ما زالت أصداء الاعتداء الذي نفذه محتجون إثيوبيون يعيشون في بريطانيا ضد الوفد العسكري الإماراتي بمعرض في لندن بسبب ما قالوا أنه مشاركة الإمارات في مجازر الإبادة التي ارتكبت ضد قبائل أمهرة (مسلمون) في إثيوبيا على غرار مشاركتهم بأسلحتهم في مذابح التيجراي قبل سنوات شمال إثيوبيا.

وسارعت أبوظبي إلى إرسال وزير إماراتي لإثيوبيا لمناقشة قضايا أمنية لعل منها الهجوم على محمد بن زايد بالهتافات واللافتات في لندن، إلا أن ناشطين رأوا أن صورة شيطان العرب في أديس أبابا ليست أقل من دور دولة احتلال غربية.

وكتب مصطفى علي الاسدي @karimaljanabi4، "..شيطان العرب محمد بن زايد قاتل الأطفال في السودان واليمن وإثيوبيا وليبيا والصحراء الغربية وغزة..".
https://x.com/karimaljanabi4/status/1854582630723022894
 

إدعاءات الذباب الإلكتروني
   وبالمقابل، علق بعض الإماراتيين مدافعين عن شيطان العرب، ومنهم حساب @Nas911059482890 الذي ادعى: "الإمارات سبب الحرب في اثيوبيا وفي السودان وفي العراق وفي فلسطين وفي اليمن وفي سوريا وفي ليبيا وفي المريخ وفي عطارد ومع الكائنات الفضائية .. يعني أمريكا بكبرها مادخلت في كل هالحروب وهي دوله عظمى ولا بعد في كل تقرير ضروري يكون اسم إسرائيل موجود عشان المغفلين يصدقون كذبكم".

وتساءل حساب @mdbwmr8 الإماراتي "طيب ما دخل الامارات ،، الامارات باعت شحنه أسلحه لحكومة إثيوبيا حكومة لحكومة وليس مليشيات ،، إذا فيه مشاكل داخل إثيوبيا فذلك شأنهم وشأن داخلي وحكومتهم الإثيوبية تعالج المشاكل بينهم".

الإمارات.. فسادٌ في الأرض
   ومن جانب المعارضين، دل حساب (أبو سبأ) عن السبب وراء جرائم الإمارات وعبر @ded_noth_55 قال: "نصف استثمارات إثيوبيا برأس مال إماراتي ، هذا الخادم العبد كل المجازر فيما بينهم الخدم لأسباب عرقية ، ولو الإمارات سحبت فلوسها بترجع إثيوبيا صومال آخر ..".

كما أشار آخر إلى ما أثبتت الإمارات لنفسها منذ إعلان التطبيع مع العدو الصهيوني الممتد لسنوات في 2020 واتفاقات إبراهيم وعبر @FutureArk0 قال: "حكومة الإمارات أفسدت في الأرض وتحب تدخل في كل الدول وتقلبها حروب خدمة للصهاينة!! .. السودان الصومال إثيوبيا ليبيا النيجر مالي.. وحتى السعودية ما سلمت منها لدرجة أن سفراءها يسبوا ويستهزءوا بالسعودية!!  وهم يمثلون حكومة الإمارات".
https://twitter.com/FutureArk0/status/1854603319404122117
 

من تحالف إلى أعداء
   وكانت قوات فانو أمهرة تحالفت مع قوات آبي أحمد في الحرب على إقليم تيجراي، إلا أن آبي أحمد نكث بوعوده لهم. 

وفي 22 يونيو 2022، قتلت ميليشيات مسيحية مسلحة في إثيوبيا متحالفة مع آبي أحمد أكثر من 200 مسلم في ولاية أمهرة، في واحدة من أبشع المجازر، ولم تتعرض لها وسائل الإعلام بما يتناسب مع حجم الكارثة !

وتقوم شرطة أديس أبابا التابعة لنظام آبي أحمد باعتقالات عشوائية ضد أفراد من عرقية الأمهرة الإثيوبية بتهمة انتمائهم إلى جبهة فانو أمهرة التي تقاتل ضد نظام آبي أحمد.

وينحدر أفراد شرطة أديس أبابا الى عرقية أوروميا وتعتقل جميع شباب الأمهرة في العاصمة وتزج بهم في السجون وتعذبهم ثم تقتلهم.

وبالمقابل، تنفذ قوات فانو أمهرة المعارضة لحكومة إثيوبيا أحدث عملياتها بقرب منطقة السد النهضة.
ففي منطقة ميتيكل قاتلت ضد مواقع قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، وكبدت جنود قوات الدفاع الوطني الإثيوبية خسائر فادحة حيث قُتل أكثر من 35 جنديًا وأصيب العديد.
ويقع سد النهضة في نفس المنطقة مع وجود قوات الدفاع الوطني الإثيوبية بشكل كثيف.

وأسرت  جبهة تحرير أمهرة (فانو) في إثيوبيا العشرات من قوات الاحتلال الفيدرالية الإثيوبية التي تمارس أعمال وحشية في الإقليم مع تلقيها هزائم مذلة من قبل الجبهة بعد مقتل 60 مدنيًا في غارات بطائرات بدون طيار (طائرات من الإمارات) في ولاية أمهرة الإثيوبية.
 

حرب التيجراي
   ومنذ 2021، شكل جيش صاحب نوبل للسلام آبي أحمد وجيش حليفه أسياس أفورقي وقوات أمهرة مذابح وجرائم حرب ضد الأطفال والنساء في إقليم تيجراي.
كلهم يدعون التقدمية وحماية حقوق النساء، لكن الحقيقة عكس ذلك، وهي ما أثبتته منظمة العفو الدولية في أغسطس من ذلك العام. 

وحرب التيجراي كانت الأولى قبل سنوات حيث دارت بين حكومة إقليم تيجراي، بقيادة جبهة تحرير تيجراي الشعبية، وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية (إي إن دي إف) بمساعدة الشرطة الفيدرالية الإثيوبية وشرطة الولاية الإقليمية وقوات الدرك في منطقة أمهرة المجاورة ومنطقة عفر مع ذكر تورط قوات الدفاع الإريترية.

وارتُكبت جـرائم حـرب من قبل الطرفين أثناء الحـرب (وإن كانت في جانب الدولة أكبر) والأسباب قديمة جداً جذورها ممتدة منذ عقود حيث أن إقليم تيجراي ينتمي رسميا إلى الأراضي الإثيوبية، وفي شماله تقع إريتريا، ويعتبر الإقليم منطقة جبلية.
ويعاني إقليم تيجراي من نقص كبير في المياه إلا أنه يمتلك أهمية تاريخية وعسكرية؛ ففي أواخر القرن 19 تسبب رحيل يوحنا الرابع آخر إمبراطور من تيجراي؛ في انحسار سلطة شعب التجراي في المنطقة.

   وفي 1944 تغيرت موازين الحكم في إثيوبيا بعد انقلاب الجيش على الإمبراطور هيلاسيلاسي وتحول نظام الحكم لماركسي شيوعي بدعم الاتحاد السوفيتي، وعين الضابط منجستو هيلا مريم رئيسا للبلاد.

وقال ناشطون إنه لمدة 17 عاما عانت إثيوبيا من الفقر والمجاعة بسبب الحروب الأهلية بين الجيش الإثيوبي والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بين عامي 1991، 2018.
وتقلدت جبهه تحرير تيجراي أهم المناصب السياسية في إثيوبيا إلى أن حصل آبي أحمد علي منصب رئيس الوزراء واتهمه التيجراي بإقصائهم تدريجاً من السلطة.
وفي 2020 عقدت جبهه تحرير تيجراي انتخابات في إقليم تيجراي في تحدٍ لحكومة آبي أحمد؛ ومن هنا بدأت الحرب في نوفمبر 2020.
http://https://amnesty.org/ar/latest/news/2021/08/ethiopia-troops-and-militia-rape-abduct-women-and-girls-in-tigray-conflict-new-report/