصار على مدينة الفاشر وإيقاف العمليات العسكرية.

 

وعلق الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني شريف محمد عثمان لـ"الجزيرة مباشر" أن "روسيا دافعت عن مصالحها المرتبطة بالتعدين عن الذهب، وطموح قاعدة عسكرية بالبحر الأحمر، باستخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن بشأن السودان وليس مصالح القوات المسلحة".
 

وأضاف أن "طريقة إدارة المجتمع الدولي لمسألة إنهاء الحرب في السودان لم تكن صحيحة، والوصول لوقف إطلاق النار لا يتم بمعزل عن الإطار السياسي".
 

وأوضح أن "الوصفة المثالية للتدخلات الخارجية في السودان هي ضعف وهشاشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعمقها حالة الحروب المستمرة لفترات طويلة".

 

محاولات مستمرة للدعم

وكشف عضو المجلس الاستشاري السابق لقائد الدعم السريع محمد محمد عثمان، أن تنسيقية "تقدم" - إحدى الأذرع السياسية للمليشيا والقوات - حاولت السيطرة على ساحل البحر الأحمر بتجنيد عدد من أبناء المنطقة، ونعمل على تفكيك مقدرات المليشيا المتمردة.

وضمن إدانة لجان مقاومة عطبرة وولاية القضارف، كشف اجتماع مشترك لها أن المدنيين بالجزيرة يتعرضون لانتهاكات على يد مليشيا الدعم السريع، موضحين أن الغارات الجوية تهدد حياة الأبرياء.

 

وطالبت لجان المقاومة بتحقيق دولي، ومحاكمة كل المتورطين في جرائم كافة الانتهاكات التي تطال أهلنا في مختلف أنحاء الوطن. داعية لتوفير الأمان للمتطوعين في الحقل الإنساني، والفصل بين ما هو إنساني وسياسي، والتوقف عن مضايقتهم من كافة أطراف النزاع.
 

ومن جانبه، قال رئيس جبهة الإسناد الوطني آدم عبدالله "سوداكال"، في تصريحات صحفية، إن مليشيا "آل دقلو" الإرهابية ترتكب جرائم بشرق الجزيرة والفاشر وعموم مناطق تواجدها، وتلك الجرائم لا يمكن التسامح معها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تمريرها دون عقاب قاسي.
 

وأضافت لجان المقاومة أن الشعب السوداني يتطلع - مصطفًا خلف قواته المسلحة والقوة المشتركة - من أجل القضاء على مليشيا التمرد، وأضافت أن جبهة الإسناد تتواجد بقواتها في عدة مناطق وهي قابضة على الزناد للزود عن الوطن والعرض، في مواجهة مليشيا غاشمة استباحت الدم السوداني


البرهان: المليشيا إلى زوال

وبشر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان "أن هذه الحرب إلى نهايتها، وأن هذه المليشيا إلى زوال، ولن تكون لها فرصة في التواجد بالساحة السياسية هي وداعميها".

 

وشدد البرهان أن المجلس الانتقالي والحكومة "لن نذهب لمفاوضات أو نوقف إطلاق النار إلا بانسحاب كامل، وفتح الطرق والحصار من الفاشر، وتجمع المليشيا في مناطق محددة ولن نكرر تجربة ما حدث في جدة".
 

وللمؤتمر الوطني قال: "لن نقبل بأي عمل سياسي مناوئ يهدد وحدة السودان أو يهدد وحدة المقاتلين.. ليس لدينا اعتراض باستكمال الفترة الانتقالية بواسطة حكومة مدنية من المستقلين نتوافق عليها كسودانيين جميعًا".


وكان  أمين المؤتمر الوطني قال إن "حديث البرهان عن المجاعة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع لا يعفيه من المسئولية الأخلاقية تجاه السودانيين، وتفعيل الإجراءات التي تزيل خطر الجوع عنهم".

 

واستدرك أن "هذا الوقت تحديدًا مبكر جدًا لخلط المسارين الأمني والسياسي مع بعض"، حيث إن "الحرب انتهكت الشعب السوداني وأفقرت عددًا كبيرًا منه" بحسب تصريحاته.
 

وحذر البرهان من أن "مستقبل التعامل والتحالف مع دول العالم والإقليم سيكون مبنيًا على مخرجات ومحصلات هذه الحرب.."، مشددا على أنه ".. لا يوجد فرصة لأي مهادنة أو مصالحة مع أعداء الشعب السوداني".