أوقفت وزارة الصناعة والتجارة بحكومة الانقلاب 6 شركات عن تصدير البطاطس إلى دول الاتحاد الأوروبي، وروسيا وإنجلترا، بسبب انتشار مرض العفن البُني في شحنات تم تصديرها، خلال العام الجاري، وفقًا لنص القرار الذي نشرته الجريدة الرسمية، فيما أكدت مصادر بالقطاع أن انتشار المرض هذا الموسم في مصر سببه بالأساس التقاوي المستوردة من أوروبا.

وأوقف القرار إحدى الشركات عن التصدير حتى نهاية الموسم الجاري، فيما حظر شركتين حتى نهاية الموسم المقبل، وحظر ثلاث شركات حتى نهاية الموسم بعد المقبل.

مصدر في المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أوضح أن الحجر الزراعي المصري استقبل في العام الجاري نحو 11 إنذارًا من الدول المستوردة بسبب إصابات البطاطس بالعفن، ونحو عشرة إنذارات العام الماضي، وهو أكبر عدد من الإنذارات الموجهة لمحصول البطاطس المصري، منذ أكثر من 25 عامًا.

ثلاثة مزارعين ومصدر في شركة تصدير حاصلات زراعية، أكدوا أن أسباب انتشار العفن البُني، أحد الأمراض الفطرية الشائعة التي تتسبب في خسائر كبيرة في إنتاجية وجودة البطاطس، هو التقاوي المستوردة أصلًا من أوروبا، مؤكدين أن معدلات انتشار المرض، هذا الموسم، غير مسبوقة، وتسببت في تراجع إنتاجية المحصول من متوسط 25 طنًا إلى 12 طنًا، ما سبّب خسائر فادحة للمزارعين. 

المصدر بشركة تصدير البطاطس، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أوضح أن الحجر الزراعي التابع لوزارة الزراعة هو الجهة المعنية بفحص التقاوي المستوردة لضمان خلوها من أي أمراض، والذي اتهمه المزارعون الثلاثة بالتقصير، فيما أكدوا، في الوقت نفسه، أن العوامل الجوية وارتفاع مستوى الرطوبة ساهمت في انتشار أكبر للعفن البُني.

«المرض ده متوطن في الدلتا والأراضي القديمة، لكنه كان بدأ يتحسن خلال السنين الأخيرة، وما كانش موجود خالص في الأراضي الجديدة، دلوقتي بقى منتشر في كل مصر، بسبب التقاوي»، يقول فتحي عبد المطلب، مزارع بطاطس في الدقهلية. 

من جانبه، نفى رئيس الحجر الزراعي، سعد موسى، أن يكون هناك أي انتشار للمرض، مؤكدًا لـ«مدى مصر»: «مفيش حاجة، كله كويس»، ونصحَنا بعدم نشر هذا النوع من الأخبار لعدم إثارة البلبلة. 

تستورد مصر الكمية الأكبر من تقاوي البطاطس سنويًا من دول أوروبية مختلفة، تضيفها إلى 20 ألف طن سبق استيرادها وزُرعت محليًا لإنتاج تقاوي جديدة، تنتج جميعها خمسة ملايين طن سنويًا، على مدار ثلاث عروات.

مصدر في وزارة الزراعة، أوضح أن الأسواق التي تمنع دخول البطاطس المصابة بالعفن البني، تستحوذ على أكثر من 50% من الصادرات المصرية سنويًا، وفي مقدمتها روسيا، أكبر مستورد للبطاطس المصرية لسنوات طويلة، والتي استوردت وحدها نحو 360 ألف طن من المحصول، في العام الماضي، مثّلت 36% من إجمالي صادرات العام.

على الجانب الآخر، تنتج أوروبا أغلب احتياجاتها السنوية من البطاطس بما يتجاوز 55 مليون طن، في حين تظل بحاجة إلى ما يزيد على نصف مليون طن سنويًا، توفر 40% منها عبر السوق المصري، وفق بيانات الاتحاد الأوروبي.

وفقًا لمصدر في شركة تصدير البطاطس، فقد «تهاونت» أوروبا مع مصر في المخالفات، هذا العام، بسبب احتياجها للبطاطس المستوردة، بعد تراجع إنتاجها، خلال العام الماضي والجاري، موضحًا أن أوروبا أعادت إلى مصر خلال الموسم الجاري 300 حاوية مصابة (الحاوية 25 طنًا)، مضيفًا: «لولا أزمة الإنتاج وارتفاع الأسعار، كان احتمال نواجه حظر كامل للسوق»، بحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه.

وصدّرت مصر كميات قياسية من البطاطس، العام الماضي، بلغت نحو مليون طن، مقارنة بنحو 871 ألف طن في العام السابق له، بزيادة نسبتها 14.8%، وفق بيانات رسمية من وزارة الزراعة حصل عليها «مدى مصر».

تضرر البطاطس المصرية بمرض العفن البُني لن يؤثر بشكل كبير على الصادرات إذا تم حل المشكلة الموسم المقبل، خصوصًا مع قرب انتهاء موسم التصدير الحالي، لكن تراجع الإنتاجية بسبب انتشاره سينعكس على أسعار البطاطس في السوق المصري، والتي توقعت المصادر تصل إلى قرب 40 جنيهًا للكيلو، خلال الشهور المقبلة.