أكد سياسيون ومختصون في الشأن “الإسرائيلي”، أن تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، “يشكل جبهة اسناد مهمة لقطاع غزة والمقاومة الباسلة فيه، وهي تخوض معركة تاريخية مستمرة منذ نحو 300 يوم”.

وقال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، إن “المقاومة الفلسطينية تطورت بشكل كبير منذ عام 2021، حيث بدأت بتشكيل كتائب مسلحة نشطت في شمال الضفة الغربية”.

وأضاف خريشة، أنه “تطور عمل هذه الكتائب من استخدام الأسلحة النارية إلى تدمير الآليات العسكرية واستخدام العبوات الناسفة ضد قوات الاحتلال”.

وأشار إلى أن “مقاطع الفيديو التي نشرت أخيرا حول عمليات المقاومة في سهل رامين، ومستوطنة قرب عنبتا، وحرميش، وغيرها تؤكد على تطور أساليب المقاومة”.

وشدد خريشة على أن الضفة الغربية طالما هتفت “من شان الله يا غزة يلا”، عندما كانت تتعرض لاقتحامات واسعة واجتياحات من قوات الاحتلال، وجاء اليوم الدور عليها لترد لغزة المعروف، وتحاول أن تخلق جبهة اسناد للقطاع الذي يتعرض لحرب ابادة جماعية. 

وأردف أن “استخدام الاحتلال الإسرائيلي للطائرات والأسلحة الثقيلة بكثافة في ملاحقة المقاومين، والتخريب المتعمد للبنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل الطرق والاتصالات. محاولة يائسة من طرفه للقضاء على الجيوب التي تتصدى له، رغم قلة الامكانيات المتاحة”.

وأكد أن “هذا التدمير يهدف إلى تقويض المقاومة وتعزيز فكرة العقاب الجماعي بحق المواطنين الذين يواصلون تشكيل حاضنة شعبية للمقاومة، وهو ما يؤدي إلى زيادة انضمام الشباب الفلسطيني إلى تلك المجموعات”.

من جهته، أكد المختص في الشؤون “الإسرائيلية”، ياسر مناع، “وجود تصاعد مستمر في عمليات المقاومة في الضفة الغربية وأن هذه العمليات، رغم تركزها في بعض المواقع، إلا انها شهدت تطورًا نوعيًا في الآونة الأخيرة، ما أثار قلق إسرائيل، وهي الغارقة في وحلغزة من جهة، وجبهات الاسناد في الشمال من حزب الله والقوات اليمنية والمقاومة الاسلامية في العراق”.

وأوضح مناع، أن “الاشتباكات المسلحة التي كانت تحدث أثناء الاجتياحات أو الاقتحامات كانت في البداية تسفر عن خسائر محدودة، لكن تطور الأمر ليشمل استخدام عبوات ناسفة قوية جدًا قادرة على تدمير الآليات العسكرية وإيقاع خسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشار مناع إلى أن “أحد أهم الدوافع وراء استخدام إسرائيل للطائرات هو محاولة الحفاظ على أرواح الجنود. وأضاف أن إسرائيل تسعى، بالتزامن مع العمليات العسكرية في قطاع غزة، إلى القضاء على معاقل المقاومة في الضفة الغربية لتأمين هدوء في المنطقتين معًا (الضفة، غزة)”.

كما فسر مناع تصاعد عمليات الاغتيال في الضفة الغربية بأنها تأتي “كإجراء رادع من إسرائيل”.

وأوضح أن “هناك فرقًا كبيرًا في التأثير على الوعي بين استخدام الطائرات والقصف والاغتيالات وبين الاشتباكات المسلحة، حيث أن تأثير هذه العمليات على الوعي العام مختلف تمامًا”.

وكانت كتائب “القسام” أشادت في بيان لها بتصاعد العمل المقاوم في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، الذي بات يؤلم المُحتل ويوقع في صفوفه القتلى والإصابات بشكل يومي، كما جددت العهد والقسم بأن دماء الشهداء لن تزيد مقاومتنا وأبطالها إلا إصراراً وعزيمة على المزيد من الفعل المقاوم، وأن عدوان الاحتلال الغاشم على أبناء شعبنا في طولكرم وغيرها من محافظات الضفة ستكون عواقبه وخيمة ومُزلزلة على كافة مغتصبات وحواجز الاحتلال في ضفتنا الأبية بإذن الله تعالى.