تستند سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط إلى نوعين من الأهداف، ثابتة ووظيفية.
تشمل الثابتة: حماية الاحتلال، وضمان تدفق صادرات النفط، ودعم الأنظمة الحليفة، والوظيفية: الإصلاح السياسي والاقتصادي، والنموذج الليبرالي في الديمقراطية، والحريات وحقوق الإنسان، والمطالبة بالتغيير السياسي وإعادة ترتيب المنطقة وفق خارطة جيوسياسية جديدة.

تسعى واشنطن إلى إعادة تقسيم المنطقة إلى كيانات سياسية ومكونات اجتماعية، عرقية، طائفية، وإثنية، باستخدام القوة العسكرية “الصلبة” في التعامل مع الشؤون الدولية.
 

استراتيجية إدارة بايدن حول الشرق الأوسط
   وضعت استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن إطاراً جديداً لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يقوم على بناء شراكات وائتلافات وتحالفات لتعزيز الردع، مع استخدام الدبلوماسية لتهدئة التوترات، وتقليل مخاطر نشوب صراعات جديدة:

  • دعم وتعزيز الشراكات مع الدول التي تشترك في النظام الدولي القائم على القواعد، والتأكد من أنها قادرة على الدفاع عن نفسها ضد التهديد الخارجي.
  • عدم السماح للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط للخطر، بضمنها مضيق هرمز وباب المندب.
  • مع قيام الولايات المتحدة بالعمل على ردع التهديدات التي تزعزع الاستقرار الإقليمي، فإنها ستعمل على تقليل التوترات وخفض التصعيد وإنهاء النزاعات.
  • تعزيز التكامل عبر بناء روابط سياسية واقتصادية وأمنية بين شركاء الولايات المتحدة من خلال هياكل دفاع جوي وبحري متكاملة.
     

ما بعد أحداث 7 أكتوبر
   دينيس روس (المساعد الخاص السابق للرئيس أوباما): بعد مرور عام، تم تقليص تهديد “حماس” ليصبح غير عسكري، وصمود الكيان أمام هجومين مباشرين من إيران، كما تم تدمير القيادات الرئيسة في “حزب الله”.
ومع ذلك، لا يزال خطر التصعيد قائماً، وإنهاء هذا الصراع لن يكون أمراً سهلاً. لكن تحقيق هذا الهدف من شأنه أن يجلب إمكانات جديدة لتحوّل إقليمي عميق، وأبرزها فرصة استعادة السيطرة على لبنان من “حزب الله” وتحقيق التطبيع بين الاحتلال الصهيوني والسعودية، (إلى جانب معاهدة الدفاع التكميلية بين الولايات المتحدة والسعودية).

من أجل تحقيق هذه الفرص الدبلوماسية، يجب على المسؤولين الأمريكيين تشجيع قيادة الاحتلال على تحويل مكاسبها العسكرية التكتيكية والعملياتية إلى نجاح سياسي استراتيجي.
كما يجب عليهم إقناع إيران بأن واشنطن مستعدة لفرض ثمن باهظ إذا استمر النظام ووكلاؤه في زرع الفوضى في المنطقة.

بعد عام من الآن، عندما تحيي الدول الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، يمكن أن تشهد المنطقة تحولاً جذرياً نحو الأفضل – ولكن فقط إذا استغلت الولايات المتحدة هذه اللحظة من خلال اتباع نهج منسق يشمل الحكومة بأكملها.

يتطلب ذلك توسيع نطاق السلام العربي-الإسرائيلي، وتقليص التهديد الإيراني، وتحرير لبنان من هيمنة “حزب الله”، والتعامل بشكل هادف مع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.