يصر وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، على تصعيد التوتر الأمني في الشرق الأوسط، ويتخذ أي وسيلة بين يديه لدق طبول الحرب في جبهات أخرى. وكأن الجبهات القائمة والتحديات العسكرية والسياسية التي تتصدى لها إسرائيل غير كافية، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية".

ويصمم بن غفير على "إجراء مسيرة الأعلام في مسارها المتفجر، عبر باب العامود والحي الإسلامي في القدس"، وهو ما يطلقون عليه في إسرائيل “يوم توحيد القدس” الذي يوافق احتلال الجزء الشرقي من المدينة.

وذكرت مصادر مقدسية أن أكثر من 700 مستوطن موزعين على 14 مجموعة اقتحموا الأقصى منذ صباح اليوم في ما يسمى “يوم القدس”، وللمشاركة بمسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستفزازية.

وأكد المصادر أن المستوطنين رفعوا أعلام الاحتلال عند باب القطانين في باحات المسجد الأقصى المبارك.

وأدى المستوطنون طقوسًا تلمودية ورقصات خلال اقتحامهم للأقصى، في وقت منعت قوات الاحتلال الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد وسمحت فقط لكبار السن.

 

عنصرية يهودية

هذا ما ينقصنا الآن، وفقًا للصحيفة، احتفال بشع لـ “زعرنة “ يهودية يسعى فيه كل سنة مئات الشبان اليهود المتحمسين – معظمهم من “الصهيونية الدينية” – يستفزون ويصرخون في قلب المدينة القديمة بأناشيد عنصرية، وأكثر جاذبية “شعفاط تحترق”، و”اليهودي روح والعربي ابن زانية”، و”الموت للعرب”، و”محمد مات” و”فلتحترق قريتكم”.

إن رغبة الوزير المحب للحرائق في إثارة الخواطر ليست بمثابة تحليل؛ ففي مقابلة صحافية أمس، في “صوت الجيش” قبيل المسيرة، عاد اليوم وقال صراحة إنه الهدف: “سنسير في باب العامود وسنحج جبل البيت، رغم أنفهم. ينبغي ضربهم في المكان الأهم لهم، وينبغي القول إن جبل البيت لنا والقدس لنا”.

الوزير المسؤول عن الشرطة ضغط، والشرطة أقرت المسار، وستفرز 3 آلاف شرطي على طول خط المسيرة. ودعت الجمهور إلى التصرف بالمسؤولية والالتزام بتعليمات الأمان، وذلك في الوقت الذي يتصرف فيه منتخب من الجمهور بتسيب، ويحاول إثارة حرب دينية في جبل البيت (الأقصى) في ذروة حرب.

لكن المشكلة الحقيقية ليست بن غفير، بل من منح الوزارة الأكثر حساسية في الحكومة إلى عديم شخصية خطير مثله، ألا وهو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قلّد بن غفير في هذا المنصب الحساس، ووضع في يديه الصلاحيات والمسؤولية عن الأمن الداخلي في إسرائيل حتى عندما نشبت حرب.

لا شيء يستطيع لنتنياهو فعله لينظف نفسه من التهمة والمسؤولية عن سلسلة الكوارث التي أوقعها على إسرائيل بسياسته المشوشة وقيادته السامة. كان يمكنه أن يأمر بتغيير مسار المسيرة، لكن كعادته، اختار الشر على الخير. بن غفير شخص خطير، كان محظورًا أن تودع في يديه صلاحيات وزارية، فما بالك السيطرة على الشرطة؟

الصحيح عمله هو تغيير مسار المسيرة. وفي الوقت نفسه، نأمل بأن يأمر المفتش العام كوبي شبتاي، الذي تحدث ضد الوزير المسؤول وعدم مسؤوليته، الشرطة بألا يسمحوا لمحبي إشعال الحرائق والزعران اليهود بالشغب والمس بسكان المكان.

 

عنجهية حكومة نتنياهو الفاشية

ومن جهتها قالت حركة حماس، إن مسيرة الأعلام في القدس المحتلة؛ عدوانٌ على شعبنا ومقدساته، محذرة الاحتلال من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى المبارك.

وأكدت حماس في بيان لها أن سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين، بتنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام، في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا، وبحماية كاملة من شرطة الاحتلال؛ هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية، ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات، وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم.

وحذرت الاحتلال من مغبّة مواصلة هذه السياسات الإجرامية بحقِّ مقدّساتنا، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أن المقاومة التي تسطّر البطولات في معركة طوفان الأقصى الممتدة على أرضنا الفلسطينية، وتلاحِق الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية؛ ستجد طريقها لإيلام هذا العدو المجرم، بما يضمن لجم قادته من المستوطنين المتطرفين.

ودعت الفلسطينيين في كل مكان، خصوصًا في الضفة والقدس والداخل المحتل؛ للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، وجعل اليوم الأربعاء يوم غضب ونصرة لمسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومواجهة العدوان الصهيوني الرامي لتدنيسه وإحكام السيطرة عليه.

كما دعت جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، لتصعيد الحراك الجماهيري الضاغط على الاحتلال وداعميه، وفضح جرائمه النازية بحق الأبرياء في قطاع غزة والضفة، وممارساته الفاشية في القدس والمسجد الأقصى.

 

القدس محور الصراع

وعلّق رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، اليوم الأربعاء، على هذا الإجرام الصهيوني، وقال إن عربدة المستوطنين في القدس تؤكد أنها محور الصراع، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يستكين حتى رحيل الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد هنية، في تصريح، أن حماس وفصائل المقاومة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان على غزة بشكل شامل والانسحاب الكامل من القطاع والتبادل للأسرى.

وأشار هنية إلى أن حركة حماس تدير المفاوضات متسلحة بهذا الموقف الذي يمثل إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وانطلقت دعوات فلسطينية إلى شد الرحال للقدس والمسجد الأقصى للدفاع عنه من اعتداءات المستوطنين.

وشددت الدعوات على ضرورة أن تصل رسالة لكل المستوطنين وداعميهم بأن القدس والمسجد الأقصى أرض عربية إسلامية سيحميها الفلسطينيون بأرواحهم ودمائهم.