شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام السوري في ريف حماة الغربي بالمنطقة الوسطى، حيث تواجدت قوات إيرانية تابعة للحرس الثوري وخبراء في تطوير الأسلحة. وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية "سانا"، أسفرت تلك الغارات عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 32 آخرين. توزعت الغارات على منطقة مصياف في ريف حماة الجنوبي الغربي، وهي منطقة تتواجد فيها مراكز بحثية عسكرية، وكان من بين الضحايا 5 مدنيين، و4 من قوات النظام السوري، و2 من حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى 11 من الميليشيات الإيرانية و3 مجهولي الهوية. هذه الغارات تأتي في إطار تصعيد متواصل تشهده سوريا منذ سنوات، حيث تعمل إسرائيل على استهداف ما تصفه بمواقع تطوير الأسلحة وتواجد القوات الإيرانية في البلاد. تفاصيل الغارات الإسرائيلية الغارات تركزت بشكل رئيسي على منطقة البحوث العلمية في مصياف، حيث سُجلت 13 انفجارًا عنيفًا هناك، كما تم استهداف موقعين بمنطقة الزاوي بريف مصياف، مما أدى إلى اشتعال النيران فيهما. ووفقًا للمرصد، فإن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت أيضًا مواقع على طريق مصياف وادي العيون ومنطقة حير عباس، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني والمراكز العسكرية. كما سقط صاروخ دفاع جوي تابع للنظام السوري في ضاحية المجد بطرطوس، ما أسفر عن أضرار مادية في الموقع دون وقوع إصابات بشرية. وشهدت المنطقة تحليقًا مكثفًا للطائرات الإسرائيلية التي شنت ما لا يقل عن 15 غارة على مواقع عسكرية مختلفة. دوافع الهجوم الإسرائيلي وفقًا للقناة الإسرائيلية الرسمية، فإن الغارات استهدفت مركزًا لتطوير أسلحة دمار شامل في مصياف، وتأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى منع إيران من تطوير صواريخ دقيقة وقصيرة ومتوسطة المدى داخل الأراضي السورية. ويعد مركز البحوث العلمية في مصياف، بحسب المرصد، قاعدة لتطوير الأسلحة التقليدية والمسيّرات منذ نحو ست سنوات، وتشرف عليه فرق إيرانية متخصصة في هذا المجال. رد النظام السوري والإيراني على الجانب السوري، أكدت وزارة الإعلام أن الدفاعات الجوية تصدت "لعدوان إسرائيلي" استهدف عدة نقاط في المنطقة الوسطى من البلاد. بينما أفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية بأن إسرائيل شنت نحو 15 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية في ريف حماة، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني واندلاع حرائق واسعة في المناطق الحراجية. في المقابل، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم الإسرائيلي واعتبرت أن "جرائم إسرائيل لا تقتصر على فلسطين"، ولكنها لم تؤكد أو تنفي علاقة إيران بالمواقع المستهدفة. واعتبرت طهران أن استمرار إسرائيل في ربط أي حدث عسكري بإيران ما هو إلا محاولة للهروب من المشكلات الداخلية التي تواجهها. تصعيد إسرائيلي في سوريا مع استمرار حرب غزة تأتي هذه الضربات في إطار تصعيد إسرائيلي على الساحة السورية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الماضي. فمنذ بداية الحرب، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على ما تصفه بأهداف مرتبطة بإيران وحزب الله داخل سوريا، بما في ذلك مواقع عسكرية ودفاعات جوية سورية. وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، قامت إسرائيل بشن 64 هجومًا على الأراضي السورية منذ بداية عام 2024، 47 منها جوية و17 برية، مستهدفة نحو 140 هدفًا من مستودعات أسلحة ومقرات ومراكز عسكرية، ما تسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. تعزيزات أمريكية في المنطقة في سياق آخر، أفاد المرصد السوري بأن طائرة شحن عسكرية أمريكية هبطت مساء الأحد في قاعدة "خراب الجير" في ريف رميلان شمال الحسكة، قادمة من الأراضي العراقية، وكانت محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وجنود. تزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات المروحية والمسيرة التابعة للقوات الأمريكية في أجواء المنطقة. وتأتي هذه التحركات العسكرية الأمريكية في إطار تعزيز التحصينات في قواعدها العسكرية في شمال سوريا، وسط تخوف من هجمات إيرانية محتملة رداً على تصعيد العمليات الإسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا. تشير هذه الضربات إلى استمرار استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي في تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، بينما يتصاعد القلق الدولي حول تصاعد حدة الصراع في المنطقة. ومع توتر الأوضاع على جبهات متعددة في الشرق الأوسط، تبقى سوريا ساحة رئيسية للصراع الإسرائيلي الإيراني، الذي يهدد بمزيد من التصعيد الإقليمي.