في الأيام الأخيرة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل والقلق بعد التقارير التي تحدثت عن تفجيرات استهدفت أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، ما أسفر عن خسائر في الأرواح والمعدات. هذه الأحداث دفعت الكثيرين للتساؤل حول مدى انتشار هذه الأجهزة في مصر، وسط مخاوف متزايدة من احتمالية تعرض مستخدمي الهواتف الذكية، وخاصة هواتف شركة "أبل"، لمخاطر مشابهة. فما هي حقيقة وجود أجهزة "البيجر" أو "الووكي توكي" في مصر؟ وهل هناك تهديد حقيقي للمستخدمين؟ تصاعد الشائعات والتحذيرات بالتزامن مع التقارير القادمة من لبنان، بدأت تنتشر شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" قد تكون موجودة في مصر، وأنها قد تمثل خطرًا على المواطنين في حال تم استخدامها لأغراض غير قانونية أو تعرضها لهجمات إلكترونية مشابهة لتلك التي وقعت في لبنان. تزايدت المخاوف أيضًا مع تداول تقارير غير مؤكدة حول احتمالية تعرض مستخدمي هواتف "أبل" في مصر لمخاطر مماثلة، وسط تحذيرات لمستخدمي الهواتف الذكية من احتمالية استهدافهم عبر هذه الأجهزة. توضيح من شعبة المحمول: مصر خالية من أجهزة "البيجر" في مواجهة هذه الشائعات المتزايدة، خرج حمد النبراوي، عضو مجلس إدارة شعبة المحمول بغرفة القاهرة التجارية، ليؤكد عدم صحة هذه المزاعم. خلال مداخلة هاتفية في برنامج "حضرة المواطن" عبر قناة "الحدث اليوم"، أوضح النبراوي أن مصر خالية تمامًا من أجهزة "البيجر" أو "الووكي توكي" أو أي أجهزة مشابهة، وأشار إلى أن السلطات المعنية لم ترصد وجود هذه الأجهزة في البلاد. هل تم رصد وجود أجهزة مقلدة؟ وفي سياق آخر، أوضح النبراوي أن بعض الهواتف الذكية القديمة، مثل "آيفون 11"، التي توقفت شركة "أبل" عن إنتاجها، لا تزال تُجمع في الخارج وتُصدر إلى السوق المصرية. ومع ذلك، شدد على أن الهواتف المتاحة في مصر من هذا الطراز ليست أصلية، بل هي مقلدة بنسبة 100% وغير معتمدة من قبل الجهات الرقابية. هذا التحذير يأتي في ظل انتشار الهواتف المقلدة بشكل متزايد في السوق المصرية، حيث تدخل البلاد دون رقابة كافية، مما يعرض المستخدمين لمخاطر متعددة. هذه الهواتف لا تخضع لاختبارات السلامة ولا تتوافق مع المعايير الدولية، ما يعني أن استخدامها قد يكون محفوفًا بالمخاطر. تحذيرات من مخاطر الهواتف المقلدة أكد النبراوي على ضرورة تشديد الرقابة على الهواتف المقلدة التي تدخل السوق المصرية بطرق غير قانونية. وأوضح أن هذه الهواتف تحمل مخاطر كبيرة على المستهلكين، سواء من حيث الجودة أو الأمان. وعلى الرغم من أن الشائعات المتداولة تربط بين هذه الأجهزة وبين التفجيرات التي وقعت في لبنان، فإن النبراوي نفى أي صلة بين هذه الأحداث وبين الأجهزة المتوفرة في مصر. ودعا النبراوي الجهات المعنية إلى التحرك بسرعة لمنع دخول هذه الهواتف المقلدة إلى البلاد، وتطبيق إجراءات صارمة لضمان سلامة المستهلكين. وأكد أن المستخدمين بحاجة إلى توخي الحذر وعدم شراء الأجهزة من مصادر غير موثوقة. التفجيرات في لبنان: تصاعد النزاعات الإقليمية الهجوم السيبراني الذي شنته إسرائيل على جنوب لبنان واستهدف أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" التابعة لحزب الله أدى إلى وقوع إصابات ووفيات بين عناصر الحزب، وسلط الضوء على خطورة استخدام هذه الأجهزة في النزاعات الإقليمية. يعتبر هذا الهجوم جزءًا من سلسلة من الأعمال العدائية المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، ويكشف عن تطور الوسائل التكنولوجية المستخدمة في هذه النزاعات. وفقًا لتقارير دولية، تعد أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" أدوات أساسية في العمليات الميدانية لحزب الله، لكن تعرضها لهجمات إلكترونية من قبل إسرائيل يشير إلى مدى تداخل التكنولوجيا والاتصالات في الحروب الحديثة. وعلى الرغم من خطورة هذه الأجهزة في النزاعات، فإن هذه الأحداث لا تعني بالضرورة أن مصر مهددة بتفجيرات مماثلة. استمرار المخاوف بين مستخدمي الهواتف الذكية بالرغم من التأكيدات الصادرة عن شعبة المحمول، إلا أن المخاوف لا تزال تسيطر على بعض مستخدمي الهواتف الذكية في مصر، خاصة مع انتشار الهواتف المقلدة بشكل واسع. يُنصح المستخدمون بالتحقق من مصادر شراء هواتفهم، والتأكد من أنها معتمدة من الجهات الرسمية. فالهواتف المقلدة لا تقتصر مخاطرها على الجودة الرديئة فقط، بل قد تحمل أيضًا مخاطر أمنية تتعلق ببرمجياتها وإمكانية اختراقها من قبل جهات خارجية. الخلاصة: شائعات تستدعي الحذر
رغم الجدل المتصاعد حول تفجيرات أجهزة "البيجر" في لبنان والمخاوف المرتبطة بانتشار هذه الأجهزة في مصر، فإن التصريحات الرسمية تؤكد خلو السوق المصرية من هذه الأجهزة. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو التعامل مع الهواتف المقلدة التي تدخل البلاد بطرق غير قانونية، ما يستدعي تدخلًا قويًا من الجهات الرقابية لحماية المستهلكين. وفي الوقت ذاته، تظل النزاعات الإقليمية وما يرافقها من تطور في الهجمات الإلكترونية تهديدًا مستمرًا يجب متابعته بحذر.

