بعد فشل بعثة مصر المشاركة في "أولمبياد باريس 2024" وتذيلها ترتيب الدول، على عددها الذي بلغ "162 لاعبا" يشاركون في 22 لعبة وحجم تمويلها التاريخي بـ1.25 مليار جنيه مصري، في تحقيق أية نجاحات والخروج من معظم المنافسات، أكد مراقبون أن ذلك الفشل الفاضح يؤكد فشل منظومة حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، في كافة المجالات واهدار المال العام.

وانطلقت منافسات "أولمبياد باريس 2024"، في يوليو الماضي، وتستمر حتى 11 أغسطس الجاري، وفي حين حققت بعثة القاهرة ميدالية برونزية وحيدة لبطل منتخب السلاح محمد السيد، فإن مصر تقبع في المرتبة الأخيرة مسجلة رقم 80 من 80 دولة مشاركة.

وتوالت النتائج السلبية للبعثة المصرية -الأكبر عربيا- والمخيبة للآمال، والمخالفة لتصريحات المسؤولين المصريين الذي وعدوا بتقديم من 7 إلى 10 ميداليات، حيث تتابع خروج ممثلي مصر مع تحقيق نتائج تتذيل ترتيب أغلب اللعبات المشارك بها أبطال أولمبيون مصريون.

قال محمد مجدي، أمين لجنة الإعلام بحزب "المصريين"، إن الفشل الذريع وغير المسبوق الذي حدث لممثلي البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد باريس يمثل إهدارا صريحا للمال العام، مطالبا بمحاسبة جميع المقصرين وفتح تحقيق عاجل حول ما وصلت إليه الرياضة المصرية من تدني من قبل ممثليها.

وأضاف "مجدي"، في بيان اليوم السبت، أنه يجب محاسبة المسئول عن فضيحة المنتخب الأولمبي وفشل البعثة المصرية في 50 لعبة جماعية وفردية وإهدار أموال البعثة على سفر أعداد مع اللاعبين لا فائدة لها، مؤكدا أن نتائج المنتخب المصري الأولمبي تشكل فضيحة غير مُشرفة، وهناك شبهة فساد واضحة بسبب الإهمال وسوء التنظيم وفشل الترويج للألعاب قبل فترة من البطولة، وعدم إعداد اللاعبين على أعلى مستوى لنفاجأ بكوارث في التجهيز والتنظيم والمنافسة.

العسكر سبب الفضيحة 

وجاءت الفضيحة الأولمبية والنتائج الهزلية، على خلفية إسناد السيسي مهمة تولي رئاسة الاتحادات الرياضية المصرية إلى كبار العسكريين وتتشكل سيطرة العسكريين على الهيئات الرياضية، بتولي اللواء جلال علام رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم فيما يشغل اللواء شريف القماطي منصب رئيس الاتحاد المصري للتجديف، وكذلك اللواء محمد محمود رئيس الاتحاد المصري للمصارعة وإضافة إلى تولي اللواء حازم الدمهوجي رئاسة الاتحاد المصري للخماسي الحديث (رياضة مركبة تتكون من 5 لعبات يمارسها لاعب واحد) ‘كما يرأس اللواء حازم حسني الاتحاد المصري للرماية، فيما يرأس اللواء أيمن شويتة الاتحاد المصري لرياضة “الكانوي والكاياك”، وأخيرا اللواء محمود بركات رئيس الاتحاد المصري للقوة.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي والباحث المصري محمد فخري: "لا شك أن فشل بعثة مصر الأوليمبية جزء من كل، فالبعثة التي أنفقت ما يفوق على مليار وربع المليار جنيه مصري، عادت ببرونزية واحدة، وهزائم مذلة متعددة، حتى لقد ارتبط اسم المشارك المصري في الكثير من المشاركات بالمركز الأخير".

فخري، وفي حديثه يعتقد أن "الأمر يعود في مجمله إلى منظومة فساد كاملة متكاملة بداية من النوادي التي يسيطر عليها الطغمة الحاكمة بواسطة لواءات الجيش، ونهاية بالاتحادات التي يسيطر عليها أيضا لواءات الجيش".

وأشار إلى أن "المحسوبية واختيار من لا يصلح في فئة القيادات العليا، أدت إلى تفشي الواسطة والمحسوبية في اختيار اللاعبين، وهو ما أدى إلى استبعاد الكفاءات واجتذاب أصحاب الحظوة والمدعومين".

وأوضح أنه "لضرب مثال على ذلك؛ يكفي أن نعرف أن ممثلة مصر في الرماية وهي اللاعبة أميرة أبوشقة قد حصلت على المركز 

الأخير في مسابقات الأوليمبياد، وهي في الأساس عضوة في البرلمان، ووالدها وكيل مجلس الشيوخ، وأخوها هو الممثل القانوني لحملة انتخاب السيسي سابقا".
نتائج مهينة ومذلة 

27 تموز/ يوليو الماضي:

في اليوم الثاني من البطولة، ودعت لاعبة مصر للرماية هالة الجوهري، الأولمبياد، بعدما احتلت المركز 12 بمنافسات مسدس الهواء، فيما انسحبت اللاعبة نور عباس من ذات المنافسات.

وخسر لاعب منتخب مصر للسلاح زياد السيسي، مباراة الدور نصف النهائي لمنافسات سلاح السيف أمام نظيره التونسي فارس الفرجاني.

وودع الثنائي محمد حمدي، ومي مجدي، منافسات الرماية الزوجي مختلط باحتلالهما المركز الـ11، إلى جانب الثنائي إبراهيم أحمد، وريماس خليل، لاحتلالهم المركز الـ28 والأخير.

وغادر منافسات الجودو المصري يسري سامي من دور الـ32 وزن 60 كجم، كما غادر منافسات تمهيدي فردي الجمباز الفني عمر العربي، بحصوله على المركز الـ27 من أصل 28 لاعبا.

وفي السلاح، غارت بطولة فردي سيف المبارزة سيدات ناردين إيهاب، وأية حسين، كما ودع محمد عامر من دور ربع النهائي.

28 يوليو الماضي:

جرى استبعاد لاعبة الملاكمة المصرية، يمنى عياد، (19 عاما) من أوليمبياد باريس بسبب زيادة وزنها 700 غرام عن وزنها الرسمي 54 كيلوغراما.
29  يوليو الماضي:

شهدت مسابقات السلاح خروج محمود محسن، من دور الـ64، ومحمد ياسين من دور الـ 32 فردي رجال لسلاح المبارزة، ويارا الشرقاوي، وملك ماهر حمزة، وسارة عمرون من دور الـ32 لسلاح الشيش فردي سيدات.

وودعت ميار شريف بطولة فردي السيدات في التنس، كما خرج محمد البيلي من منافسات تنس الطاولة، وفي الجمباز الفني ودعت جنى محمود التصفيات التأهيلية واحتلت المركز قبل الأخير.

وفي منافسات بندقية هوائية 10 متر ودع الثنائي محمد حمدي وإبراهيم أحمد، المنافسة، بعد احتلالهما المركزين 24 و39 على التوالي.

وخرجت لجين عبد الله من سباق 200 متر حرة، بعد احتلالها المركز الـ 24 من أصل 30 سباحة.

30 يوليو الماضي:
خرجت لاعبة المبارزة بالسيف المصرية ندى حافظ، (26 عاما) من منافسات دور الـ16، لكن كان المثير هو إعلانها المشاركة بالأولمبياد وهي حامل بالشهر السابع.

3 أغسطس الجاري:
انسحب لاعب منتخب مصر للسباحة مروان القماش في اللحظات الأخيرة من منافسات 1500 متر حرة، للإصابة في الكتف.

وانسحب ممثل مصر الوحيد في منافسات الفروسية نائل نصار، عقب ما أثير عن إصابة فرسه، كورونادو.

4 أغسطس الجاري:
خرجت ممثلة مصر في لعبة الرماية والنائبة البرلمانية أميرة أبوشقة من المنافسات مسجلة المركز الـ29 والأخير في منافسات الإسكيت "الحفرة"، وسط انتقادات واسعة.

6 آب/ أغسطس الجاري:
أحرزت اللاعبة إسراء عويس المركز الـ 29 من أصل 31 مشاركة في تصفيات الوثب الطويل

وحصد اللاعب المصري مصطفى عبدالخالق، المركز الـ29 من أصل 32، بمنافسات رمي الرمح.

7 أغسطس الجاري:
خسر لاعب المنتخب المصري للمصارعة محمد مصطفى متولي أمام الكازاخستاني نورسلطان تورسنيوف بنتيجة 10-1 لعدم تكافؤ في منافسات وزن 87 كجم مصارعة رومانية.

9 أغسطس
ودع الثنائي سيف عيسى وآيه شحاتة رسميا أوليمبياد، بعد خسارة فرصة الترضية في منافسات التايكوندو.