قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، إن "أكثر من 800 ضابط برتبة عقيد ومقدم قدموا استقالاتهم هذا العام بنسبة تكاد تكون غير مسبوقة".

 

نحو 9 أضعاف

وقالت القناة 12 الإسرائيلية: يمكن ملاحظة مقدار الزيادة إذا قورنت بالمتوسط الطبيعي لترك الخدمة الذي يكون عادة بين 100 و120 ضابطًا في العام كما ذكر الخبر.

وتُرجع القناة الزيادة في أعداد طلبات ترك الخدمة من قبل الضباط بالجيش إلى هجوم 7 أكتوبر وما تلاه من نزع الشرعية عن الجيش من قبل الجمهور وبعض السياسيين، وعدم التقدير والمكافأة لما يقدمونه من تضحيات.

وسلطت القناة الضوء على إدراك الجيش مؤخرًا وجود أزمة بين الرتب العسكرية في الجيش، وانتشار اتجاه ترك الخدمة.

كما ترى أن التحدي الذي يواجه الجيش الآن هو إبقاء هؤلاء الضباط في الخدمة، خاصةً أنهم في أواخر العشرينيات، ولديهم ما بين 15 و20 عامًا قادمًا للترقي في الرتب والتطور العسكري.

 

ارتفع عدد الجنود القتلى

وبحسب معطيات جيش الاحتلال فقد ارتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي إلى 668 بينهم 314 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أكّدت اليوم "مقتل جندي وإصابة 10 آخرين بنيران المقاومة خلال المعارك بغزة".

وأكد موقع "إسرائيل بلا رقابة" العبري، "مقتل جندي وإصابة 10 آخرين بينهم 3 في حالة حرجة، في انفجار فتحة نفق مفخخة قرب قوة من الجيش بمعارك غزة".

وأشار إلى "هبوط طائرة صباح اليوم في مستشفى (سوروكا) وعلى متنها جنود مصابين في معارك غزة".

وكانت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" قد أعلنت اليوم أنها "استهدفت دبابتي (ميركافا) وقوة تابعة للاحتلال وقنصت جنديًا في حي الشجاعية بغزة".

 

اتهامات متبادلة بين قادة إسرائيل

ومن جهة أخرى، ارتفعت حدة التوتر بين القيادات السياسية العسكرية في إسرائيل، حيث تبادل الوزراء وقادة الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وزعيم المعارضة في الكنيست الاتهامات حول مستقبل الحرب على قطاع غزة، وأسباب الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مستهل الجلسة الحكومية الأسبوعية، إن "إسرائيل ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب على غزة كافة، وإنها لا تزال متمسكة بمقترحها بشأن التوصل لصفقة تبادل أسرى، حظي بترحيب الرئيس الأمريكي جو بايدن".

واتهم نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها هي من تحول دون إبرام الصفقة، حسب تعبيره، مضيفًا "بالضغط العسكري أولًا ثم السياسي سنعيد جميع المحتجزين الأحياء والأموات".

وأردف "نحن ملتزمون بالقتال حتى نحقق جميع أهدافنا، وهي: القضاء على حماس، وعودة جميع المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، والعودة الآمنة لسكاننا في الجنوب والشمال".

بدوره، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الحكم العسكري وحده في غزة سيتيح احتلال القطاع والسيطرة عليه ويمنع عودة حماس.

وأضاف مع كل دولة تعترف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية سنقيم مستوطنة يهودية جديدة في الضفة الغربية.

في المقابل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قوله إن حكومة نتنياهو هي من عارض صفقة التبادل مع حماس والآن ستوقف الحرب دون إعادة المحتجزين.

واعتبر لبيد أن إسرائيل في أزمة، والسبيل الوحيد لحلها هو إجراء انتخابات، وأن الإضراب من الأدوات لتحقيق ذلك.

وأضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية أن حكومة نتنياهو مجنونة وإشكالية، والاحتجاج هو السبيل الوحيد لإنقاذ إسرائيل منها.

وهاجم لبيد كلًا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، قائلًا إنهما غير قادريْن على إدارة حتى مكتب حكومي.

بدوره، قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية إن الحرب الجارية على حماس وحزب الله اللبناني لا يديرها أحد، إذ لا يمكن إدارة الحرب بينما لا يتبادل رئيس الحكومة ووزير دفاعه يوآف غالانت الحديث مع بعضهما منذ شهور.

ويرى ليبرمان ضرورة عزل غزة بشكل مطلق والحفاظ على حرية عمل عسكري فيها، بالإضافة إلى إعلان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منظمة إرهابية، على حد وصفه.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 269 يومًا، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفًا و900 شهيد، وإصابة 87 ألفًا و60 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات الأمم المتحدة.