أسفرت هجمات قوات الدعم السريع في السودان عن مقتل العشرات خلال يومين، مع تصاعد المواجهات مع الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، التي تشهد قتالًا عنيفًا وسط قلق دولي متزايد بشأن ارتفاع حدة الصراع المستمر منذ عامين. في الفاشر، ولاية شمال دارفور، نفذت قوات الدعم السريع قصفًا عنيفًا يوم الجمعة، أسفر عن مقتل 30 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات بجراح مختلفة، وفقًا لمصادر طبية من المستشفى الجامعي في المدينة المحاصرة. ويأتي هذا الهجوم في إطار حملة واسعة بدأت الأسبوع الماضي، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من وقوع جرائم بحق المدنيين بدوافع عرقية حال سقوط المدينة. كما أفادت تقارير بوقوع 18 حالة وفاة في هجوم استهدف أحد أسواق المدينة يوم الخميس، حيث أوضح مصدر طبي أن بعض الضحايا لقوا حتفهم حرقًا أو بشظايا القذائف. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب عن "قلق بالغ" إزاء تصعيد النزاع في السودان خلال حديثه مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان. وقد وُجهت اتهامات لطرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية. معارك في الخرطوم تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ فجر الخميس في عدة محاور بالعاصمة الخرطوم، حيث أعلن الجيش عن استعادة السيطرة على حي في مدينة بحري من قوات الدعم السريع، التي كانت تسيطر عليه منذ بداية النزاع. وفي جنوب العاصمة، قصفت قوات الدعم السريع مواقع الجيش باستخدام المدفعية والطائرات المسيرة، مما دفع الجيش إلى الرد بقصف جوي، مما أسفر عن معارك عنيفة في المنطقة. ومنذ أبريل 2023، تواصل المعارك بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة. وأوصت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان بفرض حظر على الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام لحماية المدنيين، مشيرة إلى أن "الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مسؤولان عن هجمات على مدنيين وتنفيذ عمليات تعذيب واعتقال قسري".