أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان مشترك، مساء اليوم الخميس، اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة، فيما كان  وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد أكد في رسالة بعثها إلى وزراء خارجية عدد من الدول، اغتيال السنوار. وجاء في البيان المشترك، أنه: "يعلن الجيش والشاباك أنه في ختام عملية مطاردة استغرقت عاماً كامل قضت يوم أمس قوات من الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة على يحيي السنوار، زعيم حماس. لقد نفذ الجيش والشاباك عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيي السنوار مما أسفر أخيراً عن القضاء عليه".

ووفقاً لذات البيان، فإنه "على مدار الأسابيع الأخيرة تعمل قوات الجيش الإسرائيلي والشاباك بقيادة المنطقة الجنوبية العسكرية وفرقة غزة في منطقة جنوب قطاع غزة بناء على معلومات استخبارية لجهاز الشاباك وهيئة الاستخبارات التي أشارت إلى مناطق مشبوهة قد يتواجد في داخلها قادة حماس. قوة من لواء 828 عملت في المنطقة رصدت وقتلت ثلاثة مخربين (على حد تعبير البيان). وبعد استكمال عملية تشخيص الجثة يمكن التأكيد أن .. يحيى السنوار قد قُتل".

وجاء في البيان أنه خلال نشاط لقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، "جرى القضاء على ثلاثة عناصر في حماس، وأن الجيش والشاباك يفحصان احتمال أن أحد الثلاثة هو يحيى السنوار، لكن في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائياً من هويتهم"، فيما أكدت القناة 12 العبرية نقلاً عن مصادر إسرائيلية مقتل السنوار.

وبحسب البيان، فإنه لا توجد مؤشرات على وجود محتجزين إسرائيليين "في المبنى الذي كان عناصر حماس داخله"، فيما تواصل قوات الشاباك وجيش الاحتلال، "العمل في الميدان تحت إجراءات الحذر المطلوبة"، وفق ما زعم البيان.

ولم يُشر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة التي قتل فيها السنوار، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه قد اغتيل في منطقة تل السلطان، في مدينة رفح، جنوبيّ القطاع.

تفاصيل الاشتباك مع السنوار
بحسب وسائل إعلام عبرية، فإن الأمر حدث بالصدفة، عندما شاهد الجنود مسلحين في المبنى، ثم جرى إطلاق النار. غير أنّ القناة 13 نقلت عن مسؤولين أمنيين لم تسمّهم، أنّ "القوات لم تكن في المنطقة بالصدفة"، رغم عدم معرفة وجود السنوار فيها، إذ حددها "الشاباك" في الآونة الأخيرة، "باعتبارها مكاناً يختبئ فيه كبار مسؤولي حماس". وتابعت أنه كان "هناك تركيز استخباري على المنطقة، قاد إلى ممارسة ضغط عسكري عليها، ما دفع السنوار إلى التصرف كمطلوب، حتى ارتكب خطأً".

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المواجهة بين جنود الاحتلال والسنوار كانت قبل فجر اليوم، إذ "رصدت قوة إسرائيلية حركة مشبوهة في الطابق العلوي من المبنى، وأطلقت دبابة النار على المنزل، وفي الصباح أرسل الجنود مسيّرة إلى داخل المبنى لإجراء عمليات مسح، وفي هذه المرحلة تعرّفوا إلى الوجه". وتابعت أن الجيش الإسرائيلي رصد في الآونة الأخيرة "نشاطاً غير عادي في هذه المنطقة، لذا تقرر الأسبوع الماضي زيادة عمليات المسح فيها وعدم مغادرتها؛ وعليه أُرسِل لواء بيسلاح إلى المكان".


وذكر موقع والاه أن القوة التي حضرت إلى المكان كانت تجري عمليات مستمرة في المنطقة قرب مبانٍ ونفق. وخلال عملها أُطلقت النار من أحد المباني، لتردّ القوّة بالنار أيضاً. ولدى تمشيط المبنى عُثِر على ثلاث جثث، إحداها تشبه السنوار، مشيرًا إلى أن الاشتباك وقع بالصدفة، دون معلومات استخباراتية مسبقة. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن المحتجزين الإسرائيليين الستة الذين قُتلوا في نفق نهاية أغسطس/آب الماضي ربما كانوا بجوار السنوار.



بدوره، طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من سكرتيره العسكري، الإيعاز إلى الناطق بلسان الجيش، بأن يبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين، بعدم وجود مؤشرات على المساس بمحتجزين في العملية. فيما لمّح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى اغتيال السنوار من خلال منشور على حسابه على منصة إكس، حيث كتب: "سنصل إلى كل مخرّب ونقتله".

بايدن يتلقى إحاطة بشأن تحقق إسرائيل من قتل السنوار
إلى ذلك، تلقى الرئيس الأميركي جو بايدن إحاطة على متن الطائرة الرئاسية التي تنقله الى ألمانيا، بشأن إعلان إسرائيل أنها تتحقق من احتمال قتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار، وفق ما قال مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس. وأضاف المسؤول أنه تمّ إطلاع بايدن على هذه التطورات وهو في طريقه إلى برلين لإجراء محادثات مع زعماء أوروبيين بشأن الحرب في أوكرانيا والأزمة في الشرق الأوسط.


ويُعَدّ السنوار المطلوب الأول لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، إذ يتهمه بالمسؤولية عن عملية "طوفان الأقصى". وقد يشكل اغتياله "انتصاراً" رمزياً كبيراً لإسرائيل. وكانت حركة حماس قد أعلنت في السادس من أغسطس/آب الماضي اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.
ووُلد يحيى السنوار عام 1962 بمدينة خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، ولم يظهر للعلن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقبلها أيضاً لم يكن كثير الظهور منذ إطلاق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011، بفعل إصرار كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على إدراجه في قائمة أسرى التبادل.