مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تجد الأسر المصرية نفسها في أزمة خانقة نتيجة الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية، حيث تشير غالبية الأمهات إلى أن الزيادات التي تتجاوز 50% في أسعار المواد الغذائية تجعل من المستحيل تجهيز وجبات مدرسية صحية ومشبعة لأطفالهن. وتعاني العديد من الأسر من عدم القدرة على تلبية احتياجات أبنائها في ظل التضخم المتصاعد الذي سجل 26.2% في أغسطس الماضي، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

تقول كوثر محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها كانت تعد وجبات صحية لأبنائها يومياً، ولكن مع الارتفاع الجنوني في الأسعار، أصبح الأمر مستحيلاً. وفي حين تحاول البحث عن بدائل أرخص، تشعر بالذنب لأن أطفالها لم يعد بإمكانهم تناول الأطعمة التي اعتادوا عليها.

من جانبه، يشير الخبير الاقتصادي علاء حسب الله إلى أن أزمة التضخم لا تؤثر فقط على الميزانيات المنزلية، بل تهدد صحة الأجيال المقبلة من الأطفال. ويطالب بضرورة تبني الحكومة لبرامج دعم الأسر الفقيرة عبر تقديم وجبات مدرسية مجانية أو بأسعار رمزية، محذراً من أن استمرار هذه الأزمة سيؤدي إلى جيل يعاني من نقص التغذية وضعف الأداء الدراسي.