قال الكاتب والمحلل السياسي قحطان الشرقي إن "حماس التي تجري الآن مفاوضات مع إسرائيل وبرعاية مصرية أيضاً سيكون لها موقف في هذا المحور(فلادلفيا)، وسينعكس على المحادثات الجارية".


وأضاف في تصريحات نقلها موقع "الخليج أونلاين" ، أن "..أي خلق واقع جديد في المحور لن ينجح إلا بالتوافق مع الحركة والفصائل الأخرى؛ خاصة نتيجة لظروف أمنية عسكرية تعيها مصر داخل غزة، وتدرك تماماً أنها بحاجة لطرف قوي في القطاع، لذا فإن أي اتفاق حول المعبر لن ينجح إلا بتفاهم إسرائيلي مع حماس".

وأشار "الشرقي" إلى أن مستقبل المعبر وإدارته يدور حول أن هناك نوايا "إسرائيلية" بمنع حركة "حماس" من الوصول مجدداً إلى المعبر، ومن إدارته، إذ تتحرك باتجاه الاستعانة بشركة أمريكية بالاتفاق مع القاهرة لكي تدير المعبر، لكن هذه التصورات الإسرائيلية التي تعمل عليها تواجه صعوبات كبيرة.


ولفت إلى أن القاهرة "تعي تماماً أن أي تغيير في الوضع دون موافقتها لن ينجح، ولن يقبل الجانب المصري فرض أمر واقع على هذا المحور دون احترام المصالح المصرية التي استفزتها "إسرائيل" من خلال بعض التصرفات، لا سيما التحرك الأخير دون التنسيق مع الجانب المصري، الذي أدى إلى الاشتباك المحدود الذي حصل بين الجانبين".


وقال قحطان الشرقي @k_alsharki  إن القاهرة تواجه تحديات منذ اليوم الأول لبدء العمليات البرية لجيش الاحتلال في غزة، وكان ذلك واضحاً عندما هددت "إسرائيل" مراراً بأنه في حال دخول المساعدات دون تنسيق معها فسيتم قصف المعبر، وتتعامل مصر مع هذه التحديات على محمل الجد.


وكشف أن سيطرة جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا أدت إلى تقييم القاهرة لهذا الوضع الجديد بحكم أن هناك اتفاقيات سابقة؛ مثل اتفاقية "كامب ديفيد"، والاتفاقيات الأمنية التي تخص المعابر الحدودية والوضع الخاص لسيناء.


ولفت إلى أن قد تراجع القيادة المصرية كل هذه الاتفاقيات، بحسب الشرقي، الذي أشار إلى تصريح مصري ورد فيه أن أي تحرك يضر بالأمن القومي للبلاد سيتم الرد عليه بشكل مباشر، "وهي رسالة قوية للطرف الإسرائيلي".


ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن السيطرة على المحور ستكون لها عواقب على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في حال لم تأخذ الأخيرة بالحسبان المصالح المصرية، "ومن ثم تدفع باتجاه أن تأخذ القاهرة موقفاً حازماً من إسرائيل، إذ هناك احتمال أن يكون لمصر موقف مختلف عن المواقف السابقة، وربما يكون له تأثير كبير على مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية التي تمرّ بحالة فتور".


وعن مخالفة الاحتلال للاتفاقية نبه إلى أن "إسرائيل" تعي تماماً أن التحرك في محور فيلادلفيا يخضع لاتفاقيات سابقة، إذ يؤكد أحد البنود أنه "لا يمكن لأي طرف تغيير هذا الوضع إلا باتفاق مكتوب، ومن ثم ترى مصر في هذا التحرك خرقاً لهذه الاتفاقية، وتعي بأن خرق الاتفاقية سيشجع إسرائيل على اتخاذ خطوات أخرى".


سيطرة للاحتلال
وأعلن جيش الاحتلال، في 29 مايو الماضي، تحقيق السيطرة العسكرية التامة على محور فيلادلفيا وهي خطوة تمثل انتهاكاً لبنود اتفاقية السلام مع مصر، وما إذا كانت الأخيرة ستتخذ خطوة لتعليق العمل بالاتفاقية وسط تصاعد التوترات بين الجانبين.

وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه يرغب في السيطرة على محور فيلادلفيا، في تصريح أدلى به في 30 يناير الماضي، حيث قال: "يجب أن يكون محور فيلادلفيا تحت سيطرتنا الكاملة، ويجب إغلاقه، وأي ترتيب آخر لن يحقق هدفنا في نزع السلاح".


وقالت القاهرة في حينها إلى تأكيد أن أي انتهاك لمحور فيلادلفيا يعد "خطاً أحمر"، وفقاً لما نقلته وكالة "BBC" الإخبارية.

وقال ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية، في بيان "إن أي تحرك "إسرائيلي" لاحتلال المحور سيشكل تهديداً خطيراً للعلاقات المصرية الإسرائيلية، وأكد أن "مصر قادرة على الدفاع عن مصالحها وسيادتها على أراضيها وحدودها".

وتشهد العلاقات بين مصر و"إسرائيل" تصاعداً في التوتر بالآونة الأخيرة، وكان أحدث فصول هذا التوتر مقتل جندي مصري، في 27 مايو الماضي، إثر تبادل إطلاق النار مع قوة إسرائيلية على الحدود في منطقة رفح.

محورية فلادلفيا

وشهد محور فيلادلفيا على مَرّ السنوات الماضية العديد من النزاعات والصراعات والتحركات الأمنية، خاصة فيما يتعلق بمحاولات إيقاف عمليات التهريب ونقل البضائع والأسلحة.

وتحمل سيطرة "إسرائيل" على هذا المحور دلالات عدة تتعلق بتوازن القوى في المنطقة والتأثيرات المباشرة على الأمن القومي لكل من مصر وقطاع غزة.

والسيطرة على فيلادلفيا تعني للاحتلال؛ فرض رقابة أشد على عمليات التهريب، وتعزيز أمن الحدود، أما بالنسبة لمصر فإنها تعني تحديات جديدة فيما يتعلق بمعبر رفح، وهو الوحيد الذي يربط غزة بالعالم الخارجي مباشرة دون المرور بـ"إسرائيل".

ويحظى محور فيلادلفيا بأهميته استراتيجية، ليس فقط من الناحية الجغرافية؛ بل أيضاً من الناحية الأمنية والسياسية، فهو يقع على الحدود بين غزة ومصر، ويعتبر شرياناً حيوياً للتجارة والاتصال بين القطاع والعالم الخارجي.