في مقال بصحيفة واشنطن بوست بعنوان "أنتوني بلنكن يحاول وقف ثلاثة حروب متوازية في الشرق الأوسط" كان متوازيا مع "يوم الانتخابات في الولايات المتحدة ربط كاتبه الصهيوني ديفيد انغاشيوس بين معالجة وزير خارجية واشنطن بلينكن ل3 حروب متوازية يوظف فيها منهجه وسياسة البيت الأبيض تجاه إيران ولبنان وغزة وبين الرئيس الجديد بقوله: "ويعلم الأميركيون و"الإسرائيليون" على حد سواء أنه سيكون من الصعب التخطيط لأي شيء حتى يستقر الغبار السياسي".

وعبر الكاتب عن أن تغيير الرئيس يمكن أن يمنع "العديد من الفرص لإنهاء كابوس الحرب في الشرق الأوسط، على الأقل لفترة من الوقت"، مضيفا "ولكن ما الذي يمكن أن يحدث خطأ هنا؟".
 

الهبوط الآمن
   وتحت عنوان "غزة، هي ثالث طائرة مثقوبة بحاجة إلى الهبوط الآمن، وقد تكون الأصعب" مستلهما من تشبيه بلينكن للأزمات الثلاثة بطائرات مثقوبة تحاول أن تهبط بأمان!
وأقر الكاتب أن الجهود التي استمرت لمدة عام للتفاوض على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة قد تعثرت.

واستدرك أنه "يبدو أن بلينكن مستعد الآن للمضي قدماً بخطة "اليوم التالي" للحكم الانتقالي في غزة ــ وضع قضية إطلاق سراح الرهائن (والإطلاق المتبادل للسجناء الفلسطينيين) على مسار منفصل كجزء من التسوية النهائية الشاملة، وقال الصهيوني إن "إسرائيل" تدعم هذا البديل".

وعن اليوم التالي أشار الكاتب إلى أن "عملية الانتقال في غزة، كما يتصور بلينكن، سوف يبدأ بدعوة من السلطة الفلسطينية إلى الدول الأوروبية والعربية المعتدلة لتوفير القوات العسكرية لبدء عمليات الاستقرار في غزة، وسوف توفر الولايات المتحدة مركزاً عسكرياً للقيادة والسيطرة لهذه الجهود، ومقره مصر بالقرب من حدود غزة".

وعن تصور المعسكر الصهيوني الأمريكي قال: "المسؤولون الأميركيون و"الإسرائيليون" يقولون إن الإدارة الانتقالية في غزة سوف تكون منفصلة عن السلطة الفلسطينية ولكنها سوف تعتمد على بعض موظفيها، فضلاً عن فلسطينيين آخرين غير تابعين لحماس، وسوف تدعم الدول الأجنبية الجهود الأمنية في غزة، ولكن القوات الفلسطينية غير التابعة لحماس سوف تقوم بالعمل الشاق المتمثل في الحفاظ على القانون والنظام، وتتوقع إدارة بايدن أن تحظى هذه الترتيبات الانتقالية بدعم من شكل ما من أشكال تأييد الأمم المتحدة".

خطة بن زايد
   وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن خطط بلينكن "لليوم التالي" تستند إلى المحادثات التي بدأت في يوليو بين الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، ورون ديرمر، المستشار السياسي الأقرب لنتنياهو، وقد دمج بلينكن أفكارهما مع اقتراحات من مصر والأردن وقطر وحلفاء آخرين.

وزعم الكاتب أن زيادة الوضع الإنساني في غزة سوءًا يومًا بعد يوم، "الشاغل الأكثر إلحاحًا لدى بلينكن"!

ونقل ما كتبه بلينكن "ووزير الدفاع لويد أوستن إلى الاحتلال الصهيوني برسالة في 13 أكتوبر يطالبان فيها بإجراء 15 تغييرًا في السياسة ــ مثل فتح المزيد من المعابر الحدودية والسماح بمزيد من شاحنات الإغاثة ــ لتحسين المساعدات الإنسانية في غضون 30 يومًا أو مواجهة حظر الأسلحة الأمريكي، وقال المصدر المطلع على التفكير الصهيوني إن الحكومة تأخذ القائمة "على محمل الجد" ويضيف "سترى مسارًا للتحسن في معظم القضايا بحلول الأسبوع المقبل".
 

انتقال المعركة للضفة
   وأقر الكاتب إن بلينكن يخشى أن تكون ساحة المعركة التالية هي الضفة الغربية حيث يريد نتنياهو إحياء الوعود التي قطعها الاحتلال في اجتماع التاسع عشر من مارس 2023 في شرم الشيخ بمصر، حيث تعهدت قيادة الاحتلال في ذلك الاجتماع بعدم مناقشة أي مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لمدة أربعة أشهر، ولن تصرح بالبؤر الاستيطانية لمدة ستة أشهر وستتخذ خطوات أخرى للحد من العنف، وتم التوقيع على البيان من قبل الاحتلال الصهيوني ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، وقال الكاتب الصهيوني المطلع على تفكير حكومته: "ليس لدينا مشكلة في العودة إلى هذه التفاهمات".
 

مكافأة هبوط طائرة غزة
   وألمح الكاتب إلى أن مكافأة الهبوط الآمن لطائرة غزة، أن "هناك منطقة أخرى يمكن أن يتحقق فيها اختراق، حيث لا تزال المملكة العربية السعودية تناقش شروط اتفاق لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، ويخطط الجمهوريون والديمقراطيون في مجلس الشيوخ، إذا انتهت حرب غزة وتمكن نتنياهو من ابتلاع صيغة مسار نحو الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف، لتمرير ضمان أمني تمكيني للمملكة العربية السعودية خلال جلسة "البطة العرجاء" للكونجرس في يناير.
 

الأكثر خطورة
   ورأت الصحيفة أن "الصراع بين الاحتلال وإيران الأكثر خطورة من بين الحروب الثلاث" وأن التوترات بدت أنها خفت الشهر الماضي بعد جولتين من الهجمات الصاروخية الإيرانية والانتقام الصهيوني الدقيق!
وأشارت إلى أنه قرر الاحتلال الانتقام المحدود الشهر الماضي جزئيًا لأن الولايات المتحدة عرضت صواريخ ثاد المضادة للطائرات، على الرغم من حذر الرئيس جو بايدن بشأن تعريض طاقم ثاد المكون من حوالي 100 جندي أمريكي للخطر.
وقالت إن بلينكين يخشى الآن أن تشجع إيران الميليشيات الشيعية في العراق على إطلاق طائرات شاهد بدون طيار على الاحتلال، لشن ضربة غير مباشرة.

وعن جهود بلينكن المساندة للكيان بالمطلق، قالت "نجا العراق حتى الآن من الهجمات الصهيونية، لكن بلينكين حذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من أن الهجوم الجديد قد يؤدي إلى رد صهيوني مدمر، وأن إيران قد تكون هدفًا أيضًا. يأمل بلينكين أن تكون إيران قد فهمت الرسالة.".

واستعرض الكاتب رد المصدر الصهيوني "ليس من نيتنا التصعيد" مع إيران، وأضاف "أنا لا أعتقد أن التصعيد هو نية إيران أيضًا"، ولكن "لا يزال هناك بعض المجال للخطأ في التقدير" وإن لم يعلق بتصريح من بلينكن.
 

المسألة في لبنان
   وقالت الصحيفة الأمريكية أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية لوقف إطلاق النار تحظى بدعم قوي من كبار المسؤولين اللبنانيين، كما اكتشفت في محادثات في بيروت الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان، وقد أعرب كلاهما عن دعم قوي لوقف إطلاق النار ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان لنزع سلاح حزب الله بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

وأضافت أن الاحتلال يبدو أنه على استعداد للتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان أيضًا، وقال مسؤول دفاعي صهيوني كبير بلينكن يوم الاثنين أن قيادة قوات الدفاع الصهيوني تعتقد أنها أنجزت مهمتها في إضعاف حزب الله، ووافق المطلع الصهيوني على أن جيش دفاع الاحتلال يشعر أن الوقت قد حان للخروج والذهاب إلى صفقة" مضيفًا "نحن في مكان حيث نأمل في تأمين الصفقة في الأسبوعين المقبلين".

وقالت إن عاموس هوكشتاين توصل إلى تفاصيل اتفاق السلام في لبنان الأسبوع الماضي، أثناء زيارة للاحتلال، وقد أخبرني المسؤولون الصهاينة والأميركيون أن هناك اتفاقاً على خريطة تحدد المنطقة في جنوب لبنان حيث ستتولى القوات المسلحة اللبنانية المسؤولية من حزب الله بموجب القرار 1701 وعلى إجراءات القوات المسلحة اللبنانية لنزع سلاح الميليشيا، ويتوقع بلينكن أن يصدر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قريباً مرسوماً يحدد صلاحيات القوات المسلحة اللبنانية.

وتابعت: "صُدمت سلطات الاحتلال باتساع شبكة أنفاق حزب الله ومراكز القيادة تحت الأرض في جنوب لبنان، والتي تم تزويدها بالسيارات والدراجات النارية لشن هجوم عبر الحدود وصفه أحد المسؤولين الأميركيين بأنه "السابع من أكتوبر مع منشطات". لقد نجح جيش دفاع الاحتلال في تطهير مخابئ حزب الله هذه على مدى الشهر الماضي، ويقدم انسحاب الميليشيا فرصة للسيادة اللبنانية وصفها "الإسرائيلي" المطلع بأنها "فرصة فريدة لم تتح لنا منذ سنوات عديدة".
 

الدعم السوري
   وأوضحت الصحيفة أنه من بين الجوانب المثيرة للاهتمام في الدبلوماسية اللبنانية أن كلاً من الاحتلال والولايات المتحدة تريدان المساعدة السورية لمنع إيران من الاستمرار في إمداد حزب الله عبر الحدود السورية.

وأبانت أن المسؤولون الأميركيون والصهاينة يعتقدون أن بشار الأسد قد يدعم مثل هذه الضوابط لأنه أصبح مستاءً من الوجود الإيراني القاسي في دمشق، وإذا حد الأسد من عمليات إعادة الإمداد الإيرانية، فإن إدارة بايدن تبدو مستعدة لإيماءات متبادلة، على أساس "خطوات إيجابية مقابل خطوات إيجابية"، كما قال الأميركي المطلع.

وقال المصدر الصهيوني: "نحن نأمل أن نتمكن من إقناع الأسد، على الأقل، بوقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا، وربما أكثر"، واتفق على أن "الولايات المتحدة مستعدة لمنح السوريين بعض الفوائد إذا سلكوا هذا الطريق".