أعربت مصر، مساء السبت، عن "قلقها البالغ" إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، داعية إلى "ضبط النفس والتهدئة وإنهاء الحرب في قطاع غزة".

جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية، عقب غارات للجيش الإسرائيلي ضد خزانات النفط في ميناء محافظة الحديدة ومحطة كهرباء بالمحافظة ذاتها غربي اليمن، بعد يومين من استهداف حوثي لتل أبيب بطائرة مسيرة.

وقالت الخارجية المصرية إن "مصر تتابع بقلق بالغ للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية".

وأكدت أن تلك الهجمات "تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات".

وشددت مصر على "أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة"، وفق البيان.

وحذرت القاهرة في البيان ذاته "من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة ودفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار".

ودعت مصر "كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية".

وطالبت "كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسئولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي".

وأكدت مصر على "موقفها الراسخ والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع"، بحسب البيان.

وأوضحت أن "وقف إطلاق النار في غزة هو الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الاقليمى".

وفي وقت سابق السبت، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، استهداف محافظة الحديدة "ردا مباشرا" على هجوم المسيّرة الحوثية على تل أبيب قبل أيام، معتبرا ذلك "رسالة لأعداء" إسرائيل.

وقبل ذلك، أعلنت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، سقوط قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم) جراء غارات إسرائيلية على خزانات النفط في ميناء محافظة الحديدة ومحطة كهرباء بالمحافظة ذاتها.

ويعد الهجوم أول رد إسرائيلي مباشر على هجمات الحوثيين في الفترة الأخيرة، ويأتي ذلك بعد هجوم بطائرة مسيرة شنته جماعة الحوثي على مدينة تل أبيب فجر الجمعة، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين.

من جانبها، أكدت جماعة الحوثي أن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة "لن يزيدها إلا إصرارا وثباتا" في مساندة قطاع غزة.

وتوعدت بعمليات "تقض مضاجع" تل أبيب ردا على الهجوم، وفق تدوينات عبر منصة "إكس" لمتحدث الجماعة محمد عبدالسلام، وعضو المجلس السياسي الأعلى بها محمد علي الحوثي.

و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.

وردا على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تطاله أسلحتها.