تراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، عن رواية اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، وذلك خلال المجزرة البشعة التي ارتكبها أمس في منطقة "المواصي" غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية إسرائيلية، لم تسمها، أنه لا يوجد معلومات استخباراتية بعد، تؤكد نجاح محاولة اغتيال الضيف، مضيفة أنه "حتى الآن لم ترد أي معلومات استخباراتية جديدة تسمح بتعزيز أو إثبات صحة خبر اغتيال الضيف"
وتابعت المصادر الإسرائيلية ذاتها: "ما زلنا ننتظر المزيد من المعلومات التي ستوضح نتائج الهجوم".

وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الضيف تمكن منذ بداية الحرب، وقبل الاجتياح البري لقطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، من الفرار من مخبأه الذي كان يتواجد فيه، جنوب قطاع غزة.

وادعت أن القائد العام لكتائب القسام "كان منذ بداية الحرب، في جنوب قطاع غزة (خان يونس ورفح) - وفي معظم الأوقات كان في أنفاق تحت الأرض، خاصة تحت مخيم خان يونس للاجئين".

وقالت: "رغم أن الفرقة 98 قامت بالمناورة لمدة 4 أشهر في خان يونس، إلا أنه من غير المعروف أنها اقتربت من الضيف أو وصلت إلى المكان الذي كان يقيم فيه".
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنه يتم تعريف محمد الضيف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على أنه "مراوغ".

ولفتت إلى أن "التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه في الآونة الأخيرة فقط، سمح الضيف لنفسه بالخروج من الأنفاق - بسبب الحالة المتقدمة للمفاوضات بشأن صفقة إعادة المختطفين. وهكذا وصل إلى مجمع عائلة سلامة الموجود فوق سطح الأرض في المواصي".


وتابعت أن الضيف كان ضالعا "بشكل مكثف في استمرار إدارة الحرب وقيادة الجناح العسكري لحماس. ولهذا السبب أيضا التقى بلواء خان يونس رافع سلامة، حيث كانا لحظة الهجوم في اجتماع عمل".

وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلامة وصل إلى نفس الموقع في المواصي مؤخرا فقط، ولم يكن محل إقامته الدائم.

وختمت بالقول: "بالتالي فإن الفرصة الاستخباراتية والعملياتية في هذا الاغتيال المزدوج تعتبر غير عادية - لعصفورين سمان بحجر واحد".


ومساء السبت، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي: "عملية المواصي استهدفت الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما".

وأضاف: "رغم ذلك فإننا سنصل إلى أي متهم بالمسؤولية عن أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول".


وأدى قصف جوي طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، السبت، إلى استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم العشرات من الأطفال والنساء، وفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

ونفت حماس صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن هذا القصف استهدف الضيف ونائبه، وقالت في بيان: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".