قال المحامي والحقوقي خالد علي إن السياسي المعارض يحيى حسين عبد الهادي أبلغه بوصيته، أثناء جلسة تجديد حبسه. وألقي القبض على عبد الهادي، مساء 31 يوليو/تموز الماضي، ووجهت له تهم “الانضمام إلى جماعة إرهابية، وإساءة استخدام وسائل التواصل، وبث ونشر إشاعات وأخبار كاذبة، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، والتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية”، ومنذ ذلك الوقت تجدد النيابة العامة المصرية حبسه على ذمة القضية رقم 3916 لسنة 2024 حصر أمن دولة. وأوضح خالد علي أنه حضر جلسة النظر في أمر تجديد حبس عبد الهادي، بحضور أكثر من 10 محامين وحقوقيين، كاشفا أن الأخير قال له “أعلم أنني لن أخرج، لكن وصيتي التي أبلغك يا أستاذ خالد، وأبلغ كافة الأساتذة المحامين الحاضرين، وأبلغ النيابة، في حالة موتي كفنوني في ملابس الحبس لأحاجج بها كل من ظلمني وظلم بلدي”. ولاقى منشور خالد علي تفاعلا مع العديد من المصريين الذين أعربوا عن حزنهم لاحتجاز يحيى حسين عبد الهادي واستمرار تجديد حبسه. وكانت السلطات ألقت القبض على عبد الهادي، منتصف يناير/كانون الثاني 2019، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات، قبل أن يخرج بعفو رئاسي في يونيو/حزيران 2022. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أخلت نيابة مدينة نصر (شرق القاهرة) سبيل عبد الهادي بضمان مالي، بعد اتهامه بإهانة رئيس الجمهورية ونشر أنباء من شأنها تكدير الأمن العام، وذلك على خلفية مقال كتبه بعنوان “هي ثورة وإن أنكرها لص أو رئيس”، دافع فيها عن ثورة 25 يناير، مؤكدا أنها ثورة عظيمة لا يضيرها أن يكرهها من وصفهم “بالقتلة ووزراء السّخرة ولصوص المال العام”. من هو يحيى حسين عبد الهادي؟ وولد حسين عبد الهادي في محافظة أسيوط عام 1954، والتحق بالكلية الفنية العسكرية عام 1972، وتخرج فيها عام 1977، وظل يخدم كضابط مهندس حتى عام 1992. بعد خروجه من القوات المسلحة، شارك في تأسيس مركز إعداد القادة، وأصبح مديرا للمركز ووكيلا لوزارة الاستثمار عام 2004، وهو ما أهّله لعضوية اللجنة الرئيسية لتقويم “شركة عمر أفندي”، التي ضمَّت 15 عضوا من قيادات قطاع الأعمال والخبراء. عرف الشارع المصري عبد الهادي بوصفه الذي كشف واقعة فساد في قضية خصخصة شركة “عمر أفندي” التي كانت من كبرى الشركات التجارية وكان لها عشرات الفروع في مصر التي تبيع مختلف البضائع خصوصا مستلزمات المنازل من أجهزة وأثاث ومفروشات وملابس، بعدما قدم بلاغا للقضاء يتهم فيه المسؤولين بإهدار مئات الملايين من الجنيهات. واختاره المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري ليكون ضمن اللجنة التنسيقية لحركة “كفاية” المعارضة للرئيس الأسبق حسني مبارك، كما شارك في قيادة الحركة الشعبية “لا لبيع مصر” المناهضة لسياسات خصخصة الشركات والمصانع الحكومية، خاصة الصفقات التي يشوبها الفساد. https://www.facebook.com/photo?fbid=3458566294288704&set=a.667441923401169