قدمت منظمات حقوقية إسرائيلية، التماسًا إلى محكمة العدل العليا، تطالب فيه بإغلاق مركز الاحتجاز في قاعدة سدي تيمان العسكرية في النقب، على خلفية مزاعم عن تعذيب أسرى فلسطينيين من غزة في المنشأة.
وجاء في الالتماس، الذي قدمته جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل، وأطباء من أجل حقوق الإنسان، وهموكيد، واللجنة العامة لمناهضة التعذيب، من بين آخرين: "لقد تزايدت الأدلة على ما يُزعم أنه يحدث في المنشأة".
وأضافت: "ويكشف واقعاً لا يمكن تصوره من العمليات الجراحية التي تتم دون تخدير، وإبقاء الأسرى في أوضاع مؤلمة لأيام، وتكبيل الأيدي الذي يؤدي إلى بتر الأطراف، وتعصيب العينين لفترات طويلة، حتى عند تقديم العلاج الطبي وأثناء التغوط، وإلباس الأسرى حفاضات، والضرب، والإساءة".
ويأتي الالتماس بعد أن كشف تقرير لشبكة CNN عن انتهاكات واسعة النطاق مزعومة للمحتجزين في منشأة سدي تيمان في وقت سابق من هذا الشهر، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقيود الجسدية والضرب وإهمال القضايا الطبية والعقوبات التعسفية، واستند التقرير إلى روايات اثنين من المخبرين الإسرائيليين وطبيب فلسطيني احتُجز هناك.
ووصف المصدران الإسرائيليان كيف أُجبر السجناء على الجلوس منتصبين لساعات طويلة، وغالباً ما كانوا معصوبي الأعين ومُنعوا من الكلام. ومن العقوبات الشائعة على التحدث أو غيره من الجرائم إجبار الأسرى على رفع أذرعهم فوق رؤوسهم لمدة ساعة، مع ربط أذرع بعضهم بسياج فوق رؤوسهم.
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، نفى الجيش وقوع انتهاكات واسعة النطاق، وقال لشبكة CNN: "يضمن جيش الدفاع الإسرائيلي السلوك المناسب تجاه الأسرى المحتجزين. ويتم فحص أي ادعاء بسوء سلوك جنود جيش الدفاع الإسرائيلي والتعامل معه على هذا الأساس. في الحالات المناسبة، يتم فتح تحقيقات لدى الشرطة العسكرية عندما يكون هناك اشتباه في سوء سلوك يبرر هذا الإجراء".
وأضافت أن "الأسرى يكبلون بالأصفاد بناء على مستوى الخطورة والحالة الصحية. وحوادث التكبيل غير القانوني ليست معروفة للسلطات".
وفي الوقت نفسه، أفاد عشرات الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم في الأشهر الماضية، بما في ذلك بعض موظفي الأمم المتحدة، عن تعرضهم لسوء المعاملة أثناء الاعتقال، بما في ذلك التعذيب والحرمان من الطعام والنوم. وبعد إطلاق سراحهم، تبين أن العديد منهم يعانون من سوء التغذية وعليهم علامات التعذيب.
قالت وكالة الحدود والمعابر الفلسطينية إن السلطات الإسرائيلية أفرجت في وقت سابق من هذا الشهر عن 64 فلسطينيا كانت قد اعتقلتهم خلال هجومها العسكري على غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وأوضحت الوكالة أنه كان من بينهم جثة رجل آخر توفي أثناء الأسر، ووصل آخر في حالة حرجة وتم نقله إلى المستشفى فور وصوله.