قال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريح للتلفزيون العربي اليوم الإثنين، إن تفشي الأوبئة الجلدية بين الأطفال في قطاع غزة يعود إلى عدة أسباب رئيسية تشمل تدمير البنية التحتية، ونقص المياه الصالحة للشرب، ومشاكل الصرف الصحي. 

وأشار البرش إلى أن أكثر من مليون و700 ألف حالة مرضية بسبب انتشار الأوبئة، مما يهدد الصحة العامة بشكل خطير في قطاع غزة. 

وأضاف البرش أن الجرثومة المسؤولة عن تفشي الأوبئة غير معروفة بشكل دقيق، لكنها تسببت في ظهور حبوب وحروق على أجسام الأطفال، مما يجعل الوضع يبدو أكثر خطورة من كونه مجرد وباء.

 وأوضح أن هذه الحالة تفاقمت نتيجة الظروف الصحية السيئة، والمجاعة، ونقص التغذية مثل الحليب والخضروات والفواكه، مما يؤدي إلى ضعف مناعة الأطفال.

كما حذر البرش من أن الأوبئة قد تنتشر بشكل واسع بسبب الحرب على قطاع غزة وتأثيرها على القطاع الصحي، مشيرًا إلى أن الجرثومة تركّزت بشكل رئيسي في مراكز الإيواء بشمال القطاع، حيث يعاني الأطفال المصابون من الحكة والحروق. وفي حالات متقدمة، قد تؤدي إلى تعفن الدم ومن ثم الوفاة، نظرًا لضعف الأطفال ومحدودية الموارد الصحية.

وطالب البرش المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لوقف انتشار الأوبئة، إلا أنه أكد أن المساعدات المقدمة حتى الآن، بما في ذلك اللقاحات والأدوية، لا تزال غير كافية لمواجهة الأزمة المتصاعدة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، عن تصنيف قطاع غزة كمنطقة وباء لشلل الأطفال، محذرة من التهديدات الصحية الكبيرة التي يشكلها هذا الوضع على سكان القطاع والدول المجاورة، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الجهود العالمية لمكافحة المرض.

وأدرج موقع "الترا فلسطين" تقريرًا كشف فيه حجم هذا المرض الجلدي الذي تسبب بحروق بأجساد الأطفال، وتقول النازحة صباح الداية لـ "الترا فلسطين" إنها لاحظت قبل ثلاثة أسابيع انتشار بعض الحبوب الحمراء على وجه طفلها، لكنها سرعان ما انتشرت في جبينه، وامتدت سريعًا إلى بطنه وظهر وقدميه.

وتتابع الداية: "بعد بحث طويل وجدت العلاج لدى صيدلية واحدة، لكني لم أتمكن من شرائه بسبب ارتفاع سعره، فزوجي بقي محاصرًا في غزة، وأنا هنا لا يوجد لدي أي مصدر دخل".

وتشير الداية إلى أن بعض الأطباء أخبروها بأنه يجب أن تغسله في مياه البحر، فيما حذرها آخرون من ذلك، وتفاوت تشخيص الأطباء لحالة ابنها ما بين "حماوة جسم" والتهاب فيروسي والتهاب بكتيري.

من جانبه، أكد خليل الدقران المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أن الأمراض الجلدية انتشرت بشكل كبير بين الأطفال النازحين، بسبب انتشار الحشرات وارتفاع درجات الحرارة.

وأوضح الدقران في حديث لـ "الترا فلسطين" أن شحّ المياه الصالحة للغسيل والشرب، إضافة إلى منع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول المواد التنظيفية إلى قطاع غزة أسهم في زيادة انتشار الأمراض الجلدية خاصة بين الأطفال، لا سيما في المخيمات والمدارس المكتظّة بآلاف النازحين.

وتابع الدقران، كما أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية وطفح مياه الصرف الصحي قرب خيام النازحين التي أقيمت فوق الرمال، أدى إلى زيادة هذه الأمراض التي تم تصنيف غالبيتها كأمراض بكتيرية.

وذكر أن مستشفى شهداء الأقصى لا يحتوي على قسمٍ خاص للأمراض الجلدية، لكن على الرغم من ذلك يتم استقبال الأعداد الكبير من الأطفال المصابين بهذه الأمراض، ويتم التعامل معهم من أطباء الأطفال، وبعضهم يحتاج إلى مبيتٍ في المستشفى بسبب صعوبة حالتهم وحاجتهم إلى عناية خاصة. 

ويتزامن انتشار الأمراض الجلدية والمعدية بين النازحين القاطنين في الخيام، مع حظر قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول كافة أنواع المنظفات والأدوات الصحية إلى قطاع غزة، الذي اضطر العائلات إلى استخدام الرمال في تنظيف الأواني، والاغتسال في مياه البحر الملوثة.